رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يضعون روشتة التخلص من كابوس الضغط النفسى واتخاذ قرارات خاطئة لدى لاعبى كرة القدم

أحمد رفعت
أحمد رفعت

لا تزال الصدمة تسيطر على جمهور الكرة فى مصر والوطن العربى؛ بسبب وفاة اللاعب أحمد رفعت، لاعب منتخب مصر وفريق مودرن سبورت، بعد تدهور حالته الصحية بشكل مفاجئ.

وعانى اللاعب أزمة صحية، خلال الأشهر الماضية، وتحديدًا بعد تعرضه لأزمة قلبية فى مباراة فريقه أمام الاتحاد السكندرى فى المباراة التى أقيمت يوم ١١ مارس الماضى، ودخل اللاعب فى غيبوبة قرابة شهر قبل أن تتحسن حالته الصحية بعد ذلك ويغادر المستشفى.

منذ أسابيع قليلة، ظهر اللاعب لأول مرة فى وسائل الإعلام وأشار إلى أن ما حدث له كان نتيجة ضغوط نفسية عانى منها، نافيًا تناوله المنشطات كما تردد.

وفتحت أزمة أحمد رفعت، الحديث حول دور المرض النفسى والضغوط التى تواجه لاعبى كرة القدم وتأثيرها على حياتهم الشخصية، خاصةً أن اللاعب الراحل ليس النموذج الوحيد، بل هناك الكثير من اللاعبين الذين يعانون الأمراض النفسية، ومنهم من عانى بعد ذلك مضاعفات أكثر خطورة.

على سبيل المثال مؤمن زكريا، لاعب الأهلى ومنتخب مصر السابق، الذى عانى من الضمور العصبى الحركى نتيجة متلازمة الاحتراق النفسى التى أصابته قبل أن يتعرض لمرضه النادر الذى تسبب فى اعتزاله كرة القدم.

«مؤمن» اعترف فى بداية إصابته بالمرض بأن إصابته نفسية، وهى السبب الرئيسى فى ابتعاده عن المشاركة فى المباريات، مضيفًا أنه تأثر نفسيًا بعد الإصابة وابتعاده عن الملاعب قرابة ٦ أشهر، فضلًا عن مرض والده وخضوع والدته لعملية جراحية بسببه، ما أثّر عليه من الناحية النفسية دون مساندة من أحد.

وهناك لاعبون يعانون الضغط النفسى والعصبى نتيجة انتقادات وهجوم جماهيرى، سواء كانت جماهير الأندية التى يلعبون فى صفوفها أو الأندية المنافسة، مثل شيكابالا ومحمود علاء ورمضان صبحى ومحمد هانى وطاهر محمد طاهر وإمام عاشور ومحمود كهربا.

محمد شريف، مهاجم الأهلى السابق، لاعب الخليج السعودى الحالى، كان هو الآخر ضحية الضغوط الجماهيرية، التى أثرت عليه من الناحية النفسية، لكنه نجح فى التخلص من تلك الضغوط بالرحيل عن القلعة الحمراء حتى لا تنتج عن ذلك عواقب وخيمة ضده.

محمد شريف قال فى تصريحات سابقة: «استقررت أن رحيلى فى الفترة دى أفضل ليا وللنادى الأهلى، وكان لازم أمشى وأطلع بسبب الضغوطات اللى كانت موجودة علىَّ».

محمود علاء، مدافع الزمالك، الذى انتهى مشواره مؤخرًا مع الفارس الأبيض كان أحد أبرز ضحايا الضغوط النفسية فى الملاعب المصرية، خلال السنوات الأخيرة، بعد الخطأ الشهير فى مباراة القرن أمام الأهلى بنهائى دورى أبطال إفريقيا، والذى تسبب فى هدف «أفشة» القاتل، ومنذ ذلك المشهد لم يعد محمود علاء كما كان أحد أبرز مدافعى الكرة المصرية.

تراجع رهيب فى أداء اللاعب حتى اختفى تمامًا عن الصورة، وتم الاستقرار على فسخ التعاقد معه بالتراضى.

على غرار محمود علاء ومؤمن زكريا وإمام عاشور، الذى يعانى هو الآخر فى الوقت الراهن هجوم جماهير الزمالك عليه عقب انتقاله إلى الغريم التقليدى، هناك الكثير من الرياضيين الذين وقعوا ضحية الضغوط النفسية، خاصة أن هناك دراسات أثبتت أن الرياضيين، وتحديدًا لاعبى كرة القدم هم الأكثر عُرضة لاضطرابات الصحة العقلية؛ نتيجة الضغوط التى تواجههم، سواء داخل الملعب أو خارجه، وينعكس ذلك على أجسادهم وأدائهم على المستوى العام.

«الدستور» تواصلت مع خبراء الطب النفسى ونقاد من أجل وضع روشتة التخلص من كابوس الضغط النفسى.

أوضح الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى والمخ والأعصاب، أن الشخصية الكتومة تعانى كثيرًا وتصبح مثل الصيد السهل للضغوط النفسية والعصبية.

وقال «فرويز»: «فى حالة أحمد رفعت الأمر كان صعبًا للغاية لأنه شخصية كتومة لا تفرغ كل ما فى نفسها من طاقة سلبية، وفى الوقت ذاته كان لديه عيب خلقى فى القلب، وبالتالى مع استقباله الضغط النفسى والحالة المزاجية السيئة التى كان عليها، أحدث هرمون النورأدرينالين ثقبًا فى جدار القلب، ما أدى لحدوث نزيف أثّر فيما بعد وكانت مضاعفاته سلبية على اللاعب».

وأضاف: «جدار القلب عندما يحدث له هذا النزيف تظهر مضاعفات بعد وقت، وهذا ما حدث بالفعل فى حالة أحمد رفعت».

ويرى الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، أن الضغط النفسى هو أحد الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا بجانب القلق والمخاوف المرضية، ودائمًا ما يأتى نتيجة عدم التوازن بين رغبات الشخص وقدراته.

وأكد «هندى»: «الضغط النفسى الداخلى مثلما حدث مع الراحل أحمد رفعت دائمًا ما يُحدث تغيرات فى الإنسان، تغيرات فسيولوجية ومعرفية وسلوكية، وينتج عنه مشاعر داخلية تجعل الشخص غير قادر على الإنجاز أو تحقيق ما يسعى إليه؛ لأن ذلك ينتج عنه القلق والإجهاد الذهنى والانشغال العقلى والتوتر، وهذا ينعكس أيضًا فى انخفاض نسبة التركيز، وبالتالى عدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة».

وتابع: «أرى أن محمد صلاح نموذج حى لهذا الأمر، فقد عانى كثيرًا الضغط النفسى، خاصةً خلال وجوده فى معسكر منتخب مصر وفى صداماته مع مسئولى اتحاد الكرة، لكنه نجح فى تحويل هذا الضغط من ضغط مرضى يعرقل مسار حياته إلى ضغط صحى يحفز على الإبداع من خلال التركيز فى كرة القدم فقط ومواصلة العمل لتحقيق إنجازاته الفردية والجماعية».

وأكد أشرف محمود، رئيس الاتحاد المصرى للثقافة الرياضية، أن الضغط النفسى له أنواع كثيرة، أصعبها الضغط النفسى الناتج عن القهر والظلم، وهو ما حدث للراحل أحمد رفعت، مشيرًا إلى أن درجات تحمل البشر للضغوط والصعوبات متفاوتة.

وأضاف «محمود»: «لا بد من تطبيق اللوائح وكل من أخطأ فى هذا الأمر يجب معاقبته حتى لا تتكرر مأساة أحمد رفعت مرة أخرى، أتمنى أن نستفيد من هذا الدرس القاسى وهو رحيل لاعب فى ريعان شبابه».

دوري ابطال اوروبا

365Scores.comمزود من

الدوري السعودي

365Scores.comمزود من

الدوري الانجليزي

365Scores.comمزود من

الدوري الاسباني

365Scores.comمزود من