رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما تداعيات صعود اليمين المتطرف في فرنسا على علاقة أوروبا بالشرق الأوسط؟

 صعود اليمين المتطرف
صعود اليمين المتطرف في فرنسا

يشهد العالم في السنوات القليلة الماضية ما ينظر إليه كثير من المحللين باعتباره إرهاصات للحرب العالمية الثالثة، فيما يرى آخرون أن الكوكب يعيش هذه الحرب بالفعل، في وقت تتنامى فيه قوة أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا سواء على صعيد انتخابات البرلمان الأوروبي أو البرلمانات الوطنية في دول القارة العجوز.

آخر هذه الدول التي شهدت صعودا لأحزاب اليمين المتطرف كانت فرنسا التي عاشت انتخابات برلمانية مبكرة دعا لها الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد النتائج الصادمة لانتخابات البرلمان الأوروبي.

فرنسا على صفيح ساخن

وقالت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتشدد في فرنسا، إنها ستطلب الدعم من مرشحي الأحزاب الأخرى لتشكيل حكومة إذا فشل حزبها في الفوز بأغلبية مطلقة بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية يوم الأحد.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الجبهة الوطنية، الذي فاز بنسبة 33.2% من الأصوات في الجولة الأولى، لن يتمكن من الحصول على عتبة 289 مقعدًا.

وشكلت أحزاب اليسار والوسط تحالفات استراتيجية لتركيز الأصوات ضد اليمين المتطرف، وبحسب صحيفة لوموند، فقد انسحب أكثر من 210 من مرشحيهم.

صعود اليمين المتطرف

وقال الباحث في العلاقات الدولية بجامعة بكين أحمد صابر، إن الأحزاب اليمينية المتطرفة حصلت على مقاعد غير مسبوقة في البرلمان الأوروبي، وهي نسبة مخيفة لأحزاب الوسط، ومن بين الأسباب الأساسية لهذا الصعود بعض الجرائم التي تنسب إلى المهاجرين بشكل عام، وسياسات الهجرة المفتوحة في أورويا، ما جعل نسبة نجاحهم كبيرة لأنهم يعارضون الهجرة. 

وأضاف صابر لـ"الدستور"، أن معنى وصول اليمين المتطرف لهذه المقاعد لا يضمن لها السيطرة على البرلمان الأوروبي، كما أن هذه الأحزاب ليست مجتمعة على خطة عمل معينة، وإنما تضربها خلافات كبيرة رغم الاتفاق على عديد النقاط.

وتابع بقوله، إن نجاح اليمين المتطرف في أوروبا في تمرير قوانين تحد من الهجرة سوف يحد من طموحات المهاجرين، وكذلك يؤثر على سوق العمل الأوروبي الذي يعاني من شيخوخة الآن، ويحتاج إلى هؤلاء المهاجرين لسد هذه الفجوات. 

وأشار إلى أنه إذا حدث إجماع بين اليمين المتطرف داخل الاتحاد الأوروبي فربما يقوض القيم التي عرفناها عن الاتحاد، ومبادئ مناهضة روسيا، ومشروعها - المزعوم - لبناء ترسانات نووية في الدول المجاورة الحليفة لنظام الرئيس فلاديمير بوتين، وبينها أيضا مسألة الحريات وحقوق الإنسان.

ديناميكيات السياسة الخارجية

وفيما يتعلق على ديناميكيات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وتعامله مع دول الشرق الأوسط، يرى صابر، أن هذا الأمر ربما يشكل خطورة حال اجتماع اليمين بمبادئ وسياسات جديدة، لكن من الصعب وجود هذا التوافق، خاصة أنه حدث اختلاف بينهم في قضايا شائعة مثل الصراع العربي الإسرائيلي على سبيل المثال، فالبعض يرى ضرورة دعم إسرائيل، وغيرها يعادي تل أبيب على الإطلاق، والطرفين من اليمين.

ونوه بأن فرصة وجود اتحاد بين أحزاب اليمين بعيدة في القريب العاجل، لكن في الوقت الحالي من الصعب اجتماع هذه الأحزاب على ملفات واحدة، والبعض يرى على غير الحقيقة أن هذه الأحزاب متوافقة في العموم.

واستطرد بالقول: “حال تكاتف اليمين المتطرف فإنه لن يكون هناك اهتمام كبير بقضية الحقوق والحريات في الشرق الأوسط كأساس لبناء العلاقات مع المنطقة، لأن هذه الأحزاب لا يهمها ما يدور خارج حدود دولها القومية، محذرا من غياب النافذة الأوروبية أمام شعوب المنطقة حال وقوع صراعات أو انعدام للأمن”.