رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فوزه بالرئاسة.. كيف سيغير مسعود بيزشكيان السياسة الخارجية الإيرانية؟

رئيس إيران مسعود
رئيس إيران مسعود بزشكيان

انتخبت إيران مسعود بيزشكيان رئيسا لها، في انتصار غير متوقع للمعسكر الإصلاحي في البلاد وسط استياء اجتماعي عميق، وصعوبات اقتصادية، وحرب إقليمية.

تفاصيل فوز مسعود بيزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية

وحصل بيزشكيان على 16.3 مليون صوت، بحسب التقارير التي نقلت عن السلطات المحلية، حيث شهدت انتخابات الرئاسة الإيرانية نسبة إقبال بلغت 49.8%. وأنهى منافسه سعيد جليلي، وهو مفاوض نووي يميني متشدد سابق، السباق بحصوله على 13.5 مليون صوت.

وتمكن بيزشكيان البالغ من العمر 69 عامًا من هزيمة العديد من المرشحين الآخرين، الذين كانوا جميعًا محافظين بشدة، حتى مع وصف العديد من المحللين له بأنه "إصلاحي رمزي" و"مرشح من الدرجة الثانية" في مجموعة المتنافسين مع القليل من الاعتراف باسمه.

من هو مسعود بيزشكيان 

وبيزشكيان هو الأكثر اعتدالًا بين المرشحين، وقد شغل سابقًا منصب وزير الصحة في عهد آخر رئيس إصلاحي لإيران، محمد خاتمي، من عام 1997 إلى عام 2005، وقد أيده خاتمي بين السياسيين الإصلاحيين الآخرين.

وكان بيزشكيان أيضًا عضوًا في البرلمان منذ عام 2008، وهو عضو في مجلس الشورى الإسلامي ونائب رئيس البرلمان. فهو يريد تخفيف القيود الاجتماعية مثل قانون الحجاب الصارم في إيران وتحسين العلاقات مع الغرب، بما في ذلك احتمال استئناف المحادثات النووية مع القوى العالمية.

سيتولى بيزشكيان منصب رئيس حكومة الجمهورية الإسلامية لمدة أربع سنوات، ولا يواجه أي نقص في التحديات. وعانت البلاد التي يبلغ عدد سكانها 88 مليون نسمة لسنوات من اقتصاد متهالك، وحملات قمع قاسية على المعارضة، وارتفاع معدلات التضخم، وعقوبات غربية شديدة. 

كما أنها تواجه توترات متصاعدة مع الولايات المتحدة بشأن تخصيب طهران النووي الإيراني المتزايد والحرب بين إسرائيل وحماس.

التغييرات الأساسية غير محتملة

سيتعين على الرئيس الإيراني الجديد أن يتعامل مع من سيتولى البيت الأبيض في نوفمبر. وهذا يزيد من المخاطر بالنسبة لكل من طهران وواشنطن، وكذلك الشرق الأوسط بشكل عام، حيث تقترب إيران أكثر من أي وقت مضى من القدرة على إنتاج القنابل النووية وتستمر في دعم الجماعات الوكيلة التي تقاتل إسرائيل.

وفيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية والحرب، يتمتع الرئيس الإيراني ببعض النفوذ وهو الشخص الذي يواجه الجمهور في البلاد، لكن السلطة وصنع القرار الحاسم في إيران تقع في نهاية المطاف على عاتق المرشد الأعلى آية الله علي  خامنئي، والمؤسسات غير المنتخبة مثل الحرس الثوري.

و في تصريح لشبكة "سي إن بي سي نيوز"، قال سينا ​​توسي، الزميل البارز غير المقيم في مركز السياسة الدولية: "في حين أن الانتخابات يمكن أن تؤدي إلى تحولات في الأولويات والنبرة والتكتيكات لسياسات إيران الداخلية والخارجية، فمن غير المرجح حدوث تغيير جوهري في الوضع الراهن". 

وقال: "إن المبادئ الأساسية التي توجه قرارات إيران الاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بالولايات المتحدة وإسرائيل، متجذرة بقوة في الإطار الأوسع الذي وضعه المرشد الأعلى والهيئات المؤثرة مثل الحرس الثوري".

وعلى الرغم أن تقارير عدة أشارت في وقت سابق إلى أن فوز بيزشكيان "قد يفتح المجال أمام ارتباطات دبلوماسية متجددة وسياسات محلية أكثر تقدمية بعض الشيء، إلا أن توسي قال: "حتى مع وجود رئيس إصلاحي، فإن مدى التغيير سيكون محدودًا بهياكل السلطة الشاملة والضرورات الإستراتيجية التي تحدد المشهد السياسي الإيراني. وبالتالي، فإن أي تغيير حقيقي من المرجح أن يكون تدريجيًا وتدريجيًا وليس تحويليًا".