من "العزبي" إلى "أبو النصر".. أن تكون مُحافظًا
كان الصباح مُبكرًا حينما ظهر أمامي بثًا حيًا لأولى جولات اللواء هشام أبو النصر، في مهمته الجديدة مُحافظًا لأسيوط.. كثير من الشوق جعلني أتوقف لأُتابع ما يحدث على أرض وُلدتَ فيها وعلى ترابها تربيت.. توقفت لأُتابع هذا المشهد الذي يحدث لأول مرة منذ سنوات.. المحافظ يتجوّل مترجلًا في الشوارع لمسافات طويلة.. وكأن الزمن عاد بي من جديد إلى اللواء نبيل العزبي قبل العام 2011.
على ناصية شارع قريب من جامعة أسيوط، كان المحافظ الجديد يبدأ الجولة مشرفًا على انضباط ما حوله.. محل لحوم.. ثم مطعم أسماك، ثم بقالة، ومخزن آخر يبدوا مُخالفًا.. ظننت أنها جولة سوف تنتهي بعد أن توثق عدسات الكاميرا "مجهودًا" للمسئول، لكن استمر الرجل ساعيًا يبحث ويبعث الأمل من جديد.. استمر ليؤكد أن عهدًا جديدًا في الطريق.
في اليوم التالي كان الرجل حاضرًا مترجلًا ليطمئن ويوجه ويتخذ قرارات هامة.. رأيته نشيطًا أتعب من حوله في جولاته، لم يعتد الكثيرون على محافظ يُحافظ ويعي مهامه هكذا.. اعتادوا جولات بروتوكولية تهتم بعدسات الكاميرات أكثر من هموم المواطنين.. لكن الآن تغير الحال.. ليس في أسيوط فقط، لكن تابعنا المحافظين الجُدد في باقي المحافظات يفعلون كما يفعل "أبو النصر".. ليؤكدوا أنه بالفعل عهد جديد.
شاهدت جولات المحافظ الجديد التي استبشر الكثيرون بها خيرًا، وتمنيت ألا تتوقف.. تمنيت أن نرى واقعًا أجمل.. تمنيت أن تمتد الجولات للقرى البعيدة عن المدينة، هُناك إلى الشرق حيث عرب مطير، عرب العوامر، القداديح، المعابدة، وغيرهم من القرى التي تحتاج أن تطأها خُطى المحافظ، ليُراقب عمل المسؤولين فيها، ونرتقي بحياة من يعيشون هُنا.