كواليس جديدة.. هل وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب والانسحاب من غزة؟
تباينت ردود الأفعال الإسرائيلية بشأن التعديلات الأمريكية على مقترح الهدنة في غزة استجابة لمطالب حركة حماس، حيث أكد مسئولون مطلعون أن حكومة الاحتلال وافقت على التغيرات الأمريكية التي تضمنت إنهاء الحرب والانسحاب من غزة، بينما قلل آخرون من أهمية التعديلات مدعين أن حركة حماس سترفض المقترح الجديد.
ونقلت شبكة القناة 13 الإسرائيلية عن مسئول إسرائيلي قوله إن هناك فرصة لتغيير موقف حماس والتقدم نحو التوصل إلى اتفاق من أجل الهدنة في غزة وتحرير المحتجزين، حيث أبدى المسئولون الإسرائيليون موافقتهم على التعديلات الأمريكية التي تم إدخالها على المقترح الأصلي وفقًا لطلبات حركة حماس.
وأضاف المسئول أن تل أبيب وافقت على التغييرات التي تجريها واشنطن على بنود معينة في صفقة المحتجزين، طالما أنها لا تعتبرها خروجا بشكل كبير عن الاقتراح الذي قدمه بايدن.
تغيرات كبرى فى الموقف الإسرائيلى من مفاوضات الهدنة
ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان" عن مصدر عربي مطلع على الأمر قوله إن مصر وقطر قدمتا لحماس مسودة اقتراح جديدة تتضمن تغييرات فيما يتعلق بعدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم.
وقال المصدر إن التغييرات تم إدخالها أيضا لتعكس المصطلح المفضل لحماس المتمثل في وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
ونقل عن المصدر قوله: "ربما نكون أقرب إلى التوصل إلى اتفاق، لكن الكرة الآن في ملعب حماس وإسرائيل".
وحسب الإذاعة الإسرائيلية، فقد وافقت إسرائيل على التعديلات الأخيرة لمسودة الاقتراح، ما دفع واشنطن إلى دراسة إمكانية تجديد المحادثات الشخصية في أقرب وقت هذا الأسبوع.
ومع ذلك، أعرب العديد من المسئولين الإسرائيليين عن تفاؤل حذر بأن الجانبين يقتربان من التوصل إلى اتفاق.
كما نقلت هيئة البث العام الإسرائيلية عن مسئولين إسرائيليين قولهم إن تل أبيب مستعدة لإجراء مفاوضات قبل انتهاء العملية في رفح، والمحادثات يمكن أن تبدأ قريبا، في حين لا يزال بإمكان إسرائيل ممارسة الضغط العسكري على مدينة غزة الواقعة في أقصى جنوب غزة.
وجاءت هذه التقارير في الوقت الذي قيل فيه إن إسرائيل تستعد لتقليص قتالها في قطاع غزة، بعد أن قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الأسبوع الماضي إن الجيش "يقترب من النقطة" التي يمكن عندها اعتبار كتائب رفح التابعة لحماس قد تم تدميرها بالكامل.
تقدم جديد فى مفاوضات الهدنة.. ماذا يحدث فى تل أبيب؟
وكشفت مصادر إسرائيلية مطلعة عن أن كبار المسئولين في حكومة الاحتلال قللوا من أهمية الخطوات الجديدة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية من أجل استئناف مفاوضات الهدنة من خلال تغيير لغة بعض البنود لتقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس، حيث ادعى مسئولو الاحتلال أن حماس ترفض تجديد الحوار، بالرغم من موافقة إسرائيل على التغيرات.
وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن تصريحات المسئول الإسرائيلي جاءت بعد أن كشف مسئول أمريكي رفيع المستوى عن أن الولايات المتحدة قدمت لغة جديدة للوسطاء مصر وقطر بهدف استئناف المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل وحماس.
وقال المسئول الأمريكي إن النص المعدل يركز على المفاوضات التي من المقرر أن تبدأ بين إسرائيل وحماس خلال المرحلة الأولى من اتفاق من ثلاث مراحل أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو.
وتعليقًا على هذه التصريحات، قال مسئول إسرائيلي: "إسرائيل ملتزمة بشروط الاقتراح الذي أيده بايدن"، في إشارة إلى أنها لن توافق على التغييرات التي قد تطرأ على الاتفاق.
وأكد مسئول كبير في حماس يوم السبت أن الحركة تلقت اقتراحا معدلا في 24 يونيو، لكنه قال للصحفيين إنه لا يتضمن أي شيء جديد.
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة حماس أعلنت عن أنها تواصلت خلال الأيام الماضية مع المسئولين في مصر الوسيط الرئيسي في المفاوضات وتركيا بشأن استئناف مفاوضات الهدنة مرة أخرى.
وأضافت أن كل المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر لم تنجح حتى الآن في تأمين أي وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين منذ الهدنة التي استمرت أسبوعًا في نوفمبر التي شهدت إطلاق سراح 105 أسرى.
وفي حديثه في بداية اجتماع حكومته الأسبوعي في القدس يوم الأحد، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه للصفقة كما قدمها بايدن قبل شهر، وألقى باللوم على حماس في المأزق.
وقال، حسب بيان من مكتبه: "لا يوجد تغيير في موقف إسرائيل تجاه اقتراح إطلاق سراح المحتجزين الذي أقره بايدن، اليوم يعرف الجميع حقيقة بسيطة، حماس هي العائق الوحيد أمام إطلاق سراح المحتجزين".
كما رفض الدعوات الموجهة إلى إسرائيل بالتوقف عن تدمير حماس من أجل التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين، وتعهد بأن تقوم إسرائيل بالقضاء على الحركة واستعادة المحتجزين في غزة.
ودعت المرحلة الأولى من صفقة المحتجزين إلى "وقف كامل وكامل لإطلاق النار"، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من جميع المناطق المكتظة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من المحتجزين، بمن فيهم النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
كما دعا الاقتراح الأطراف إلى التفاوض على شروط المرحلة الثانية خلال 42 يوما من المرحلة الأولى. وبموجب الاقتراح الحالي، تستطيع حماس إطلاق سراح جميع الرجال المتبقين، سواء من المدنيين أو الجنود خلال تلك المرحلة الثانية.
وفي المقابل، يمكن لإسرائيل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، ولن يتم إطلاق سراح السجناء إلا بعد سريان "الهدوء المستدام" وانسحاب جميع قوات الاحتلال الإسرائيلية من غزة.
وأكدت الصحيفة أن اللغة المقترحة الجديدة، التي لم يذكر المسئول تفاصيلها، تهدف إلى إيجاد حل بديل للخلافات بين إسرائيل وحماس حول معايير المفاوضات بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية.
وقال المسئول إن حماس تريد أن تركز المفاوضات على عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن الجنود الإسرائيليين المتبقين أو محتجزين الذكور في غزة.
وتريد إسرائيل أن تكون المفاوضات أوسع نطاقا وأن تشمل نزع السلاح من الأراضي التي تسيطر عليها حماس.