رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقص الطعام فى قطاع غزة.. والنازحون: "المساعدات تباع بالأسواق"

الطعام فى قطاع غزة
الطعام فى قطاع غزة

لا يخفى على أحد أن قطاع غزة يمر بأكبر مجاعة في تاريخه، يدفع ثمنها المدنيون من الأطفال والنساء تحديدًا؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي فرضته قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، إذ تمارس أقوى سياسة تجويع شهدتها فلسطين منذ الاحتلال خلال العام 1948.

ولكن لأزمة الجوع في غزة وجهًا آخر، بجانب التعنت الإسرائيلي في إدخال المساعدات الإنسانية لا سيما الغذائية، فإن البعض يتربح من تلك المساعدات عبر بيعها في الأسواق بعد الحصول عليها مجانًا بأسعار مضاعفة، مما جعل هناك مواطنين في غزة لا يستطيعون توفير قوت يومهم.

تعنت إسرائيلي وبيع المساعدات

واتساقًا مع ذلك، أعلن خبراء للأمم المتحدة عن أن الوفيات الأخيرة لأطفال فلسطين بسبب الجوع وسوء التغذية لا تدع مجالًا للشك في أن المجاعة قد انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة بأكمله.

ووفق بيان الخبراء الأمميين بسبب سوء التغذية وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكافية، توفي عدد من الأطفال خلال يومين، لافتًا إلى أنه مع وفاة هؤلاء الأطفال جوعًا رغم العلاج الطبي في وسط غزة، لا شك أن المجاعة امتدت من شمال غزة إلى وسط وجنوب قطاع غزة.

ودعا الخبراء المجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية لإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق البر بأي وسيلة، وإنهاء الحصار الإسرائيلي، في وقت تداول فيه رواد موقع «تويتر» فيديو يوضح بيع سلع غذائية غير مصرح لها بالبيع في سوق نجمة داخل مدينة رفح.

«الدستور» تحدثت في التقرير التالي مع عدد من أهالي غزة حول أزمة الغذاء وبيع المساعدات الغذائية في الأسواق.

فهيم: «الأطفال تجوع والمساعدات تباع»

فهيم فواز، فلسطيني، وأحد سكان مخيم رفح في قطاع غزة، والذي رأى بعينه مساعدات غذائية تباع في الأسواق بأسعار مضاعفة، وذلك بعدما اشتد الجوع بابنته الصغيرة التي تتناول وجبة واحدة فقط في اليوم بسبب نقص الغذاء وعدم قدرته على توفيره في ظل الحرب.

يقول: «وجدت بسكويت الأطفال في الأسواق يباع رغم أنه مدون عليه غير مصرح للبيع، وحين سألت علمت أن البعض يأخذ أكثر من حاجته من المساعدات الغذائية من أجل التربح بها وبيعها وشراء سلع غذائية أخرى وهكذا».

يضيف: «لم يكن لدي مال لشراء البسكويت لابنتي ولذلك ظلت طوال الليل تبكي من الجوع، لذلك أعطاني أحد الجيران في نفس المخيم الخبز الناشف، ولكن في معظم الأوقات لا نجد أي طعام ونظل أيامًا طويلة على الفتات».

تشير تقديرات أونروا، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لشئون اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن ما يصل إلى 1.9 مليون شخص في قطاع غزة قد نزحوا داخليًا- حوالي 90% من سكان القطاع، الذين تقدر الأمم المتحدة بحوالي 2.1 مليون شخص.

هند: «نقص الطعام يعصف بكل غزة»

تعاني هند من نفس أزمة نقص الطعام إذ إن لديها طفلين، تأخذ حصتها من الغذاء وقت وصول المساعدات التي لا تستوعب حجم الاحتياج لديهم، وتحتفظ بها حتى يجوع الأطفال وتتنازل عن طعامها لهم.

تقول: «يمكن أن أظل ثلاثة أيام على لقمة خبز واحدة حتى أوفر الطعام للصغار، وأحاول جلب مزيد منه إلا أنني أجد الكثير من المساعدات الغذائية تباع في الأسواق بشكل علني رغم أنها مجانية».

توضح أن أهالي قطاع غزة لا سيما النازحون يعانون من نقص الطعام في القطاع منذ بداية الحرب، وكذلك المياه غير الصالحة للشرب، إذ إن المياه في القطاع بأكمله ملوثة ولا تصلح للشرب ويلجأون إلى بدائل غير صحية.