فقاعات إنسانية أو احتلال دائم.. سيناريوهات مستقبل غزة تثير الجدل فى إسرائيل
كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مخططات الاحتلال الإسرائيلي بشأن مستقبل قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، حيث يناقش المسئولون الإسرائيليون والأمريكيون مقترحات متعددة بشأن خطة ما بعد الحرب، على الرغم من أن التقدم في الخطط متوقف بسبب رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، النظر بجدية في هذا الأمر بحجة القضاء على حماس أولًا.
مقترحات إسرائيلية متعددة لمستقبل قطاع غزة فى مرحلة ما بعد الحرب
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن إحدى الخطط التي يقال إنها تكتسب زخمًا في المؤسسات السياسية والعسكرية الإسرائيلية تتضمن إنشاء "فقاعات" أو "جزر" داخل القطاع المحاصر، والتي من شأنها أن تعمل كملاجئ مؤقتة للفلسطينيين غير المنتمين إلى حركة حماس.
وأضافت أن المقترح يعتمد على أنه إذا ما تم تحديد أن حماس لم تعد تتمتع بنفوذ على مثل هذه الفقاعة، فإن الفلسطينيين غير المنتمين إلى الحركة سوف يتولون واجبات مدنية وتوزيع المساعدات. وبمرور الوقت، سوف يدير المنطقة تحالف من الولايات المتحدة والدول العربية.
وأشارت إلى أنه من المفترض أنه بمجرد نقل المدنيين الفلسطينيين إلى هذه الفقاعات، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية سوف تتمتع بحرية أكبر في ملاحقة مقاتلي حماس في غزة، ومع تطهير المزيد من المناطق من حماس، فإن الفقاعات سوف تتوسع.
وقال يسرائيل زيف، وهو لواء متقاعد وأحد مصممي هذه الخطة، إن الفلسطينيين الذين ينددون بحماس سيُمنحون الحق في العيش في فقاعة وإعادة بناء المنازل.
وأضاف "زيف" أنه بمرور الوقت يمكن جلب السلطة الفلسطينية لإدارة المنطقة، ويمكن لحماس أيضًا المشاركة في الإدارة إذا أطلقت سراح المحتجزين حاليًا ونزعت سلاح جناحها العسكري، ومع ذلك، استبعد نتنياهو مرارًا وتكرارًا قبول أي من هذين السيناريوهين.
وفي تعليقات نادرة الأسبوع الماضي، قال نتنياهو إن الحكومة ستبدأ قريبًا في تنفيذ خطة تدريجية لإنشاء إدارة مدنية في شمال القطاع يديرها فلسطينيون محليون، في نهاية المطاف بمساعدة أمنية من دول عربية.
وبينما لم يقدم مكتب رئيس وزراء الاحتلال تعليقًا على ما يسمى بخطة اليوم التالي، قال مسئولون إسرائيليون إن نتنياهو كان يشير على الأرجح إلى خطة الفقاعات.
وتدعو خطة منفصلة، وضعها مركز أبحاث ميسجاف اليميني، إلى احتلال عسكري إسرائيلي طويل الأمد لغزة، على الأقل حتى يتم القضاء على ثلاثة أرباع الأجنحة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.
ووفقًا للتقرير، تزعم قوات الاحتلال الإسرائيلية أنها قتلت أو أسرت حوالي نصف القوة القتالية لحماس، وقالت مؤسسة الأبحاث إنه بمجرد تحقيق هذا الهدف فقط، ستصبح إدارة القطاع بواسطة قوة منفصلة ممكنة.
وفي الوقت نفسه، يرى الاقتراح، الذي قدمه وزير شئون الشتات عميحاي تشيكلي إلى نتنياهو، أن شمال غزة سيبقى بدون إعادة إعمار، ولن يُسمح لسكانه، الذين تم إجلاؤهم في الغالب إلى الجزء الجنوبي من القطاع، بالعودة، على الأقل حتى يتم تدمير شبكة أنفاق حماس.
وبينما تدعو خطة ميسجاف أيضًا إلى مناطق إنسانية يمكن توزيع المساعدات فيها، فإن الاقتراح لا يؤيد إعطاء السكان المحليين مسئوليات إدارية.
ويقال إن واضعي الخطة يعتقدون أن الاحتلال العسكري لغزة سيستمر ما بين عام وخمسة أعوام.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قد قدمت خطة ثالثة، يقودها رئيس سابق لمخابرات إسرائيلية، لم يذكر اسمه، وتدعو الخطة إسرائيل إلى التعاون مع الولايات المتحدة والدول العربية لإنشاء هيئة حاكمة فلسطينية جديدة تعمل مع إسرائيل لمحاربة الإرهاب.
وتابعت أنه كحل وسط بين مطالب الدول العربية بأن تكون مشاركتها في خطة اليوم التالي مشروطة بالتزام إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية، ورفض نتنياهو الالتزام بمثل هذا الالتزام، تدعو الخطة إلى بدء المناقشات حول هذه القضية بعد خمس سنوات من الحرب.
وتدعو خطة رابعة، وضعها مركز ويلسون، ومقره واشنطن، إلى إنشاء قوة شرطة دولية بقيادة الولايات المتحدة لإدارة غزة دون إلزام إسرائيل بالالتزام بتحقيق الدولة الفلسطينية. وفي نهاية المطاف، ستسلم قوة الشرطة المهام الإدارية إلى هيئة فلسطينية غير محددة.
وقال روبرت سيلفرمان، الدبلوماسي الأمريكي السابق في العراق الذي شارك في تأليف هذه الخطة، إنه على الرغم من تعديل الاقتراح بما يتناسب مع المطالب الإسرائيلية، فقد تم إيقافه في مكتب نتنياهو، متابعا: "يعتقد أننا ننهي الحرب أولًا ثم نخطط لما بعد الحرب، كل من فعل هذا من قبل يقول إن هذا خطأ فادح".
وتسعى الخطة الخامسة التي كتبها أكاديميون إسرائيليون، والتي ورد أن نتنياهو اطلع عليها، إلى الاستفادة من السوابق التاريخية لإعادة بناء مناطق الحرب، مثل ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك العراق وأفغانستان بعد الاحتلال الأمريكي هناك.
وتعترف الوثيقة، التي اطلعت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال"، بالتعقيدات في إزالة التطرف من النظام التعليمي في غزة وإيجاد قيادة جديدة، وبالتالي تدعو إلى تنفيذ الاقتراح في أقرب وقت ممكن.