السيد نجم: ما حدث فى ثورة 30 يونيو فاق التوقعات
ثورة 30 يونيو، والتي يصفها العديد من المؤرخين والمحللين بأنها لحظة فارقة في عمر الشعب المصري وتاريخه الحديث، أهم ما فيها كشف الشعب المصري لحقيقة جماعة الإخوان الإرهابية، الطامعة في الحكم تحت ستار الدين.
الكاتب الكبير السيد نجم، وبطل حرب أكتوبر، يتحدث لـ"الدستور" عن ذكرياته في ثورة 30 يونيو، وكيف شارك فيها أمام الاتحادية بالقرب من مسكنه، وعن رؤيته للحكم الديني وهل يهيئ المناخ للإبداع وغيرها.
أين كنت يوم ثورة 30 يونيو 2013؟
لأنني أقيم بالقرب من قصر الرئاسة بمصر الجديدة، عادة تكون مشاركتي وتفاعلي وفضولب أيضا يتجه للتواجد هناك.. ومع الخطوة الأولى إلى هذا التجمع الذى شعرت معه وفيه منذ بداية الأحداث أن رواده غير انفعاليين بالدرجة التي وجدت عليها رواد ميدان التحرير مثلا.. كما لاحظت غلبة التحاور بين رواد منطقة الرئاسة، وليس بالضرورة فى مجموعات كبيرة وعلى رأسهم خطيب مفوه.. كثيرا ما يبدأ بسؤال من الواقف إلى جواري وينتهى الحوار وكأنه وجد ضالته في الإجابة التي سمعها.
كانت الأسئلة كلها تدور حول مستقبل ما نحن عليه، وما المتوقع والمنتظر، وغالبا أيضا تعلو نغمة التفاؤل بأن الحل حتمي فى يد المجلس العسكرى، خصوصا اقتراب المهلة التي أعلنها الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع.
هل شاركت في مسيرات، مظاهرات، سابقة علي ثورة 30 يونيو 2013 أو اعتصام المثقفين؟
أنا من جيل تربى على المظاهرات الطلابية أساسا، وما من مناسبة وطنية أو قومية، إلا ونترك مدرجات الكلية ونتجه إلى قاعة الاحتفالات الكبرى داخل أسوار جامعة القاهرة بالجيزة. كانت الفترة السابقة واللاحقة لأحداث نكسة 67 فترة ساخنة مفعمة بالشعارات والطموحات حتى بعد النكسة، لم يفقد الطلبة أو الشباب الأمل.
الأمل قبل النكسة فى تحقيق أحلام كبرى مثل الوحدة العربية وتحرير فلسطين، ثم بعد النكسة بالدعوة إلى تحرير الأرض من دنس العدو الجاثم فوق سيناء.. أما وقد التحقت بالخدمة العسكرية ولمدة خمس سنوات فلا وسيلة ولا وقت ولا حيلة للجندى المشاركة فى أى مظاهرة ما.
أما وقد تحررت الأرض وانتهت فترة تجنيدي فانتبهت إلى مجمل الأمور الداخلية التي غلبتها أسعار المواد الغذائية وكم من المظاهرات اشتعلت بسببها، وقد شاهدتها وأنا في طريقي إلى مقر عملي سيرا على الأقدام ذهابا وعودة، ولم أشارك إلا بمحاولة تفادي المواقع الساخنة وقنابل الدخان وهراوات جنود الأمن المركزى!
هل وقعت علي استمارة تمرد؟ وهل شاركت في جمع التوقيعات عليها؟
بالطبع شاركت بالتوقيع على استمارة (تمرد) واحدة فقط ورفضت ملأ غيرها، ولم أشارك فى جمع التوقيعات.. أكيد سنوات العمر ما كانت تسمح بأكثر من خطوة التوقيع.
حدثنا عن شعورك/ رد فعلك عقب سماع نبأ وصول محمد مرسي لحكم مصر؟
شعور غامض ومزيج من المفاجأة والحيرة والتساؤل وعدم الاطمئنان، وسرعان ما وجدت تفسيرات الحالة التى أصبحت عليها فور ممارسة محمد مرسى دولاب العمل، سواء داخل البلاد والتفاف جماعات خرجت من السجون حالا وحملات تفتعل التعالي على جموع الناس، وكأنهم طائفة أخرى ميزها الله ومكنهم فى الأرض والحكم على حد تعبير أحدهم.
كمبدع، ما السيناريو الذي تتخيله لو كان الإخوان استمروا في حكم مصر؟
ليس من باب التخيل بل من مدخل القراءة للأحداث التاريخية وطبيعة الشعب المصرى الذى قد يبدو صبورا صامتا، لكنه حتما له وقفته رأيه الذى يفرضه فى الوقت المناسب، وقد قدرت خمس سنوات لانتفاضة الناس ضد حكم الاخوان، لكن ما حدث فى 30 يونيو اختصر الفترة الزمنية وأنجز المهمة أسرع مما توقعت.
ما رؤيتك للحكم الديني الثيوقراطي لأي بلد مقارنة بأي شكل من أشكال الحكم الأخري؟
حكم الرؤية الواحدة والنمط الضيق سوداء كان دينيا أو شيوعيا، يضيق من حرية الفرد والإنسان، تلك الحرية التي وهبها الله لخلقه، وأن التنوع والاختلاف قادر على الإنجاز بأفضل صورة للفرد والجماعة أو الشعوب.
هل يفرز العيش تحت حكم ديني إبداع حقيقي؟
تحت الحكم الدينى لا تنوع في الرؤى ولا قدرة على البوح بغير ما تراه عقول أصحاب اللحية الطويلة، يكفى أنهم يعتقدون أن كلمتهم هي كلمة الله، من يكتب وفى ذهنه الإحساس بأنه معرض للاختلاف مع كلمات الله؟! لا إبداع حقيقي في ظل مقولات علوية غير قابلة للمناقشة.