"الهيدروجين الأخضر" الملف الأبرز على أجندة مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي
تستضيف مصر مؤتمر الاستثمار بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي خلال يومي 29 و30 يونيو الجاري، ويتضمن المؤتمر ملفات مهمة للتعاون مع الاتحاد الأوروبي في عدد من القطاعات المستهدفة، بما يتفق مع شركاء التنمية الآخرين.
وتبنى الاتحاد الأوروبي في عام 2020 استراتيجيته الخاصة بالهيدروجين في إطار ما عرف بالصفقة الخضراء الأوروبية، تلك الخطة التي تقترح التحول إلى الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050، من خلال الإنتاج المحلي وإنشاء إمدادات ثابتة من القارة الإفريقية.
وتتوجه الأنظار في هذا المجال، إلى مصر لتوليد كميات كبيرة من الهيدروجين، حيث تتوافر مقومات إنتاج الهيدروجين الأخضر خاصة أنها غنية بموارد الطاقة المتجددة من طاقة ورياح، بالإضافة إلى أن لديها بنية استراتيجية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتوجد مبادرات متعلقة بمصادرالطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
ولهذا السبب تشهد العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي حالة من الزخم، ولا سيما في مجال الطاقة والتي انعكست في إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء البلجيكي مبادرة المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد خلال قمة شرم الشيخ في عام 2022.
وعليه من المتوقع أن يكون ملف الهيدروجين الأخضر حاضرًا بقوة في أجندة مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي، وكيفية تعزيز التعاون مع مصر في ظل الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها من بنية تحتية، وموارد طبيعية، فضلا عن الموقف الجغرافي المتميز القريب من القارة الأوروبية، وذات النفاذ للقارة الأفريقية.
ولكن كيف أصبحت مصر محورًا هامًا لإنتاج ومستقبل صناعة الهيدروجين الأخضر في العالم وبالأخص لدول الاتحاد الأوروبي؟ بشكل عام، سعت مصر إلى تنمية واستغلال ما لديها من ثروات طبيعية، والتحول من بلد يكافح لتدبير نفقات استيراد الطاقة إلى بلد مصدر بل وربما إلى لاعب أساسي مؤثر في أسواق الطاقة العالمية. وعليه تمضي الدولة المصرية قدمًا نحو بناء جمهوريتها الجديدة. حيث تولي اهتمامًا بالغًا وكبيرًا بقطاع الطاقة إيمانًا منها وإدراكا لدوره الحيوي والفعال كمحرك أساسي ومؤشر للنمو الاقتصادي، واضعة أمامها أن تطبيق استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة أحد أهم ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولذلك، تعتمد رحلة مصر لتصبح لاعبا بارزًا في مجال الطاقة على تنفيذها الناجح لمجموعة من السياسات الاستراتيجية القادرة على إطلاق العنان لإمكاناتها الهائلة.