"الموارنة" يحتفلون بذكرى مار أندراوس المرنّم أسقف كريت
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار أندراوس المرنّم أسقف كريت والمعترف الذي وُلِدَ في دمَشق سَنة 660 واقتَبَل الدَرجات الكَهْنوتِيّة في أوراشَليم. تَولّى إدارَة الأموال المُخصّصَة لليَتامى في القُسطَنطينية وحَضَر المَجمَع المَسكوني السادس هُناك سَنة 681، وعُيِّنَ فيما بَعد رَئيس أساقِفَة كْريت. لَه مُؤلفات كَثيرة وأناشيد طَقسية. رحل سَنة 740.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء كالآتي: في الأيّام الأخيرة، عندما وُلِدَ كلمة الله من مريم العذراء متجسّدًا وأظهرَ نفسَه لهذا العالم، كنّا نرى فيه غير ما كان بمقدور بصيرَتنا أن تكتشفَ فيه. كانَتْ رؤية جسده بديهيّة للجميع. أمّا معرفة ألوهيّته، فلم تكنْ معطاة إلاّ لقليلين. كذلك هي الحال عندما يخاطبُ كلمةُ الله الشعبَ حسب الشريعة والأنبياء، فهو يقدِّمُ نفسه مرتديًا الثياب الملائمة. في تجسُّده، نراه مكسوًّا بالجسد؛ وفي الكتابات المقدّسة، نراه متّشحًا بوشاح الكلمة. ووشاحُ الكلمة يشبهُ تأنّسه، والمعنى الروحيّ الذي تحمله الشريعة يشبهُ ألوهيّته. نجد في سفر الأحبار رُتَب الذبائح والأضاحي على أنواعها وخدمة الكهنة الليتورجيّة...؛ طوبى للأعين التي تبصرُ الروح القدس المخبّأ وراء الوشاح.
قالَ بولس الرسول: “... لا يُرفَعُ هذا القِناعُ إِلاَّ بِالاهتِداءِ إِلى الرَّبّ، لأَنَّ الرَّبَّ هو الرُّوح، وحَيثُ يَكونُ رُوحُ الرَّبّ، تَكونُ الحُرِّيَّة”. علينا إذًا أن نصلّي للربّ بذاته، وأن نصلّي للرُّوح القدس بذاته، كي ينزعَ الظلمة وكي نتمكّن من أن نتأمّل بشخص الرّب يسوع المسيح المعنى الروحيّ العظيم للشريعة، تمامًا مثل ذاك الذي قالَ: "إفتَحْ عَينَيَّ فأُبصِرَ عَجائب شَريعَتِكَ".