رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عقاب تصويتي لماكرون".. سيطرة اليمين المتطرف على الانتخابات الفرنسية وانهيار وشيك للحكومة

ماكرون
ماكرون

وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، توقعات صعود اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الفرنسية بأنها بمثابة عقاب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث يبدو أن الناخبين الفرنسيين عززوا فرص اليمين المتطرف بينما يحتمل أن يحطموا التحالف الوسطي للرئيس الفرنسي، وفقا للتوقعات الصادرة بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية التي جرت أمس الأحد.

اليمين المتطرف يسيطر على الانتخابات التشريعية الفرنسية ويضع ماكرون في مأزق

وتابعت الصحيفة أن توقعات هيئة الإذاعة العامة الفرنسية أظهرت أن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بقيادة مارين لوبان وتلميذها جوردان بارديلا، حصل على المركز الأول بشكل مريح بنسبة 33 في المائة من الأصوات الوطنية، وجاء تحالف الأحزاب اليسارية، الجبهة الشعبية الجديدة، في المركز الثاني، ومن المتوقع أن يحصل على 28%، وتأخر تحالف ماكرون معًا بنسبة 21%.

وأظهرت التوقعات أن التجمع الوطني لم يحصل على أغلبية المقاعد بفارق ضئيل،  وإذا تمكن من توسيع تقدمه في الجولة الثانية من التصويت المقرر إجراؤها في السابع من يوليو الجاري، فقد يشكل أول حكومة يمينية متطرفة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، برئاسة بارديلا البالغ من العمر 28 عاما، ويحل محل حكومة ماكرون المؤيدة لأوروبا مع أجندة الأعمال الشعبوية والمشككة في أوروبا والمناهضة للهجرة.

 أزمة سياسية متوقعة حال عدم تحقيق أغلبية واضحة

وأشارت الصحيفة الأمريكية، أن نتيجة الجولة الثانية للانتخابات التي لا تسفر عن أغلبية واضحة  قد تؤدي إلى إصابة السياسة الفرنسية بالشلل، وقال جيرار أرو، السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة: "لقد بدأت الأزمة السياسية الفرنسية للتو".

وتعهد "بارديلا" مساء أمس الأحد بأن يصبح "رئيس وزراء كل الشعب الفرنسي" ويعزز "وحدة الأمة"، ثم انتقد اليسار واليسار المتطرف، اللذين أصبحا الآن منافسيه الرئيسيين، قائلا إنهما "سيقودان البلاد إلى الفوضى والتمرد وتدمير اقتصادنا".

وأعلنت لوبان في خطاب ألقته مساء أمس الأحد أن الناخبين عبروا عن "الرغبة في طي الصفحة بعد سبع سنوات من السلطة المزرية والمتآكلة".

ولم يعترف ماكرون بالهزيمة، وأشاد في بيان له بالإقبال الكبير غير المعتاد على التصويت ودعا إلى "تجمع ديمقراطي وجمهوري واسع النطاق للجولة الثانية"، لكن النتائج المتوقعة تشير إلى أن مقامرته بالدعوة إلى انتخابات مبكرة جاءت بنتائج عكسية مذهلة وأن تأثيره على السياسة الفرنسية يتضاءل بسرعة.