الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى عيد القدّيس توما الرسول
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى عيد القدّيس توما الرسول، واشتهر توما بين الرسل بعدم ايمانه.
ولكنه آمن لما شاهد الرب القائم من بين الأموات، فهتف قائلاً مع ايمان الكنيسة الفصحي: " ربّي والهي". لا نعرف الشيء الكثير عن حياته، سوى ما ورد في الانجيل. ينسب اليه التبشير بالانجيل في بلاد الهند. يُحتفل منذ القرن السادس بعيد نقل رفاته الى مدينة الرها في اليوم الثالث من شهر يوليو.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: قال الرّب يسوع للقدّيس توما:"هاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل مُؤمِنًا". كنتَ تبحث عنّي عندما لم أكن هناك، فاستغِلّ الظرف الآن. أعرف رغبتك رغم صمتك. قبل أن تخبرني، أنا أعرف بماذا تفكّر. سمعتُك تتكلّم، وعلى الرغم من كوني غير مرئيّ، كنتُ بالقرب منك، قرب شكوكك، ودون أن أجعلك تراني، جعلتُكَ تنتظر، لأنظر إلى نفاد صبرك بشكلٍ أفضل. ضع إصبعك في أثر المسامير. "هاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل مُؤمِنًا".
ثمّ لمسه توما: سقط منه انعدام ثقته وإذ امتلأ بإيمان صادق وبكلّ الحبّ الذي يدين به إلى إلهه، صرخ: "ربّي و إلهي!" فقال له الربّ: "آمَنْتَ لِأَنَّكَ رَأَيتَني، طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا". يا توما، احمل خبر قيامتي لأولئك الذين لم يروني. إدفع كلّ الارض لتؤمن لا بعينيها بل بكلمتك. إذهب إلى الشعوب والمدن الوثنيّة. علّمهم أن يحملوا الصليب على الأكتاف بدلاً من الأسلحة... أخبرهم أنّهم مدعوّون بالنعمة، وأنت، تأمّل في إيمانهم: في الحقيقة، "طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا"
هكذا هو الجيش الذي يُسبِّح الربّ؛ هؤلاء هم أبناء بِركة المعموديّة، أعمال النعمة، حصاد الرُّوح. لقد تبعوا الرّب يسوع المسيح دون أن يروه، فطلبوه وآمَنوا. لقد عرفوه بعيون الإيمان، وليس الجسد. لم يضعوا أصابعهم في آثار المسامير، لكنّهم تمسّكوا بصليبه وعانَقوا آلامه. لم يروا جنب الربّ، لكنّهم اتّحدوا بالنعمة مع أعضائه وجعلوا كلمة الربّ هذه لهم: "طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا"