رسائل إلى وزير السياحة والآثار "شريف فتحى"
تعجب البعض من تكليف شريف فتحي بحقيبة وزارة السياحة والآثار، خصوصًا أن خلفيته المهنية تتمحور في مجال الطيران، حيث شغل منصب وزير الطيران المدني من مارس 2016 حتى يونيو 2018، إلا أن الخبراء يؤكدون أن قطاع السياحة وقطاع الطيران وجهان لعملة واحدة، فلا يمكن أن تزدهر السياحة في أي بلد دون توفر الطيران كوسيلة لجذب السائحين، خاصة أن أكثر من 90% من السياح الوافدين إلى مصر يصلون عبر الطيران.
لذلك، لا عجب في تكليف شريف فتحي بهذا المنصب، ولكن الأهم هو التحديات الكبيرة التي تواجه الوزير السابق، أحمد عيسى، حقق إنجازات ملحوظة في القطاع السياحي، حيث وصل عدد السياح إلى 14.9 مليون سائح العام الماضي، كما حققت الوزارة 7.069 مليون سائح في الفترة من يناير حتى يونيو من العام الجاري بإيرادات بلغت 6.6 مليار دولار، وقد ساهمت الدولة بكاملها في هذه الإنجازات من خلال تحسين البنية التحتية وتطوير الطرق والشبكات، خاصة الطرق السياحية، بالإضافة إلى العلاقات المتميزة لمصر مع الدول الخارجية وإنشاء المدن الذكية، مثل مدينة العلمين الجديدة.
مهمة شريف فتحي تتضمن تحديات عديدة، أهمها الحفاظ على هذا المستوى من النجاح وزيادته، ومن المعوقات التي سيعمل عليها الوزير خلال الفترة المقبلة هو زيادة أعداد الغرف الفندقية في مصر لتلبية الطلب السياحي المرتفع.
يمكن للقطاع السياحي الاستفادة من خبرة الوزير في مجال الطيران المدني، حيث إنه على دراية بسياسات الطيران من ناحية التشغيل والجدوى الاقتصادية لتسيير الرحلات إلى النقاط المختلفة، ومع وجود تعاون مثمر بين شريف فتحي ووزير الطيران المدني الجديد، الطيار سامح الحفني، يمكن تحقيق المستهدف بوصول عدد السياح إلى 30 مليونًا بحلول عام 2028.
في أول تصريحات له، ركز وزير السياحة والآثار على ملف التحول الرقمي في القطاع، حيث قطعت الوزارة شوطًا كبيرًا في تعميم التذاكر الإلكترونية والدفع الإلكتروني وإلغاء التعامل النقدي ورفع كفاءة الخدمات السياحية، لكن ما زال هناك المزيد لإنجازه في هذا الملف لتحسين صورة مصر السياحية، كما يجب تعزيز الحملات الدعائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.
أحد أكبر التحديات التي سيواجهها شريف فتحي هو افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث العالمي الذي يترقبه الجميع، كما أن اختيار يمنى البحار كنائب للوزير الجديد يعتبر مبشرًا، فهي على دراية واسعة بملفات الوزارة، وقد اكتسبت خبرة كبيرة منذ انضمامها للوزارة في عام 2000.
في الختام، أتمنى للوزير الجديد ونائبته التوفيق في مهامهما الجديدة، ونحن نثق في قدرتهما على تعزيز مكانة مصر السياحية والحصول على نصيبها العادل من السياحة العالمية، فمصر تستطيع أن تنافس أكبر الدول في جذب السائحين.