انطلاق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين بالقاهرة الثلاثاء المقبل
تنطلق النسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، الثلاثاء المقبل، في القاهرة تحت عنوان "إفريقيا في عالم متغير.. إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية".
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد - خلال جلسة إحاطة صحفية عقدت اليوم الخميس بمقر مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام - أن منتدى أسوان يعد من المبادرات التي تفخر بها مصر، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية تفخر بأنها شريكة في إعداد المنتدى بالتعاون مع مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.
وأضاف المتحدث الرسمي أن منتدى أسوان أثبت فعاليته وجديته منذ دورته الأولى التي عقدت في عام 2019 خلال تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، ومع تزايد الأزمات في إفريقيا والعالم تزداد أهمية المنتدى باعتباره أداة تستطيع من خلاله مصر طرح رؤيتها على مستوى القارة لتسوية النزاعات، لافتا إلى أن مصر لها باعا طويلا في تسوية النزاعات على مستوى القارة وتتحرك وفقا لمبادئ في سياستها الخارجية تتأسس على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية والوقاية من الأزمات والصراعات والتسويات السلمية.
وأشار السفير أبو زيد إلى أن مصر تتحرك من منظور إنساني يتعامل مع الأزمات الإنسانية للتضامن مع الأشقاء، مضيفا أن مصر فتحت أبوابها للأشقاء من السودان والصومال وليبيا واليمن حتى وصلنا إلى ما يقرب من تسعة ملايين ضيف.
وقال إن منتدى أسوان تحول لمنصة للسياسيين والأكاديميين والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمبعوثين الدوليين والإقليميين والمفكرين لتبادل الرؤى حول كيفية حل الأزمات التي تواجه القارة والعالم، مؤكدا أن المنتدى يعقد هذا العام في توقيت دقيق من حيث حجم الأزمات في الإقليم والقارة وآثارها الكارثية مما يجعل من الضروري مناقشة كيفية التعامل مع هذه الأزمات، والتحديات التي تواجه قدرة المنظومة الدولية ومتعددة الأطراف على التعامل مع هذه الأزمات، فهناك تحديًا يواجه الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظومة القانون الدولي.
وأضاف أن المنتدى في نسخته الرابعة يناقش إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية وكيف تستطيع المنظومة الدولية التعامل مع الأزمات، موضحا أن قمة المستقبل التي دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى عقدها خلال الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة ستناقش فكرة الحوكمة العالمية والتمثيل العادل للدول.
الحوكمة برؤية إفريقية
وتابع أنه على مستوى إفريقيا فإن المنتدى سيناقش أيضا الحوكمة برؤية إفريقية وبتجرية إفريقية وما تحتاجه القارة من المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن المنتدى يتزامن مع مرور عشرين عاما على إنشاء مجلس السلم والأمن الإفريقي، وهي فرصة لتقييم مدى قدرة المجلس والاتحاد الإفريقي على التعامل مع الأزمات فى القارة وما نحتاجه من إصلاح.
وأوضح أن المنتدى يتطرق ويركز في كل نسخة منه على موضوع تفرضه الظروف العالمية والدولية، كما كان الوضع خلال المنتديات السابقة حيث تطرقت إلى تداعيات جائحة كورونا وأزمة الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد، واليوم أننا نشهد كارثة في قطاع غزة ومأساة إنسانية وأحداث غير مسبوقة وتحديا عالميا للنظام والقانون الدوليين ومجلس الأمن والمنظمات المعنية بحفظ السلام، وتحديا وجوديا لشعوب المنطقة سواء في غزة أو السودان، ونتوقع من المنتدى مناقشات جادة.
وردا على أسئلة الصحفيين عما إذا كان المنتدى سيتطرق من بين الموضوعات إلى الوضع في غزة، قال السفير أبو زيد إنه بالتأكيد بشكل غير مباشر، فإن آثار العدوان الإسرائيلي على غزة وتأثيره على الاستقرار في المنطقة والقارة سيكون حاضرًا في كل الحوارات، ومسألة النزوح الكبير نتيجة الوضع في غزة والسودان والوضع الإنساني وتأثيرات النزاعات وكيفية دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع وضمان سهولة حركة العاملين في مجالات الإغاثة الدولية، هي موضوعات جميعها مرتبط بالنزاعات، حتى وأن كان النزاع مرتبط بالوضع في قطاع غزة لا يقع جغرافيا داخل القارة الإفريقية، فإن أثره ينتقل إلى المنطقة والقارة، وشهدنا كيف كانت مصر تحذر منذ البداية من اتساع رقعة الصراع وتأثيرها على استقرار المنطقة.
ومن جهته، أكد السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، مدير مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، أن هذا العام يتصادف مع مرور 60 عاما على عقد أول قمة لمنظمة الوحدة الإفريقية في القاهرة، كما يواكب ذكرى مرور 30 عاما على إنشاء مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات، مشيرا إلى أن منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين يمثل إحدى علامات مساهمة مصر في العمل الجماعي الإفريقي.
رصيد عمل مجلس السلم والأمن الإفريقي
وأضاف السفير عبد اللطيف أن جلسات المنتدى سوف تناقش موضوعات وقضايا مختلفة تواجهها القارة الإفريقية، ومنها جلسات حول رصيد عمل مجلس السلم والأمن الإفريقي، حيث يوافق هذا العام مرور 20 عاما على تأسيس مجلس السلم والأمن الإفريقي، وكذا جلسات نقاشية حول تفعيل الآليات الإفريقية وتطبيقات سياساتها على أرض الواقع.
وأشار إلى أن المنتدى يسعى لسد الفجوة بين الآليات وتطبيقها وربط المناقشات في المنتدى، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتولى ريادة ملف إعادة الإعمار في إفريقيا، مؤكدا أن المنتدى ليس حدثا وإنما هو منصة تطرح خلالها كل أفكار ومبادرات جديدة للدفع نحو العمل الإفريقي تجاه مختلف القضايا والمشكلات والأزمات الإفريقية.
وكشف عن أن النسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين ستشهد للمرة الأولى منح جائزة منتدى أسوان لإعادة الإعمار والتنمية لما بعد النزاعات إلى إحدى الشخصيات الإفريقية أو لمنظمة أو مبادرة أو مشروعا كان له إسهاما بارزا في تعزيز المساعي لتحقيق السلام داخل مجتمعه أو دولته أو منطقته أو مجاله.
وأوضح أنه سيتم تدشين أول شبكة للمراكز العاملة في مجال الوقاية من التشدد والتطرف المؤدي للإرهاب، كما سيتم توقيع مذكرة تفاهم بين مركز القاهرة ووكالة تنمية الاتحاد الإفريقي لتعزيز التعاون بين الجانبين، مشيرا إلى المنتدى يعد منصة لطرح أفكار جديدة لمواجهة التحديات الإفريقية سينتج عنه وثيقة تقدم في المحافل الدولية.
وكانت مصر قد بادرت بإطلاق "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين" خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي عام 2019، وفي إطار ريادتها لملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات في إفريقيا، وقد تم تنظيم ثلاث نسخ سابقة من المنتدى، والذي يعد منصة رفيعة المستوى تجمع الأطراف الفاعلة من الحكومات وقادة المنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لمُناقشة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية وطرح مقاربات شاملة ومبتكرة للتصدي لها، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين.