الفائز بجائز غسان كنفاني: حصولي علي جائزة فلسطينية "شرفٌ عظيم"
عبّر الروائي عبد الله الحسيني، الفائز بجائزة غسان كنفاني للرواية العربية عن روايته “باقي الوشم”، عن شكره لوزارة الثقافة الفلسطينية ووزيرها عماد حمدان وأعضاء لجنة التحكيم والناشرين على دعمهم الدائم، كما تقدم بالتحية إلى الشعب الفلسطيني العظيم والمناضل الذي يقف مثل جدار في مواجهة العالم أجمع، مضيفًا أنه يهدي الجائزة إلى جدته ورفيقتها وهما وحدهما يعرفان لماذا وأن تجيء الجائزة من فلسطين في وقت عصيب مثل هذا، يتعرض فيه الفلسطينيون لإبادة من قبل قوات الاحتلال، فتطبطب فيها فلسطين المنكوبة على جراح شخصيات منكوبة مثلها لهو أمر يعني الكثير صدقًا، شكرًا فلسطين دائمًا وأبدًا، وعلى أمل اللقاء في قدس عربية واحدة محررة.
الروائي الكويتي عبد الله الحسيني: بدأت كتابة “باقي الوشم” وأنا أبن التاسعة عشر
وأضاف الروائي الكويتي عبر فيديو نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة الفلسطينية على "فيسبوك": "إنه لشرف عظيم لي حقًا أن تقترن "باقي الوشم" باسم غسان كنفاني، فحين أقول "غسان" يطرأ في ذهني كما في أذهان الجميع كما أعتقد، صورته بالأبيض والأسود، وهو يجلس إلى مكتبه يسند رأسه بيد فيها سجارة، وفي اليد الأخرى يمسك قلمًا يهم بكتابة شيء ما، انها صورة رجل ظل شاب إلى الأبد، كان غسان أول مناضل يزعزع صورة المناضلة التي كنت أتوهم معرفتها في رأسي، إذ القلم هو السلاح الذي له سنان، وكان القلم سلاحه الآخر هو الذي قتله، بل هو الذي أبقاه شابًا ومعلمًا إلى الأبد.
وتابع الحسيني: "بدأت كتابة باقي الوشم وأنا ابن التاسعة عشر، كانت عن أناس عاديين، ربما يكونون جيرانك، شديدة المحلية، حتى أنني شككت كثيرًا، لفرط جهلي ربما، بقدرة تفاعل القارئ العربي معها، لكن "حمضة" تكسر توقعاتي دائمًا، كانت "حمضة" الشخصية الرئيسية في الرواية تلويحًا لجدتي في الأصل، وهي مازالت كذلك، كانت شخصية تتقاطع مع التاريخ الاجتماعي والثقافي دون أن تعي ذلك، وعبر مسار تفاصيل الحياة اليومية لحمضة وعائلتها كانت تقاوم إلى جانب بلد استوطن جسدها منذ سبعين عامًا، تاريخ صار يرفضها".
كنت أسعى إلى تفتيت ما يسميه البعض بالأحداث الكبيرة وأن أفرقها على أحداث يومية تختذل في طياتها مقاومات للهامش والعجز وكل الحدود المرسومة سلفًا والحرمان، والآن أعي أن شخصيات غسان كنفاني كانت تقاوم الاحتلال من خلال تفاصيل صغيرةن يختبئ خلفها الحدث الكبير كأن ترى مثلًا وأنت متوقف في إشارة مرور حمراء إلى جانبك تشاهد رجل وزوجته عائدين إلى بلدتهم القديمة في حيفا، تلك القرية التي اغتصبها المحتل، كما في رواية "عائد إلى حيفا" أو يوميات امراة عجوز كما في رواية "أم سعد" وكانت شخصيات غسان تحمل وبجلادة ويا للمفارقة، تاريخ أثقل منها، هكذا تمسكت روايات غسان بالشرط الفني، حتى يومنا هذا بعد مضي السنوات هذه كلها وهو ما أبقاه شابًا إلى الأبد كما في صورته، ألم أقل أن المقاوم ينجو؟ ها قد فعلها غسان.
عبدالله الحسيني، كاتب وسيناريست من مواليد الكويت العام 2000، عضو في رابطة الأدباء الكويتية، حاصل على بكالورويس الأدب والنقد من قسم اللغة العربية في جامعة الكويت، صدر له: رواية (لو تغمض عينيك)، ٢٠١٧ رواية (باقي الوشم)، ٢٠٢٢.
حازت روايته (لو تغمض عينيك) على جائزة ليلى العثمان للإبداع في القصة والرواية في العام ٢٠١٨.
وشارك في عدة أمسيات ولقاءات أدبية، بالإضافة إلى كتابة عدة أعمال سيناريو منها ما أُنتج ومنها ما هو تحت طور الإنتاج.