يسقط حكم المرشد.. كيف كتبت ثورة 30 يونيو نهاية جماعة الإخوان؟
لم تكتب ثورة 30 يونيو 2013 نهاية جماعة الإخوان في مصر فقط، لكن قضت على مصيرها في العالم بأكمله، وكانت الشرارة بخروج جموع الشعب المصري والمطالبة بسقوط حكم المرشد نهائيًا وعزل محمد مرسي من سدة الحكم.
وكانت الثورة بداية التحول والمنحنى الشديد في مصير جماعة الإخوان في الدول العربية ومن ثم الشتات في أوروبا وأمريكا بعدما كشفت العنف المستتير لتلك الجماعات وأهدافها في السيطرة على الحكم في أغلب تلك الدول.
ذكرى ثورة يونيو
وتحل الذكرى الـ 11 لثورة 30 يونيو، الأحد المقبل، التي خرج فيها قرابة 4 ملايين مصري في الشوارع والميادين للمطالبة برحيل الإخوان، وفي تقديرات أخرى كان العدد وصل إلى 14 مليون متظاهر.
ووقتها وقف الجيش المصري بجانب رغبات الشعب وحماية مقدراته، وإلقاء بيان النهاية الذي أدى إلى رحيل جماعة الإخوان في وقت كانت الميادين تهتز بهتافات: «يسقط تجار الدين، يسقط حكم المرشد».
وأرجع وقتها الثوار خروجهم إلى الميادين بسبب محاولة جماعة الإخوان للسيطرة على مقاليد الحكم وفرض سيطرتهم على مفاصل الدولة، في وسط تخبط واضح وشديد في قرارات حكومة الجماعة خلال العام الذي قضته في الحكم؟
وخلال تلك الذكرى تسرد «الدستور» كيف كانت ثورة 30 يونيو سببًا في نهاية حكم الإخوان؟
التحضيرات الأولى لنهاية الإخوان
بدأ التحضير للثورة مبكرًا فلم يكمل مرسي عامه الأول في الحكم وذلك بسبب الانتهاكات التي حدثت من قبل جماعته، وبدأت عبر حركة تمرد التي نظمت تظاهرات أمام قصر الاتحادية وجمعت استمارات من أكثر من 22 مليون مصري تطالب برحيل مرسي والجماعة.
ومع قرب الذكرى الأولى لتولي محمد مرسي منصب رئيس الجمهورية بدأت تظهر دعوات حقيقة للتظاهر في ذلك اليوم، والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكانت البداية في ميدان التحرير ومنه إلى ميادين أخرى في محافظات مصر.
الأيام الأولى من الثورة
بدأت الثورة بجموع صغيرة من المتظاهرين لدى مقرات الجماعة، وبدأ الاشتباكات بين مؤيدي ومعارض الرئيس الراحل محمد مرسى أوقعت جرحى، ثم بدأت الجموع في التزايد بشكل كبير في الميادين مما زاد من حدة الاشتباكات في نفس الوقت.
دفع ذلك الأمر الجيش المصري للتدخل وإصدار بيان أعطت يمهل القوى السياسية مهلة مدتها 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخي، وتحقيق مطالب الشعب وأنها منحازة إنحياز كامل لرغبته، حتى تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءاتم مختلفة.
وانتقل الأمر من المستوى الشعبي إلى الحكومي، فشهد اليوم الثاني من ثورة 30 يونيو استقالة خمسة من وزراء الحكومة المصرية تضامنًا مع مطالب المتظاهرين والشعب، كما قدم 30 عضوًا في مجلس الشورى استقالاتهم.
بيان 3 يوليو الحاسم
كان بيان 3 يوليو الذي خرج من القوات المسلحة المصرية حاسمًا في وقوفه بجانب الشعب المصري، والذي انتهت فيه المهلة التي حددها الجيش المصري للقيادة السياسية إذ عُقد لقاء مع قوى سياسية ودينية وشبابية.
وخرج الفريق أول السيسي آنذاك (رئيس الجمهورية الحالي) وألقى بيان يعلن فيه إنهاء حكم محمد مرسي رضوخًا لرغبة الشعب المصري، على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ثم بدأت الاحتفالات في ميادين مصر وخاصة ميدان التحرير بعد تولي عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة تلك الفترة الانتقالية، مع جملة من الاجراءات الأخرى التي تحفظ أمن البلاد.