حكايا النازحين.. ارتفاع أسعار سلع ضرورية للفلسطينيين معاناة مخفية
مازال المسلسل الدامي الذي يعيشه الفلسطينيون بسبب الحرب الإسرائيلية مستمر منذ السابع من أكتوبر وإلى الآن، ومازال نزيف معاناتهم يجري إلى الآن أمام مرآى ومسمع من العالم.
وفي ظل هذه المعاناة الظاهرة هناك أشكال أخرى منها ربما لم يعرفها الكثيرون، يعيشها الفلسطنيون لحظة بلحظة نتيجة تلك الحرب تتمثل في بعض التفاصيل الصغيرة، ولكنها كبيرة كذلك في الألم والأثر.
وأشار إلى تلك التفاصيل والأشكال الجانبية من المعاناة أيمن أكرم أحد الفلسطنيين النازحين، وذلك عبر منشور له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
إذ أوضح أيمن من خلال منشوره أنه وغيره من النازحين لايمكنهم الحصول على أًيًا من المنتجات الأساسية، بل وحتى البسيطة منها، لافتًا إلى أن أبسط المنتجات إذا أرادوا الحصول عليها فعليهم دفع أموالًا طائلة من أجل ذلك، وهو الأمر الذي لا يتوفر لهم أيضًا.
الخشب المسروق بـ5 شيكل
الخشب المسروق هو بين أحد هذه المنتجات، وذلك الخشب هو ذلك الذي يحصلون عليه من خلال نزعه من كراتين المساعدات والتي تكون مغطاه به.
وأوضح أيمن أن ذلك الخشب يُسرق من قبل البعض ثم يباع بأموال طائلة، إذ أن الكيلو منه بـ5 شيكل وهو ما يعد رقمًا كبيرًا على الأسرة تحمله في سلعة واحدة، موضحًا أن الآهالي يحتاجونه بإشعاله من أجل الطهي عليه، مشيرًا إلى أن أقل أسرة تحتاج 3 كيلو من هذا الخشب في اليوم.
وتابع أكرم أن بين أشكال المعاناة والتكاليف الأخرى هو فكرة الحصول على زجاجة واحدة من المياه الباردة في ظل هذه الحرارة المرتفعة، موضحًا أن الزجاجة الصغيرة الواحدة يصل سعرها إلى 2 شيكل، أما جالون المياه الحلوة فقد بلغ سعره 4 شيكل، بينما جالون المياه المالحة بـ1 شيكل.
مواصلة تقطع 100 متر سعرها لن يقل عن 2 شيكل
تحدث أيمن كذلك من خلال منشوره عن سعر أقل مواصلة في فلسطين - إن وجدت- موضحًا أنها حتى ولو كانت المسافة التي ستقطعها 100 متر فسعرها لن يقل عن 2 شيكل.
وأوضح أكرم في ختام منشوره أن هناك مايقرب من 15 إلى 20 شيكل تتدفعها الأسر في تفاصيل صغيرة، وهى ليس معها من المال شيئًا " ضاعت تحويشة العمر".
وتواصلت "الدستور" مع أيمن الذي أكد حقيقة كل ماجاء بمنشوره، موضحًا أن الأسعار ترتفع كل يوم عن اليوم الذي قبله، وذلك في الوقت الذي تزداد أوضاعهم سوءًا يومًا بعد يوم.
ولفت أكرم إلى أن لديه طفل رضيع وُلد في الأيام الأولى من الحرب، وهو يشعر بالحزن ولاأسف لأنه لم يستطع أن يفرح به أو يسعده، في ظل ما يعيشونه من مآس وكوراث منذ اندلاع هذه الحرب.
وتابع النازح الفلسطيني في حديثه لـ الدستور، أن ابنه الرضيع يحاول أن يقترب لاهيًا من جالون المياه فيمنعه هو أشقائه من ذلك بعنف، وذلك خوفًا على " كوب من الماء" عانوا وعايشوا الشقاء طويلًا للحصول عليه.
لاتنسوا فلسطين وساعدونا
وأخيرًا يدعو أيمن العالم مترجيًا ألا ينسى العالم والإنسانية قضية فلسطين وأن يدافعوا عنها ويسرعوا لمساعدتهم إنقاذًا للآلاف الأرواح التي تنتظر مصير الموت كمن سبقوهم.