الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس كيرلس رئيس أساقفة الإسكندرية
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديس كيرلس رئيس أساقفة الإسكندرية ومعلم الكنيسة، وعرفه الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، بأنه “ولد عام 370 م في شمال مصر، ونشأ في جو مسيحي وعاش حياة النساك ممارساً الفضيلة ثم رسم كاهناً”.
أضاف الفرنسيسكاني: “كان القديس كيرلس ابن أخت بطريرك الإسكندريّة ثاوفيلس، وتربّى عند خاله في مدرسة الإسكندريّة، وتثقّف بعلومها اللاهوتيّة والفلسفيّة اللازمة للّدفاع عن الدين المسيحي والإيمان القويم، وأرسله خاله إلى دير القدّيس مقار في البريّة، فتتلّمذ هناك على يد المعلّم صرابامون وقرأ له سائر الكتب الكنسيّة وأقوال الآباء، وروّض عقله بممارسة أعمال التقوى مدة من الزمان، وبعد خمس سنوات أرسله البطريرك إلى الأب سرابيون الأسقف، وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية، ففرح به خاله ورسمه شماسًا وعيّنه واعظًا في كنيسة الكاتدرائية وجعله كاتبًا له".
وقال: “لما توفى خاله البطريرك ثاؤفيلس في 15 أكتوبر 412 ميلاديا، انتخب كيرلّس مكانه فإنكبّ اهتمامه لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي، وبدأ يرد على أفكار الإمبراطور يوليانوس في مصنفّاته العشرة التي كانت موضع فخر الشباب الوثنيّين باعتقاد أنّها هدمت أركان الدين المسيحي، بمناوئة أصحاب الفكر غير القويم حتى تمكّن من قفل أماكن عبادتهم والاستيلاء على مقتنياتها الذهبية".
تابع: “كان حاكم الإسكندرية أوريستيس يقدّم دعمًا لهيباتيا التي كانت عالمة فلك وفيلسوفة وعالمة رياضيات مشهورة جدًا، والتي كان لها تأثير واسع النطاق في مدينة الإسكندرية، كما كان العديد من الطلّاب من العائلات الثرية والمؤثّرة في الإسكندرية تسعى لتلقّي دراستها مع هيباتيا، والعديد من هؤلاء لاحقًا تقلّدوا الوظائف المرموقة في كلٍ من الحكومة والكنيسة”.
اختتم: “اعتقد العديد من المسيحيين أن تأثير هيباتيّا قد جعل أوريستيس يرفض العروض التي تقدّم بها كيرلس، فيما يعتقد المؤرّخون في العصر الحديث أن أوريستيس قد رسخ علاقته مع هيباتيّا لتعزيز العلاقة مع المجتمع الوثني في الإسكندرية، كما فعل ذلك مع اليهود من قبل، وذلك لتحسين التعامل في ظل الحياة السياسية الصعبة المتمثّلة في العاصمة المصرية”.