فى ذكرى ثورة 30 يونيو نتساءل: لو أن جماعة الإخوان فى سدة الحكم ماهو مصير "غزة" بعد 7 أكتوبر؟
من منا لم يحتفظ في "ألبوم" ذكرياته بصور يوم 30يونيو 2013 وهو ينتظر قرار وزير الدفاع منحازًا لرغبة الشعب.. إنها لحظة فاصلة من تاريخ مصر انتفض فيها الشعب المصري ضد جماعة الإخوان ليحبط لهم مخططهم انقاذا للوطن، إنها جماعة لا تؤمن بالاختلاف ولاتعترف بالآخر.. قناعاتهم من ليس معنا فهو ضدنا، من السهل أن تكفر وتقيم الحد دون الرجوع إلي قانون أو فقه ديني ضد من يعترض علي أفكارهم وقناعاتهم المغلفة باسم الدين.
ارتكبت جماعة الإخوان بقيادة رئيسهم "محمد مرسي" جرائم لاتغتفر في عام واحد أطاحوا بدستور الدولة وقوانينها كما تعمدوا هدم مؤسسات الدولة، وكان حكمهم العرفي الخاص بجماعتهم هو دستور الدولة الجديد في تحدٍ سافر لإرادة الشعب المصري.
عاشت مصر عامًا من الفوضي العارمة إلي أن جاءت اللحظة التي انتظرها الشعب في كل ميادين مصر حين خرج أكثر من 33 مليون مواطن انتظارا لسماع بيان تلاه وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي حمل البيان رسالة قوية، بأن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب، ومطالبه بضرورة إزاحة حكم الإخوان عن مصر..
إنه القرار الذي انتظره الشارع المصري. لم يعد بمقدور الشعب أن يتحمل عشوائية قرارات حكم الإخوان وهدمهم لثوابت الدولة المصرية فجاء قرار الشعب بحتمية إزاحة نظام الإخوان وحكمهم المستبد، بعد أن أيقن الجميع أن هذه الجماعة لا تعمل إلا لتحقيق أهدافها فقط دون أي اعتبارات لإرادة الشعب واحترام سيادة الدستور ومؤسسات الدولة..
في مناسبة 30 يونيو من كل عام علينا أن نتذكر ونسجل للتاريخ لماذا انتفض الشعب المصري رافضًا لجماعة لا تعترف بحدود الوطن وتري أن دولة مصر ذات السيادة والعزة والكرامة أنها مجرد إمارة ضمن مشروعهم الكبير "الخلافة الإسلامية"، لقد نجح الشعب المصري في وأد حلمهم غير المشروع.
تراودني مخاوف وأسئلة ماذا لو استمر حكم الإخوان إلي يومنا هذا؟.. ماذا لو أن أحداث 7أكتوبر وحرب اسرائيل علي "غزة" وقعت تحت رايتهم؟.. كيف كان ردهم علي إسرائيل وصديقهم محمد مرسي لا يزال في الحكم بما تؤكده من خطاباته لرئيس وزراء إسرائيل قائلا: "عزيزي وصديقي شيمون بيريز".. نعم كانوا أصدقاء باعتراف رسمي أمام الجميع.. سؤال آخر هل ماذا سيكون رد جماعة مرسي علي تهجير سكان غزة؟ هل كان قرار مرسي برفض توطين الغزاوية في سيناء؟ أم كان "نتنياهو" رئيس وزراء فلسطين يحتسي فنجانا من القهوة مع صديقه "محمد مرسي" في أحد قصور الرياسة المصرية يتفاوض علي مصير الشعب الفلسطيني إما الإبادة أو التنازل عن سيناء كوطن بديل عن غزة.. أم أن مرسي تتملكه الشجاعة هو وجماعته ويعلنان تهديدا واضحا وصريحا لإسرائيل بأن حدود مصر خط أحمر؟؟.. كيف نتوقع رد فعل الجيش المصري مع قرارات الرئيس الإخواني؟.. الإجابة علي كل هذه التساؤلات ضرب من ضروب الخيال، حين أيقن الشعب المصري أن هذه الجماعة لا مستقبل لها في سدة الحكم، ولن تكون مصر التي جاءت ثم جاء التاريخ، لذا كانت انتفاضة 30 يونيو هي من وضعت نهاية لمهاترات تاريخية يقودها جماعة الإخوان برعونة وفكرهم الضحل.
نجاح ثورة 30 يونيو تقود إلي طرح آخر، هل كانت حماس ستظل علي وفاق مع إخوان مرسي وجماعته أم تتعارض مصالحهم؟
مانراه الآن ثمة تغيير جذري في ثوابت ومرجعية "حركة حماس" بات الوطن هو الحلم، دولة فلسطين تولد من رحم شعب فلسطين، لقد أقدم "يحيى السنوار" القيادي في حركة حماس ذات المرجعية الإسلامية علي خطوة جديدة قوية، غيرت مسار القضية الفلسطينية، وطرحتها علي الساحة الدولية ولا حديث للعالم إلي عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
لقد أطاحت ثورة 30 يونيو بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المساند لأتباعهم في كل الدول العربية، لم نجد صوتا لقيادي في التنظيم الدولي مساندا للقضية الفلسطينية اعتراضا علي حرب "نتنياهو" علي غزة، أو إدانة لما يقوم به الجيش الإسرائيلي من إبادة الشعب الفلسطيني، لم نشهد مظاهرات في عواصم عالمية يقوم بها التنظيم الدولي مساندا للقضية الفلسطينية، ومن ثم لن يكون هناك سؤال هل قدمت مليونيرات التنظيم الدولي مساعدات مالية وعينية لقطاع غزة.. ستكون إجابتي للحاضر والمستقبل أن ثورة الشعب المصري في 30 يونيو أطاحت بكل فكر إخواني، وألقت بهم في مزبلة التاريخ واليوم ينتفض العالم ضد جماعة الإخوان، كما انتفض الشعب المصري.. تحية لشعب مصر العظيم في يوم ثورته.. تحية للقيادة المصرية وجيش مصر وشرطتها وكل مؤسسات الدولة في يوم ثورة عظيمة 30 يونيو.