تّبعات الافتتاح.. كيف ينظر التشكيليين للدورة الـ44 من المعرض العام؟
منذ افتتاح فعاليات الدورة 44 لـ المعرض العام؛ والذي يعد الحدث السنوي الأبرز، والمعرض العام بين الإشادة بالتنظيم وبين إتهامات بالمجاملات المتبادلة وضعف بعض الأعمال المشاركة، وإدانة احتكار الشركة التسويقية وراعي المعرض العام في دورته الرابعة والأربعين، أعمال الفنانين المشاركين في المعرض.
"الدستور" التقت بعدد من رواد الحركة التشكيلية والفاعلين فيها في محاولة لفهم تبعات هذه الدورة وما اثير حولها من سجالات:
بيصار: ثلث الحركة التشكيلية احجموا عن المشاركة ومستعد لمواجهة رئيس" الفنون التشكيلية"
البداية كانت مع الناقد الفني والفنان صلاح بيصار، والذي أثار الجدل حول مشاركة عدد من الفنانين من أعضاء لجنة التحكيم (عبد الوهاب عبد المحسن ومصطفى عيسى وطارق زبادي، ومحمد عرابي) بأعمالهم في المعرض العام بأعمالهم؛ وهو ما يتنافى مع قوانين وأعراف لجان التحكيم.
بيصار أكد فى تصريحات لـ"الدستور"، أن طوال الفترة التي تولي فيها وليد قانوش وثمة ملاحظات حول المعارض التي اقيمت في عهده؛ ابتدءًا من معرض البدايات، ثم معرص استكش مرورًا إلي المعرض العام، قائلًا:"عندما يكون اهم الفنانين المصريين احجموا عن المشاركة فى هذه الدورة اذا هناك امر غلط، وعندما يشارك لأول مرة 4 من الفنانين من إجمالى 5 أشخاص من لجان التحكيم كما تعرض اعمالهم فى صدارة المعرض الأول فى قصر الفنون إذا هناك أمر غلط بل وتجاوز لم يحدث فى تاريخ المعرض العام من قبل، موجها هذا التساؤلات لرئيس قطاع الفنون التشكيلية د. وليد قانوش خاصة انه قال انه ليس مسؤولا عن ما حدث من تجاوزات في هذه الدورة.
وأضاف "بيصار"؛ عن سبب عدم الكشف عن أعضاء لجنة التحكيم بالمعرض سوى يوم إفتتاحه وتكريمهم فى خرق لقواعد القوانين المنظمة للمعارض، مشيرًا إلي أن هناك 5 اساتذة من قسم الرسم في كلية التربية الفنية لم يشتركوا فى المعرض العام وتم أقصائهم هذا العام؛ رغم أنهم أصحاب خبرات وهو ما يعني اختزال تجاربهم طوال سنوات، مؤكدًا أنه لم يفصح عن أسمائهم حفاظًا على دورهم الكبير في تخريج الأجيال.
وأشار"بيصار" إلي أنه بالنظر ايضًا إلى طبيعة الأعمال المعروضة فى قاعة "إيزيس" في متحف محمود مختار تجد انها لا تليق لا بالمتحف أو بالمعرض العام، وكذلك مشاركة بعض الفنانين العرب فى المعرض العام؛ لافتًا إلي أنه معرض خاص بالفن المصرى كل عام وليس للفن العربي، مؤكدًا انه مع تقديره للفنانين العرب إلا انه كان من الممكن أن نحتفى بأعمالهم في معرض خاص، مشيرًا أن ثلث الحركة التشكيلية احجموا عن المشاركة فى هذه الدورة وهو ما دفع بتراجع مستوى المعرض العام مؤكدًا انه على اتم إستعداد لمواجهة رئيس قطاع الفنون التشكيلية لمناقشته فى اخطاء هذه الدورة لافتًا أن هناك لوبي وراء ما يدار حاليا فى قطاع الفنون التشكيلية وهذا اللوبي في الكواليس وهو ما يؤثر علي ميزان الحركة التشكيلية المصرية التى تمثل واجهة مشرفة للفن العربي.
عبلة: لابد من التعامل مع الحركة التشكيلية بروح كرة القدم والغناء
من جانبه، قال الفنان محمد عبله لـ"الدستور"، إن الإحجام عن مشاركتي في المعرض العام هذا العام نظرًا لغياب روح التعامل مع الحركة الفنية بروح كرة القدم والغناء مشيرًا أن فى الغناء هناك "الهضبة" عمرو دياب ومدحت صالح، وفي كرة القدم هناك أساطير كرة القدم واللاعبين الفاعلين والهواة، وهو ما لم يحدث حتي اليوم في التعامل مع الفن التشكيلي والحركة التشكيلية المصرية، لافتًا أن ما حدث معه أنه لم يطلب منه المشاركة بأعماله الجديدة مؤكدًا انه لم يقدم أعماله دون دعوة، وأنه من قبل ببداياته كان يطلب منه المشاركة وكان يستجيب للدعوة؛ قائلًا:"لازم يكون فيه اعطاء قيمة للفنانين المتحققين وليس أن تعرض اعمالهم امام لجنة هم من تلاميذه ".
وأوضح "عبلة"، أن الفنان الكبير احمد فؤاد سليم كان يلف على الفنانين الكبار من قبل طالبًا منهم المشاركة بأعمالهم، متابعًا:"لازم نتعامل مع الفن التشكيلي وفنانيه ان تصنف الحركة التشكيلية بأن هناك كابتن على كتفه شارة على كتفه وفاعلين في الحركة والواعدين فى الحركة التشكيلية".
هويدي: احجمت عن عدم المشاركة فى المعرض لكونى مشارك فى وضع برنامج المعرض العام
قال الفنان والناقد التشكيلي سيد هويدي، إنه من المجموعة المشاركة فى برنامج الثقافي للمعرض لهذا العام وهو ما دفعه للإحجام عن عدم المشاركة حتي لا يكون هناك لبس، وأنه بشكل عام وزارة الثقافة لديها مهمة اساسية تتمثل في تنظيم المعرض العام الذى شهد تغييرا واضحًا وصارخًا وأن هناك اتجاه لفتح النوافذ للتغيير؛ من بين ملامح التغيير الغاء الدعوات لانها كنت تشكل جانب كبير من توجه عام يجعل يساهم فى ترسيخ التمييز للبعض على البعض دون اعتبارات تسمح بأهمية مشاركة الجميع وتشجع على ثقافة الشلة ونفوذ الموظفين على حساب الحياة العامة.
وأوضح"هويدي" في حديثه لـ"الدستور" ان إلغاء الدعوات في هذه الدورة أمر محمود لأنها كانت ظاهرة تتنامي بشكل كبير بصرف النظرعن أهمية الاجراء نفسه خاصة وأن الدعوات كانت تؤكد على ثبات الصورة بينما الغائها وفتح المجال للمشاركة العامة أتاح فرصة أن تتلقى مساهمات جديدة خاصة من خارج المركز أي من الاطراف؛ وهو ما حقق الى حد كبير الغرض منه ؛ مؤكدًا ان المعرض العام يمثل رصدًا للحياة الفنية في مصر بشكل اساسي مثل صالون باريس والذى يمثل رصدًا للحياة الفنية وتطورها فى فرنسا، مؤكداُ ان ما يطلبه هو متابعة ما بعد المعرض لعام لمعرفة ملامح الخطوط العريضة للحياة الفنية وابرزها على الإطلاق الوقوف على التوجه العام للفنانين بشكل عام.
وبسؤاله حول أبرز ملاحظاته حول مشاركات الفنانين في هذه الدورة، وما إذا كان هناك فرع يطغي على فرع آخر من الفنون، أكد "هويدى" أن هناك اقبال في هذه الدورة على فن التصوير فقط مقابل تراجع كل من فن النحت وفن الجرافيك، مشيرًا أن اى فرع يغلب على الثاني له دلالاته وهو ما يوفر للجهات المنظمة فرصة لأهمية الوقوف على الصورة الحقيقية للحياة الفنية، لافتًا ان إنتشار الأعمال المشاركة فى فرع التصوير على حساب الفروع الثانية مثل تراجع الجرافيك والنحت يعود لكون مستواهما اقل من فن التصوير، وكذلك ان الفروع الثانية يغلب عليها الجانب التقني الصعب وهي اشكالية؛ خاصة واننا بلد برع في النحت وكذلك فن الجرافيك الذي يحتاج لمراحل تقنية متعددة.