"أمي الثانية هي الحقيقية".. بابلو نيرودا يروي سيرة طفولته
تحل غدا ذكرى الشاعر التشيلي الكبير بابلو نيرودا، والذي ولد في مثل هذا اليوم في قرية بارال بوسط تشيلي عام 1904. وهو الشاعر الذي قال عنه الروائي الكولومبي الشهير جابرييل جارثيا ماركيز " بابلو نيرودا من أفضل شعراء القرن العشرين في جميع لغات العالم".
طفولة بابلو نيرودا
بعد ولادته في وسط شيلي انتقل بابلو نيرودا مع اسرته إلى الجنوب الأقصى من البلاد، وتحديدا إلى بلدة "توموكو"، كانت بلدة صغيرة جدا وكانت بالكاد تبنى فيها البيوت الأولى، والأراضي توزع بين القادمين، وكان على حد قول نيرودا هناك غابة تجاور القرية يسكنها الهنود "المابوش"، وأصبحت توموكو فيما بعد هي الطبيعة بالنسبة لنيرودا، والأساس في شعره.
مدرسة القرية
ذهب نيرودا لمدرسة القرية وكان المجتمع الذي يعيش فيه خليطا بين الاجناس فهناك الإنجليزي والنرويجي والألمان، مجتمع بلا طبقات، الكل يعيش فيه على نسق واحد، والجميع متساو تماما، فيما يعيش هنود المابوش في قرى مجاورة لتوموكو، وكانوا يعتبرون القرية سوقا لمنتوجاتهم، وعن هذا الأمر يقول نيرودا في حوار نشر على صفحات مجلة الآداب بترجمة عايدة مطرجي إدريس عام 1971: "كنت أعرف الهنود المابوش ولكن لم تكن لي علاقة بهم، اعرف فقط بعض من كلماتهم، وكان لدي شعور التاريخ وهذا الشعور إلى حد ما هو ضمير الشاعر، فعلى هذه الأرض من توموكو جرت اكبر معركة، وكان المغامرون الإسبان ياتون للبحث عن الذهب".
ويكمل نيرودا: “كان أبي في أواخر حياته يدير السكك الحديدية، كانت له مركبة ينام فيها، ومن وقت لآخركنت أذهب إليه لأمضي معه بضعة أيام ومع بعض العمال كنت اكتشف الطبيعة والسواقي والورود والجبال، كان ذلك مثيرا”.
ويواصل: “أما أمي فقد كنت في الشهر الثاني من عمري عندما توفيت، وتزوج أبي مرة ثانية وامراته الثانية هي أمي الحقيقية وأهديتها عددا من القصائد، كانت أم رائعة جدا”.
أول قصيدة
ويختتم: "كنت في السابعة أو الثامنة من عمري حين كتبت أولى أشعاري، وكان أبي وأمي منهكين جدا، وعندما عرضت عليهما أشعاري قالا لي "من أين نقلت هذا؟"، كانت القصيدة مهداة إلى أمي، أما أول قصيدة قرأتها علنا أمام الجميع فكنت في السادسة عشرة من عمري وكنت أدرس في جامعة سانتياجو.