"آخر أيام الجماعة".. كيف سطر الشعب المصرى نهاية الإخوان (القصة الكاملة وثائقى)
عرضت قناة "الوثائقية" فيلمًا وثائقيًا بعنوان "آخر أيام الجماعة"، يرصد ويوثق نهاية جماعة الإخوان الإرهابية، وكيف أسقطها الشعب المصري، وأنهى حكمها المظلم.
وبدأ الفيلم بمقطع فيديو للرئيس المعزول محمد مرسي يقول: "الشرعية هي الضمان الحقيقي، بل الوحيد لكي نضمن عدم ارتكاب عنف".
واستعرض الفيلم لقطات من التظاهرات التي قام بها الشباب من أجل إسقاط حكم الإخوان.
أخطاء كبرى ارتكبتها الجماعة الإرهابية
ووثق الفيلم أبرز جرائم الجماعة الإرهابية، والأخطاء الكبرى التي ارتكبتها خلال عام حكمها، وصدامها مع مختلف القوى الوطنية والسياسية.
ورصد الفيلم مشهد خروج المصريين في الثلاثين من يونيو؛ لاستعادة هويتهم، وحماية وطنهم، وهو ما عبر عنه البيان التاريخي في الثالث من يوليو، الذي جاء استجابةً لمطالب الشعب المصري.
الإعلان الدستورى ذروة جرائم الجماعة الإرهابية
وقال الفيلم الوثائقي: في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2012 كانت بداية النهاية سريعة، وبعد 5 أشهر من الفشل أصدر محمد مرسي ممثلًا عن جماعته إعلانًا دستوريًا وصفه الخبراء بأنه انتهاك صريح لكل مبادئ الدستور والقانون.
أدى ذلك الإعلان الدستوري الذي يضع كل مقاليد السلطة والحكم في يد رجل واحد إلى موجات واسعة من الاحتجاجات، دقت المسمار الأخير في نعش الجماعة ليبدأ بعدها العد التنازلي لآخر أيام الجماعة.
دستور منتصف الليل
لم يكن الإعلان الدستوري المشبوه ذروة جرائم الجماعة الإرهابية، فبعده بأيام سارعت اللجنة التأسيسية المشكلة على هوى الإخوان، والمشكوك في دستوريتها للانتهاء من إعداد دستور جديد للبلاد سمي بـ"دستور منتصف الليل"، حيث طبخ على نار حامية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي.
محاصرة المحكمة الدستورية
ثم طرح للتصويت عليه في الخامس من ديسمبر عام 2012 دون أن يحظى بأي توافق شعبي، وبينما كان الإخوان يسارعون الزمن لتمرير ذلك المشهد العبثي، كانت المحكمة الدستورية محاصرة من ميليشيات الجماعة لمنعها من نظر الطعون المقدمة على تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.
الحصار الذي استمر 18 يومًا لأعلى سلطة قضائية في البلاد أدانته المحكمة الدستورية العليا في بيان رسمي حينذاك، مؤكدة أنه اغتيال معنوي لقضائها، وأعلنت معه عن تعليق أعمالها لأجل غير مسمى، فحصار المحكمة لم يكن حدثًا عارضًا بل كان مشهدًا متناغمًا مع سياسة عصابات الشوارع التي اتبعتها الجماعة.
وفي 25 مارس 2013 حوصرت مدينة الإنتاج الإعلامي بالطريقة نفسها في محاولة لتكميم الأصوات الفاضحة لحكم الجماعة، ومنع الإعلاميين والصحفيين من أداء واجبهم الوطني.
رجال القوات المسلحة يخلصون لوطنهم لا لجماعات أو مناصب
مائة يوم أولى جاءت بالفشل، ظهر بعدها برنامج النهضة الإخواني الذي وعد بحل جميع المشكلات في غضون ثلاثة أشهر أو أكثر قليلًا لم يكن إلا كذبة كبرى، لكن الأمر لم يقتصر على سوء الإدارة فحسب، بل انكشف وجه الجماعة الإرهابية تمامًا مع كثير من الأحداث التي أثبتت أنها ليست جزءًا من النسيج الوطني كما روج بعضها كذبًا.
الجماعة الإرهابية هي جماعة ضد الوطن عقيدة وعملًا، ظهر ذلك في الحادث الإرهابي بالخامس من أغسطس عام 2012، حيث قتل 16 جنديًا مصريًا إثر هجوم مسلحين مجهولين على مركز أمني مصري على الحدود مع إسرائيل.
وبينما كان الحزن يعتصر قلوب المصريين حاولت الجماعة استغلال الحادث الإرهابي لتحقيق مكاسب سياسية بحسب ما توهمت، وتم إصدار قرار بإقالة المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع، وتعيين الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزيرًا للدفاع.
حادث رفح الإرهابي في 5 أغسطس 2012
وعرض الفيلم بيان القوات المسلحة المصرية بعد حادث رفح الإرهابي في 5 أغسطس 2012، ولم تكن تدرك الجماعة أنها تكتب بيدها مشهد نهايتها، وأن رجال القوات المسلحة يخلصون لوطنهم لا لجماعات أو أشخاص أو مناصب.
وبمحاولة استغلال حادث إرهابي إلى إساءة بالغة جديدة ليست للمؤسسات العسكرية فحسب هذه المرة، بل لجموع الشعب المصري مع احتفالات نصر السادس من أكتوبر حين شاهدوا القتلى والإرهابيين على مقاعد مدرجات استاد القاهرة، فيما غاب الأبطال الحقيقيون للحرب المجيدة.
خروج "تمرد" للنور لسحب الثقة من الرئيس الإخوانى
في أبريل 2013 ونتيجة سلسلة من الجرائم المتواصلة والفشل المروع في كل القطاعات، خرجت للنور حركة حملت اسم "تمرد" بهدف جمع توقيعات شعبية لسحب الثقة من الرئيس الإخواني وقتها محمد مرسي، حيث أطلقت بيانها التأسيسي في 28 أبريل، ثم دشنت ميدانيًا في الأول من مايو تزامنًا مع عيد العمال فلاقت تأييدًا شعبيًا واسعًا.
أخذت دائرة "تمرد" تتسع، فيما واصلت الجماعة اعتداءها بحق القوى الوطنية، ومن ناحية أخرى أخذت تتماهى مع الجماعات الإرهابية الشريكة لها إلى الدرجة التي دفعت محمد مرسي إلى تأكيد حرصه على سلامة الخاطفين والمخطوفين عقب حادث رفح الإرهابي، الذي أفضى لاختطاف 7 جنود مصريين في 25 مايو 2013 قبل أن تنجح المؤسسات الأمنية المصرية في تحريرهم جميعًا.
واقعة جديدة تخصم ما تبقى من رصيد الجماعة
واقعة جديدة تخصم ما تبقى من رصيد الجماعة وعضو مكتب إرشادها السابق، ومع اليوم الأول ليونيو 2013 الشهر الأخير لحكم الجماعة، اندلعت موجة احتجاجات جديدة قادها حماة العدالة ضد مشروع قانون أعدته الجماعة لتقليص صلاحيات السلطات القضائية.
أخذ القضاة على عاتقهم مبادرة التصدي للمخطط الإخواني، فهددوا بتعليق العمل في المحاكم، ثم صعدوا الأمر وأعلنوا بدء اعتصام مفتوح، وتضامن معهم غالب القوى السياسية والاجتماعية.
الوسط الثقافى ينتفض ضد محاولات الجماعة لتشويه الهوية المصرية
في اليوم الثاني من يونيو 2013 أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكمها التاريخي بحل مجلس شورى الإخوان، واللجنة التأسيسية للدستور، وهو الحكم الذي حاولت ميليشيات الإخوان منعه في وقت سابق من أجل تمرير الدستور المختلف عليه.
توازى مع احتجاج القضاة وحكم الدستورية، تفاقم أزمة الوقود وسلع حادة أشعلت نيران الاحتجاجات في المحافظات التي كانت تعاني غياب الأمن، والسلع الأساسية معًا، ساعدت هذه الأجواء الملتهبة على جمع توكيلات "تمرد" لسحب الثقة من الرئيس الإخواني.
النقابات المهنية والعمالية تعلن إضرابها بالقاهرة والمحافظات
وفي الرابع من يونيو أعلنت النقابات المهنية والعمالية عن إضرابها في القاهرة والمحافظات، لتنضم إلى الحركة الاحتجاجية المتسعة ضد حكم الإخوان، فيما امتدت النيران إلى الوسط الثقافي بكل أطيافه وتياراته، الذي انتفض ضد محاولات الجماعة لتشويه الهوية المصرية وسرقة العقل المصري، واحتجاجًا على اختيار وزير من كهف جماعات معادية للثقافة.
نخبة من الأدباء والشعراء والكتاب اعتصموا أمام ساحات مكتب الوزير بحي الزمالك، مطالبين بإقالته، وفي مدن القناة أعلن المثقفون عن تضامنهم مع الحراك الثقافي بالعاصمة، لينتقل الغضب من العاصمة إلى جميع المدن والمحافظات.
الإخوان ردت بعنف على مطالب الشعب وأحرقت مقرات "تمرد"
رصد الفيلم الوثائقي "آخر أيام الجماعة" سعي الشعب المصري للدفاع عن هويته ووطنه بطرق سلمية، عبر توقيع استمارات "تمرد" للتعبير عن رفضه حكم الجماعة، والتي ما كان منها إلا أن واجهت تلك المطالب برد فعل عنيف، وأحرقت مقر حركة "تمرد" وسط القاهرة، الثامن من يونيو 2013.
آلاف الاستمارات المطالبة بسحب الثقة من مرسي العياط أُتلفت عن آخرها، وتمكن رجال الحماية المدنية من إطفاء الحريق، لكن النار الأكبر ظلت مشتعلة لا تنطفئ، وهي نار في قلب الشارع المصري.
مع صعود موجة الاحتجاجات بدا وكأن الجماعة تتراجع خطوتين للوراء مع إعلان قادتها عدم مناقشة تعديلات السلطة القضائية، الذي أثار غضب حماة العدالة، لكنه كان تراجعًا تكتيكيًا تبعته انتهاكات جديدة.
الأحزاب المعارضة تعلن خارطة طريق مبكرة خالية من الإخوان وحلفائهم
مع اقتراب تمرد من جمع 15 مليون استمارة لسحب الثقة من محمد مرسي العياط، أطلقت القوة الحزبية المعارضة خارطة طريق مبكرة خالية من الإخوان وحلفائهم.
الشعب يشتبك مع أنصار الجماعة فى ربوع مصر
في يوم 18 يونيو، دارت معركة كبرى أمام مكتب وزير الثقافة الإخواني بين المثقفين المعتصمين وبين مناصري الجماعة الذين أتوا لمحاصرة المعتصمين.
ومع تصاعد أزمة الوقود والسلع والخدمات أكثر، شهدت شوارع الإسكندرية اشتباكات بين المصريين وأنصار الجماعة، وفي المقطم تحول مكتب الإرشاد لركام بفعل غضب الأهالي.
المسمار الأخير فى نعش الإخوان وتهديدهم ووعيدهم للشعب
مثل الدبة التي قتلت صاحبها، هكذا فعل الإخوان في أنفسهم، فبدلًا من النظر في مطالب الشعب، ومحاولة إرضائه.
وأعاد الفيلم الوثائقي "آخر أيام الجماعة" لحظات الوعيد والتهديد عندما خرجت الجماعة ورئيسها يهددون ويتوعدون الشعب المصري من داخل الصالة المغطاة باستاد القاهرة تحت شعار مؤتمر نصرة سوريا، أو نصرة الرئيس الذي تهدد حكمه.
بدلًا من التهدئة لجأت الجماعة للتهديد والوعيد، من داخل الصالة المغطاة باستاد القاهرة.
ووقف الشيخ الإخواني محمد عبدالمقصود، يقول: "اللهم اجعل يوم 30 يونيو يوم عز للإسلام والمسلمين، وكسر لشوكة الكافرين والمنافقين".
وكأن الله سمع دعاءه واستجاب له فأعز مصر وأهلها وكسر شوكة الإخوان المنافقين.
الإرهابية تجاهلت الغضب الشعبى واتجهت لمزيد من الأخونة والتكفير
كشف الفيلم الوثائقي "آخر أيام الجماعة" كيف أصرت جماعة الإخوان الإرهابية على المضي في غيها حتى النهاية، فبدلًا من محاولة امتصاص غضب الشعب الذي لم يكن خفيًا على أحد، شهدت البلاد حلقة جديدة لأخونة الدولة، وعين مرسي في 16 يونيو 17 محافظًا جديدًا من بينهم 7 من الإخوان، من بينهم عادل الخياط، الذي عينه محافظًا للأقصر عاصمة السياحة.
بلغت صدمة المصريين مداها، واشتعل الغضب اعتراضًا على أخونة دواوين المحافظات، فيما سميت معركة.
الأزهر يتصدى لدعوات التكفير التي أطلقها مناصرو الإخوان
أعلنت الجماعات الإرهابية عن مناصرة الإخوان من خندق واحد، وتوالت فتاوى التكفير ضد كل من يخرج على الجماعة، فيما تصدى الأزهر الشريف لتلك الفتاوى المتطرفة بإعلانه التاريخي أن التظاهر السلمي حق مكفول للجميع، رافضًا موجة التكفير العام ضد المصريين.
كيف تصدت القوات المسلحة فى 30 يونيو لمن يروعون الشعب؟
سلّط الفيلم الوثائقي "آخر أيام الجماعة" الضوء على دور القوات المسلحة، وكيف بثت الطمأنينة في نفوس الشعب المصري، وسط حالة خوف عام، مع إعلان الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، في 23 يونيو عن أن الجيش المصري جاهز للتصدي لكل من يروع المصريين.
وقال وزير الدفاع: "سنكون جاهزين نتصدى لأي حد يحاول يهدد مصر أو المصريين".
في مساء 26 يونيو ألقى مرسي خطابًا مطولًا اتهم فيه الكثير من الجهات بإفشال حكمه ونصب الفخاخ لإدارته. الخطاب، الذي استمر 156 دقيقة، تحمل المصريون ملله على مضض، وأتى على ما تبقى من شرعية متضائلة. وصب خطاب مرسي مزيدًا من البنزين على النار.
وفي يومي 28 و29 يونيو شهدت مصر مواجهات دموية تصاعدت بين ميليشيات الإخوان والشعب المصري، راح ضحيتها قتلى ومصابون، وعلى الجهة الأخرى حُرقت مقرات الجماعة واحدًا تلو الآخر، وارتفعت الهتافات: "تسقط دولة الإخوان، يسقط يسقط حكم المرشد".
إسدال الستار على حكم الإرهابية بخروج ملايين المصريين في الميادين
مع شروق يوم 30 يونيو بدأ الستار يسدل على حكم الجماعة مع خروج ملايين المصريين في الميادين، بينما تمترس أنصار الجماعة وحلفاؤها في ميداني النهضة والشهيد هشام بركات، الذي كان معروفًا بميدان رابعة العدوية.
وفي الأول من يوليو أعلنت المؤسسة العسكرية عن إمهال القوى السياسية 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخي وتحقيق مطالب الشعب المصري، ثم أعادت القوات المسلحة دعوتها في اليوم التالي، وترقب الجميع لما ستؤول إليه الأمور. في الثاني من يوليو توالت الحشود أكثر إلى الميادين بعد بيان الجيش، وأخذت حكومة قنديل في الاستقالات، وفي المساء خرج مرسي في خطاب مطول وممل.
في الثالث من يوليو كانت البلاد على موعد مع لحظات تاريخية فارقة، حيث واصل مرسي عناده متشبثًا بالكرسي مستسلمًا لأوامر جماعته ومتجاهلًا إرادة المصريين، وأعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسي البيان الحاسم الذي تضمن خارطة المستقبل في حضور ممثلي القوى الوطنية.
ذلك البيان الذي طوى صفحة الجماعة وعام حكمها، واستجاب لإرادة الشعب المصري، واتفق المجتمعون على خارطة مستقبل، بدأت بتعطيل العمل بالدستور، ثم سقط أفراد الجماعة الإرهابية في قبضة الأمن واحدًا بعد الآخر.