الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى مولد يوحنا المعمدان
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى مولد النبي الكريم والسابق المجيد يوحنّا المعمدان.
وبهذه المناسبة، القت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
ستة أشهر قبل ميلاد المسيح، يوماً بيوم، تعيد الكنيسة المقدسة لمولد سابقه يوحنا المعمدان. ولد يوحنا، على ما يظن، في قرية عين كارم. وبميلاده زال عار العقر عن زخريا أبيه واليصابات أمّه.
وبعد ثمانية أيام ختن الصبيّ فدعي يوحنا، على نحو ما سماه الملاك عندما ظهر لأبيه عن يمين مذبح البخور. وبذلك انحلّت عقدة لسان زخريا وانشد في نشوة الإلهام والغبطة :"مبارك الرب اله إسرائيل.
ونشأ الطفل يكتنفه حنان أبويه الشيخين، ولكنه ما عتَّم إن اعتزل الناس والبيت الأبوي، وانفرد في براري اليهودية الخاوية، منقطعاً لعبادة الله بالتأمل والصلاة والعيش الشظيف استعداداً للرسالة العظمى التي انتدبه الله إليها.
إنّه لحقّ أنّ ولادة هذا الطفل كانت مدعاةَ فرحٍ للكثيرين، ولا تزال هكذا حتّى اليوم. هذا الطفل الذي أُعطِيَ لوالدَيه في شيخوختهما، جاءَ يحملُ إلى عالمٍ يشيخُ نعمة ولادة جديدة. إنّه لَمِنَ الجيّد أن تحتفل الكنيسة بذكرى هذه الولادة، الثمرة المدهشة للنعمةِ التي أذهَلَتْ الطبيعة.
أمّا بالنّسبة إليّ، فإنّ هذا "السِّراجَ المُوقَدَ المُنير" المُختار لإنارة العالم يَحمِلُ بِمَولِدِهِ فرحًا جديدًا لأنّني بِفَضِلِهِ تعرَّفتُ إلى النور الّذي "يَشرِقُ في الظُّلُمات ولَم تُدرِكْه الظُّلُمات" . أجل، إنّ مولد هذا الطفل يحملُ إليَّ فرحًا لا يوصَف، لأنّه مصدر خيراتٍ كبيرةٍ للعالم. فهو أوّل مَن ثقَّفَ الكنيسة، وبدأ بتنشئتها على التوبة، وحضَّرَها من خلال العماد؛ وبعد أن انتهى من تهيئتِها على هذا الشكل، سلَّمَها للرّب يسوع المسيح وضمَّها إليه لقد علَّمَها كيفيّة العيش في الزهد، وبموته منَحَها القوّة على الموت بشجاعة. بهذا كلِّه، أعدّ يوحنّا "لِلرَّبِّ شَعباً مُتأَهِّباً" .