رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سميرة أحمد تعترف.. "الخجل كان عقبة فى طريقى" ما القصة؟

سميرة أحمد
سميرة أحمد

الفنانة سميرة أحمد، التي دفعتها ظروف وفاة عائل أسرتها- الأب- إلى الخروج للبحث عن عمل مع شقيقتها "خيرية"، وتنقلت من مهنة لأخرى، حتى وصلت إلى شاشة السينما. وفي حوار لها نشر بمجلة "الكواكب"، في مثل هذا اليوم من العام 1960، تحدثت عن الصعوبات التي واجهتها في بدايات عملها السينمائي.

 

القدر أسند إلي أول أدواري

واستهلت "أحمد" حديثها مشيرة إلي أن الدور الأول في حياة النجمة، أي نجمة في دنيا السينما، ليس هو الدور الذي يراها فيه علي الشاشة الفضية لأول مرة.

هناك أدوار كثيرة في حياتها تسبق ذلك الدور، وعلى قدر نجاحها أو إخفاقها في تلك الأدوار يكون تألقها في عالم الفن، أو ضياعها في طريق الشوك. أنا شخصيًا في حياتي ثلاثة أدوار هامة، كتب لي أن اضطلع بها، على مسرح الحياة قبل أن أسلك طريقي الطويل إلى الكاميرا والأضواء في الاستديو، ولولا إصراري على النجاح في تلك الأدوار، التي تبدو للوهلة الأولى صغيرة وبسيطة، لتغير مجرى حياتي تماما، وكنت "سميرة" أخرى غير التي هي أنا اليوم.

وتضيف سميرة أحمد موضحة: وعندما أسند إلي القدر الدور الأول، كنت لم أزل بعد فتاة صغيرة تتفتح للحياة، وتغرم بمشاهدة الأفلام السينمائية غرامًا يتطلب فوق ما تطيقه ميزانية مصروفها اليومي الصغير.. وكان هذا الدور يتلخص في الاستعانة بكل الوسائل المشروعة لتدبير ثمن تذاكر دخول السينما.

 وصحيح أنه دور صعب بالنسبة لفتاة صغيرة، ولكن حبي للسينما كان يزودني بالإرادة القوية والإصرار على الانتصار. وهكذا بدأت، دون أن أدري، محاولاتي الأولى في التمثيل ببذل الجهود المتوالية المتجددة لإقناع أفراد الأسرة بزيادة المصروف حينا وطلب سلفة عاجلة حينا آخر. ولولا نجاحي في هذا الدور الصعب الذي كان يتكرر ويتغير تبعًا لتغير الأشخاص والمناسبات، لما أتيح أن أكتسب بطول المشاهدة ما اكتسبته حينذاك من خبرة وفهم وإدراك لاتجاهات الثقافة السينمائية، ولما تطور حبي لمشاهدة السينما إلى حب للاشتغال بها.

 

هكذا تغلبت سميرة أحمد على خجلها

تستكمل سميرة أحمد حديثها للكواكب عن أصعب الأدوار في حياتها الفنية مشيرة إلى: أما الدور الثاني فقد جاء بعد ذلك بفترة من الزمن. كنت قد كبرت نوعا، وكبرت رغبتي في التمثيل السينمائي، وبدأت أتردد مع شقيقتي على إدارات بعض الشركات السينمائية ومكاتب الريجيسير.. وكما هي العادة لم نكن نظفر بأكثر من عبارات التشجيع المحفوظة والوعود التي لن تتحقق. وفي ذات يوم، ونحن في الطريق إلى مكتب إحدى الشركات، "تاهت" مني شقيقتي في الزحام أو لعلي أنا التي "تهت" منها. فلم أجد بدا من الذهاب وحدي. وهناك في مكتب مدير الشركة تملكني الاضطراب بسبب الخجل، فأنا خجولة إلى أبعد حد، وفشلت المقابلة طبعا. وعدت إلى البيت باكية ساخطة على فشلي وخجلي. وقررت أن أتغلب على هذه العقبة بالإرادة والإصرار على الانتصار. ولم يكن من الممكن بطبيعة الحال أن تكون محاولتي للتغلب على خجلي في نفس المكان الذي لقيت فيه فشلي، فأعطيت لنفسي الفرصة في القيام بمحاولة جديدة، كانت هي دوري الجديد.

الدور الثالث في حياتي، صحيح أنني لم أتغلب تماما على طبيعة الخجل في نفسي حتى الآن.ولكنني زدت الاستعانة بوسيلة أخرى مشروعة أيضا، لتخطي العقبات التي يضعها في طريقي. قلت لنفسي إنني أريد أن أكون ممثلة ناجحة، وقد تدربت على القيام بأدوار كثيرة مختلفة خلال التمرينات الشاقة التي طالما قمت بها أمام المرآة في غرفتي، وأذن لماذا لا أقوم في هذه المجتمعات الفنية التي أرتادها بتمثيل دور الفتاة الثابتة الجريئة التي لا تضطرب ولا تجري في خديها بدون مناسبة حمرة الخجل؟ وهكذا نجحت في الدور الثالث، ووضعت قدمي على أول الطريق.