حدث في مثل هذا اليوم.. انعقاد المجمع المسكونيّ الثالث في أفسس 431
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى المجمع المسكونيّ الثالث في أفسس 431 الذي عُقِدَ في أفسس سنة 431 ضد نسطور القائل بأن العذراء لا تلَّقب “ثيؤطوكوس” بل أم المسيح. حَرَّمَ الآباء وعلى رأسهم القدّيس كيرلّس الاسكندري هذا القول، وخرج المسيحيون في الليل يحملون المشاعل ويرنمون للعذراء.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: إنّي أحثّك، بالنعمة التي تلبسها، أن تضاعف نشاطك وأن تحثّ جميع الأخوة من أجل أن يخلصوا. برّر كرامتك الأسقفيّة بيقظة مستمرّة للجسد والروح. وليكن عندك همّ الوحدة: لا شيء يتخطّاها. احمل بصبر كلّ الأخوة كما الربّ يحملك أنت؛ تحمّلهم كلّهم بمحبّة، كما أنت فاعل أصلا. صلِّ بلا كلل؛ أطلب المزيد من الحكمة أيضًا؛ اسهر واحفظ روحك في حالة تأهّب؛ تكلّم مع كلّ واحد بشكل خاصّ؛ على مثال الله. "احمل أمراض الجميع " مثل رياضيّ بارع. فحيث يكون الجهد أكبر، يكون الربح أكثر.
إن كنت لا تحبّ إلاّ التلاميذ الأبرار، فلا فضل لك؛ إنّهم بالأخصّ أولئك الأكثر خطاً الذين عليك أن تعاملهم بالليونة. لا يوضع البلسم نفسه على كلّ الجراح؛ خفّف النوبات الحادّة بواسطة مركّبات رطبة. في كلّ شيء، " كن حكيما" كالحيّة" ودائمًا " وديعًا كالحمامة". أنت الذي هو جسد ونفس، عامل بطيبة ما يقع تحت الحواس، ولكن صلِّ أيضًا كي يُكشَف لك العالم غير المرئيّ. وهكذا لن ينقصك شيء إذ حينها تكون غنيًّا بكلّ مواهب الروح.
كما يطلب الملاّح الرياح وكما ينشد البحّار الميناء الذي ضربته العاصفة، هكذا يدعوك هذا الزمن أن تلتقي بالله. عش القناعة والاعتدال ... وسوف تربح بالمقابل الحياة الأبديّة وغير الفانية... إنّ الرياضيّ الكبير يربح بالرغم من الضربات. علينا أن نقبل كلّ المحن من أجل الربّ بالأخصّ، لكي يقبلنا هو أيضًا. ضاعف حماسك؛ تفحّص جيّدًا هذا الزمن. انتظر ذلك الذي هو خارج الزمن، أبديّ، غير مرئيّ، ولكن من أجلنا كشف عن ذاته- ذلك الذي هو غير ملموس وغير قابل للألم، عرف الآلام وقبل بكلّ الأوجاع.