ما قبلها.. وما بعدها
كلما إقترب يوم 30 يونيو من كل عام إعتبارًا من 2013 أجد الذكريات والأحداث تتراءى أمامى من بعد يناير 2011 حتى يونيو 2013 وجميعها للأسف ذكريات مؤلمة لم تحمل فى طياتها سوى حوادث إرهابية وسقوط المئات من الشهداء وإستيلاء على السلطة فى ظروف حالكة الظلام عندما كانت عصابات الإخوان والتنظيمات الإرهابية الموالية لها والتى يتم تمويلها بالمال والعتاد من الداخل ومن الخارج فى محاولات مستمرة لإسقاط الدولة المصرية وإغراقها فى شراذم الإنقسام ليتسنى لها السيطرة على مقاليد الحكم لولا تلك اللحظات التى أستيقظ فيها أبناء الشعب المصرى حيث إستحث القوات المسلحة لمساندته قبل سقوط الدولة فى الوقت الذى كانت فيه الشرطة المصرية تعانى من التخبط والتفكك ولم تستطع أن تعود إلى سابق عهدها وقوتها إلا عندما قام الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك بالإجتماع باللواء/ احمد جمال الدين وزير الداخلية فى هذا الوقت ويشد من أزره ويدعم رجال الشرطة لوجيستيًا ومعنويًا فى مشهد تاريخى لم نراه من قبل.
إننا اليوم نحتفل بمرور 11 عامًا على ثورة يونيو وبعده بعدة أيام سوف نحتفل ونتذكر ذلك البيان الذى ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسى ليعلن عن سقوط حكم الإخوان الإرهابية بلا رجعه – بإذن الله – حيث خرج الشعب عن بكره آبيه ليطلب منه الحماية من مستقبل مظلم كان ينتظره والذى كانت بوادره تلوح فى الأفق عندما تم إستبعاد كوادر محترمة وقيادات وزارية كانت تؤدى عملها بأمانة وإخلاص وتم إسنادها الى أبناء الأهل والعشيرة من العناصر الإخوانية الجاهلة التى كادت أن تودى بالبلاد الى حافة الهاوية تحت الشعارات الكاذبة والوعود الهوائية مثل "طائر النهضة" والخطب الجوفاء التى لا تغنى ولا تحقق أى تقدم أو فائدة للمواطن المصرى.
يكفى هنا أن نشير الى تعيين نائبًا عامًا ووزيرًا للعدل من الكوادر الإخوانية يأتمران بأوامر مكتب الإرشاد وتعيين بعض الوزراء الذين ينحصر كل إهتمامهم فى حشد شباب الجماعة فى مظاهرات أسبوعية أطلق عليها "المظاهرات المليونية" لزرع الرهبة والخوف فى نفوس الشعب المصرى.
دعونى أعود بكم الى عدة أيام قبل ثورة يونيو 2013 لأذكركم وأتذكر معكم الى أين كانت دولتنا المصرية فى طريقها الى الضياع......
-هل تتذكرون تلك الرحلات المكوكية التى قام بها الراحل عصام العريان ومعه الإخوانى عصام الحداد الى الولايات المتحدة الأمريكية ليتلقوا التعليمات ويقدمون التنازلات تلو الأخرى مقابل أن تساندهم امريكا على حكم البلاد...وأذكركم هنا بكلمة "now".
-هل تتذكرون اللجان الشعبية المكونة من المسجلين خطر فى العديد القضايا الجنائية والسرقات والإغتصاب ليستوقفونا ونحن نسير الى أماكن عملنا أو قضاء مصلحة لنا أو لأبناءنا ويطلبون الإطلاع على الهويات والرخص ويبدأو فى إهانة المثقفين منا وأيضًا من رجال الشرطة والسيدات قبل السماح لنا بالمرور.
-هل تتذكرون قتلة الرئيس الشهيد أنور السادات وهم فى المقاعد الأمامية أثناء الإحتفال بإنتصارات أكتوبر والتى كان السادات هو البطل الحقيقى لها والذى أعاد كرامة العرب بهذا الإنتصار حتى إغتالته هؤلاء القتلة الذين يجلسون فى مقاعد الشرف أثناء العرض العسكرى.
-هل تتذكرون احداث مسجد الروضة والكنائس المصرية حيث إختلطت دماء المسلمين والمسيحيين هنا وهناك وهم يستهدفون الشعب المصرى بكل دياناته وطوائفه.
-وهناك حادث فردى تعرضت له أنا شخصيًا عندما إقتحم مكتبى الإرهابى/ صفوت حجازى مطالبًا بتسليم كل ما يتعلق بأرشيف المطار منذ إفتتاحه عام 1960 وكذلك السماح بدخول عدد من القيادات الإرهابية الهاربة التى وصلت من باكستان وجميعهم كان مطلوب القبض عليهم فى قضايا إرهاب إلا إننى تلقيت إتصالًا تليفونيًا من وزير الداخلية آنذاك للسماح لهم بالدخول دون التعرض لهم.
هذا قليل من كثير من الصعب البوح به فى الوقت الحالى نظرًا لحساسيته وخطورته على الأمن القومى.
واليوم وبعد مرور 11 عامًا على ثورة الشعب ودعم الجيش أجد أن الجيش والشرطة وأهالى سيناء قد نجحوا فى تجفيف منابع الإرهاب وأن بلادنا تشهد نهضة تنموية غير مسبوقة يشهد لها العالم بأسره وأن الأمن والأمان قد ساد ربوع الوطن وإزدهرت صناعات وترعرعت زراعات وعادت الى مصر سيادتها وقوتها داخليًا وخارجيًا...صحيح أن الحياة ليست مثالية أو نموذجية وإن هناك صعاب نعانى منها جميعًا يحاول البعض إستغلالها لتأليب الرأى العام على الدولة وحكومتها وهنا أتساءل...هل نسيتم ما أشرت اليه آنفنًا يا سادة؟ إرجعوا الى رشدكم يرحمكم الله ودافعوا عن بلادكم...لا توجد دولة فى العالم لا تعانى من مشاكل إقتصادية أو سياسية أو أمنية مهما بلغت درجة قوتها العسكرية أو المادية أو اللوجيستية...مصرنا لنا وسوف تظل لنا مهما كانت المصاعب والشدائد التى تمر علينا المهم ألا ننصاع الى أبواق الإفك والشائعات والأكاذيب والفتن...حافظوا على مصرنا....حافظوا على بلادنا.
وللحديث بقية....