محمود مطر: "لو استمر الإخوان في الحكم لعانينا من جفاف الإبداع واختفى الكتاب"
30 يونيو.. يعيد هذا اليوم إلى أذهان الكثير من المصريين، ذكرى واحدة من أهم ثوراته ضد الظلام، ومحاولته للكشف عن النور، وحماية أبناء هذا الوطن من الضياع، وهي ثورة الشعب والجيش والشرطة ضد جماعة الإخوان، التي أرادت تقسيم الوطن إلى أجزاء، وبهذه المناسبة تواصلت “الدستور" مع الكاتب محمود مطر، في حديث خاص حول مشاركته في ثورة ٣٠ يونيو.
محمود مطر يكشف عن ذكرياته في ثورة 30 يونيو
وعن ذكريات محمود مطر، في ثورة ٣٠ يونيو، يقول: كنت خلال أيام الثورة موجودا بمقر عملي بمجلة الإذاعة والتلفزيون بمبنى ماسبيرو.. باعتباري نائب رئيس تحرير تنفيذي أساهم مع زملائي في إصدار إعداد المجلة التي كانت تتابع وتقوم بتغطية هذا الحدث الكبير والاستثنائي في تاريخ مصر ورغم أن عملي في تنفيذ إعداد المجلة وإعدادها للطبع كان يستلزم التواجد والسهر لأوقات متأخرة من الليل آنذاك إلا أن ذلك لم يحل دون مشاركتي في الثورة.
ويضيف: بالطبع شاركت في ثورة ٣٠ يونيو وشاركت في مسيرات حاشدة بميدان التحرير وعلى كوبري قصر النيل وكانت أعداد المتظاهرين كبيرة بشكل غير مسبوق وضرب الشعب المصري في هذه الثورة نموذجا للرقي والتحضر وحب الوطن والرغبة في التغيير، موضحًا: لأن مصر في ذلك الوقت كانت على صفيح ساخن بشكل يومي تقريبا فقد كان العمل الصحفي والمشاركة في إعداد المجلة هو الشغل الشاغل لي ولغيري من الزملاء الصحفيين.
صدمة المثقفين بعد تولي محمد مرسي حكم مصر
أصاب المثقفين في مصر صدمة كبيرة، بعد تولي محمد مرسى حكم مصر، ويكشف محمود مطر عن مشاعره في هذه الأثناء: كان شعورًا مشوبًا بالخوف على مصر وعلى مستقبلها، لكنني لم أبالغ في التشاؤم وقتها رغم أن كل المؤشرات كانت تؤدي إلى طرق مسدودة ذلك أن من فاز عليه مرسي كان ينتمي للنظام الذي ثار عليه الشعب في ٢٥ يناير.
ويستدعى مطر أسباب الخوف وقتها موضحًا: زاد الخوف والتشاؤم لدي تعاظما بشدة بعد أيام قليلة من تولي مرسي حين أدركت أن الجماعة هي التي تحكم وأن خيرت الشاطر هو من يدير الأمور وأن مرسي مجرد لعبة في يد الشاطر بكل شره ودمويته.
ماذا لو استمر الإخوان في حكم مصر؟
ويشير مطر، إلى أنه لو استمر الإخوان في حكم مصر “كنا سندخل حربا أهلية بلا شك وربما شهدنا انفصالا وانقساما وتفتيتا يضيع وطنا كبيرا متماسكا طوال تاريخه” مؤكدًا أن الإخوان كانوا يتاجرون بالدين والمسألة لم تكن حكما دينيا بقدر ما كانت فاشية تتاجر بالدين.
وعن حركة الإبداع والثقافة في مصر، يوضح مطر أنه بالطبع لا إبداع على الإطلاق مع حكم من هذا النوع، واعتقد أننا كنا سنعاني تماما من جفاف الإبداع وكان سيتم تشريد المبدعين والفنانين والمثقفين ومطاردتهم، وبالتأكيد كانت الدراما التليفزيونية ستختفي تقريبا وستنتهي صناعة النشر والكتب في مصر.