رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفائزة بجائزة عبد الفتاح صبري

إيمان سعيد: القصة أسهل القوالب لتكثيف الزمن وجمهورها أقل من جمهور الرواية

إيمان سعيد
إيمان سعيد

قبل يومين، فازت الكاتبة الشابة إيمان سعيد، بجائزة عبد الفتاح صبري لـ القصة القصيرة، سبقتها عدة جوائز في مجال القصة أيضا محلية وإقليمية. 

وحول اتجاهها للقصة ــ التي أصدرت فيها مجموعتين، “باربي” وأحلام صغيرة ــ دونا عن الرواية رغم انتشار الأخيرة ورواجها، وعن تجربتها في كتابة القصة كان لـ “الدستور” هذا اللقاء معها.

 

حدثينا عن فوزك بجائزة عبد الفتاح صبرى.. وهل هى أول جائزة تحصلين عليها؟

 

سبق لي الفوز فى مسابقة العربى الكويتى للقصة القصيرة وحصلت على المركز الأول، وأذيعت القصة عبر أثير مونت كارلو فى 2019، وفزت أيضًا فى مسابقة بنت الحجاز للقصة القصيرة بمركز أول عن قصة بعنوان أنا البيضة فى 2018، ومسابقة النشر الإقليمى فازت مجموعتى القصصية الثانية “باربي” بمركز أول لعام 2022، وشاركت هذا العام فى مسابقة الكاتب عبد الفتاح صبري للقصة القصيرة، وهى مسابقة تخص أبناء محافظة المنوفية، وبفضل الله فازت قصتى “اللم” بالمركز الأول.

 

كُتّاب قصة قصيرة قرأتِ لهم قبل أن تكتب هذا الفن الأدبى؟
 

قرأت كثيرًا للكاتب إحسان عبد القدوس ويوسف إدريس فى بداياتى، وقرأت لمعلمى الروائى والقاص ربيع الصبروت، والكاتب محمد جبريل، ويبقى ماركيز فى مقدمة من قرأت لهم وكزنتزاكس حتى أننى دائمًا أستلهم منهم الكثير.

 

 أمر لفتك نظرك للاهتمام بالقصة القصيرة..وكيف بدأتِ تجاربك الأولى فى كتابتها؟

 

بدأت كتابة القصة فى عُمر الثامنة عشر، كنت قد قرأت إحدى قصص ربيع الصبروت وتأثرت بنوعية الكتابة المختصرة والصعبة فى نفس الوقت، ووجدتنى دون وعى أكتب قصة بعنوان قلم وناى، وبالفعل نشرها الصبروت فى إحدى مجلات القصة. لكن ما جذبنى لكتابة القصة، هو الزمن القصير الذى تستغرقه فى الوصول لما أريد بأقصر الطُرق.


 هل قرأتِ شيئًا عن أصول هذا الفن القصصي أو طرائق كتابته ؟


فى بداياتى لم أقرأ شيئًا، ولكن كانت  تدفعنى الموهبة والتعلم ممن سبقونى،الآن فأنا أهتم كثيرًا بكُتب النقد وخاصة الكُتب التى تتناول فن القصة والرواية مثل رسائل إلى روائى شاب ليوسا أو ما وراء الكتابة للكاتب إبراهيم عبد المجيد وفى النقد عامة تأثرت بكتب دكتورة نهاد صليحة ومن بينها التفسير والتفكيك والأيدولوجية.


 ما الذي يجعلك تختارين إطار القصة القصيرة للكتابة دون غيره من أطر التعبير الأدبى؟ هل يتعلق الأمر بحالتك النفسية أم بطبيعة الموضوع الذى تعالجينه؟

 

الفكرة تأتينى وقد اختارت لنفسها القالب الذى أطرحه من خلالها، كتبت القصة القصيرة حين دفعتنى فكرتي لها ووجدت أن هذة الفكرة ليس لها قالب غير القصة، وكتبت الرواية حين وجدت الفكرة لا تستوعبها القصة، أما بخصوص النشر فالتأكيد  نشر القصة أيسر كثيرًا وقد نشرت بالفعل فى كثير من المجلات المصرية والعربيه مثل إبداع، أفكار الأردنية، الثقافة الجديدة، نزوى، العربى الكويتية ودوريات أخرى.

 

ما الذي تهدف القصة القصيرة عندكِ إلى توصيله للقارئ؟ وهل تتمثلين قارئك وأنت تكتبين؟ ومن قارئك ؟
 

 أولا ً الحكايه التى أحب أن أرويها، والزمن الذى أستطيع أن أمرّره بسهولة،  فالقصة أسهل القوالب التى أستطيع من خلالها تكثيف الزمن. ولم يحدث وتمثلت قارئًا قبل ذلك، فقط أخلص للفكرة وستبحث عن قارئها،والمؤسف على الجانب الآخر أنّ جمهور القصة أقل مقارنة بالرواية.   

 

ما مدي الزمن الذي تستغرقه كتابتك لإحدي القصص ؟ وهل تواجهين أحيانًا بعض الصعوبات فى أثناء الكتابة؟.

 تستغرق كتابة القصة وقتًا بحسب فكرتها، فقد تُكتب فى نفس لحظة تشكُّلها بداخلى، مثل قصة  قلم وناى، أو أحلام صغيرة، وكقصة هنا التى كتبتها على هاتفى فى المواصلات، وهناك نصوص استغرقتْ لكتابتها، كقصة اللم الفائزة بجائزة عبد الفتاح صبرى منذ يومين، مركز أول، بالفعل تواجهنى بعض الصعوبات فى تطويع اللغة للتعبير عما أريد بدقة.


ــ هل تهتمين فى كل قصة قصيرة بأن يكون لها مغزى بالنسبة إلى الأوضاع الاجتماعية المعاصرة؟

مجموعتى باربى تتناول تجارب حياتيه ومشاكل اجتماعية ونفسية لأبطالها، فلقد عالجت بقصة أنا البيضة، العزلة الوجدانية والاجتماعية بين زوجين بتأثير من وسائل التواصل الاجتماعى، وكان “الفيس” وقتها مازال يشق طريقه، فتنبأت سريعًا بالتشتت الأسرى الذى سوف تسببه، فكل كاتب لابد أن يكون صاحب نبؤة لمجتمعه ويدق ناقوس الخطر إن استطاع، وهناك كتابة لا أهدف بها إلى شئ سوى التجريب، كما يظهر  فى مجموعتي التى أعمل عليها الآن، ونشرت منها قصتين: ليلة سقوط العنكبوت، والعصيان.

كيف يكون مدخلكِ إلى القصة القصيرة ؟ وهل يتجه اهتمامك إلى الحدث أم إلى الشخصية ؟

دائمًا ما أهتم فى بداية القصة بحدث يجذب القارئ، فقصة اللم بدأتها باستحضار شخصية روائية، وهى بطلة رواية المسيح يصلب من جديد، كاترينا أو مريم المجدلية.  

هل تعينين الزمان والمكان للحدث (أو الأحداث) التي تتضمنها القصة القصيرة أم تتركها بلا تعيين؟

بالفعل أعيّنها وأهتم بكل تفصيلة وإن كانت صغيرة، فما بالك بالزمان والمكان اللذين هما أساس أى عمل سواء قصة أو رواية.

لماذا أخترتِ القصة القصيرة دون غيرها رغم انتشار الرواية كتابة ونشرًا ومقرؤية؟

القصة، هى التحدى الأصعب وأنا أميل دائمًا  للصعب، لأننى إن استطعت استعراض فكرة فى عدة سطور ونجحت فى توصيلها فسوف أنجح، أو هذا ما أعتقد، فى كتابة رواية، ولاتزال أولى رواياتى قيد المراجعة وإعادة الكتابة وأتمنى أن تصدر قريبًا، وللأمانة، فمعظم أبناء جيلي يجيدون كتابة القصة باحتراف، منهم محمد ممدوح، أحمد عامر، ومن الأجيال السابقة، حسام المقدم، وياسر جمعة، وحسين منصور، وهانى القط.  
 


 

ما الصعوبات التي واجهتك في تجارب النشر؟

أعتبر نفسى محظوظة منذ البداية، فقد نشر لى محمد جبريل أولى قصصى بجريدة المساء عام 2001، وكنت من المواظبين على حضور ندوته فى نقابة الصحفيين. وبعد فترة انقطاع عدتُ للكتابة فنلت جائزة مجلة العربى الكويتية بالتعاون مع إذاعة مونت كارلو الدولية، فكانت جواز مرورى للنشر فى الدوريات المصرية والعربية، مع الوضع فى الاعتبار أنّ بعض الدوريات فصلية مما يجبر الكاتب على الانتظار الطويل حتى يرى قصته منشورة.