مثقفون وأدباء: 30 يونيو بداية معركة مقدسة للبناء والتنمية
يحيي الشعب المصري، بعد أيام قلائل، الذكرى الحادية عشر لـثورة 30 يونيو المجيدة التي سطر فيها بإرادته الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن وكتب بأغلى التضحيات التي قدمها ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطني المصري ضاربا أروع مثال في الانتماء والارتباط بالوطن وهويته.
وأكد مثقفون وأدباء، في أحاديث منفصلة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن ثورة ٣٠ يونيو لم تكن سوى البداية لرحلة طويلة بدأت مصر فيها معركة مقدسة للبناء والتنمية، لافتين إلى أن يوم 30 من يونيو يظل على رأس الأيام الخالدة للشعب المصري الذي انتفض ثائرا على من حاولوا اختطاف وطنه.
(الدفاع عن هوية مصر وثقافتها)
وفي البداية، قال الكاتب والروائي الكبير يوسف القعيد إن ثورة 30 يونيو هي حركة ثقافية امتدت للشعب المصري الذي وقف معها من أقصى البلاد إلى أقصاها، مشيرا إلى أن الثورة اندلعت شرارتها في وزارة الثقافة من اعتصام المثقفين حتى تحول إلى مسيرة بدأت من شارع شجرة الدر بالزمالك وانتهت إلى قصر الاتحادية.وقال القعيد إن مصر كانت تواجه تهديدات حقيقية منذ أن جاءت جماعة الإخوان إلى الحكم، معتبرا أن موقف الجماعة كان شديد العدائية من الإبداع والفن والثقافة.
وذكر أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت ضد الفن والإبداع، وضد كل شيء جميل في الحياة، وبالتالي كان من المهم الدفاع عن هوية مصر وتاريخها، لافتا إلى أن الثقافة المصرية لعبت دورا في إنهاء دور الجماعة التي وقفت ضد الفن والأدب والفكر.
وأوضح أن مثقفي مصر تجمعوا ووقفوا ضد الوزير الإخواني في هذه الآونة، ومنعوه من دخول وزارة الثقافة، وظل منعه مستمر حتى سقط حكم الجماعة الإرهابية، مشددا على أن اعتصام مثقفي مصر في الزمالك كان شراره مهمة في انطلاق الثورة.
(٣٠ يونيو صخرة حالت دون انجراف مصر إلى مصير مظلم)
من جانبه، قال المخرج الكبير مجدي أبوعميرة إن ثورة ٣٠ يونيو هي الصخرة التي حالت دون انجراف مصر إلى مصير مظلم وأنه عقب تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم بذلت الدولة جهودا كبيرة في الحفاظ على الهوية الثقافية جنبا إلى جنب مع تنفيذ مشروعات البناء والانجازات على جميع الأصعدة.
وأضاف أبوعميرة أن الشركة المتحدة جاءت على المستوى الفني لتأصيل فكرة الانتماء إلى الوطن التي اختفت منذ مسلسل رأفت الهجان، مشيرا في هذا السياق إلى أن الشركة أنتجت كثيرا من الأعمال التي تبرز روح الانتماء وتؤكد الهوية المصرية مثل سلسلة مسلسل الاختيار ١ و٢ و٣ وكذلك العديد من الأفلام السينمائية ومن أهمها فيلما "الممر" و"السرب".
وأوضح أن جهود الدولة نجحت بالمسار الثقافي في تحقيق كثير من النجاحات والتي تستهدف توعية وتثقيف المواطن والتعريف والاحتفاء بالتراث الحضاري.
(مواجهة فرض القيود على الإبداع)
بدوره، أكد الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن دور المثقفين لا ينسى في ثورة الثلاثين من يونيو حيث أعلنوا مبكرا عن رفضهم الممارسات الإخوانية فتصاعدت احتجاجاتهم ابتداء من يوم الثلاثاء 14مايو 2013 في مواجهة محاولة أخونة الثقافة وفرض القيود على الإبداع وإنهاء انتداب الكثير من قيادات الوزارة من الوطنيين.
وقال بكري إن الأدباء والمثقفين والعاملين بوزارة الثقافة بدأوا في الثاني من يونيو من نفس العام تصعيدا جديدا بهدف إقالة وزير الثقافة ورفض الأخونة وإنقاذ الهوية الثقافية للوطن.
وأضاف أن المئات من المثقفين نظموا الاحتجاجات في عديد من المناطق الثقافية، حيث قرر المثقفون تنظيم مظاهرة احتجاجيه في الإسماعيلية انضمت إليها بعض الرموز التي تضامنت معهم من القاهرة في مواجهة وزير الثقافة خلال افتتاحه فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة.
وأوضح أن جبهة "الإبداع المصري" أعلنت عن تضامنها مع مطالب المثقفين وووضع خارطة طريق لإنقاذ هوية الثقافة المصرية، حيث دعت الجبهة إلى عقد جمعية عمومية عاجلة لكل المبدعين والمثقفين لمواجهة أخونة الثقافة وحملت الجبهة النظام الحاكم آنذاك مسئولية سلامة المعتصمين الذين يتعرضون لهجمات إخوانية مستمرة.
وقال إنه في اليوم المحدد لاندلاع الثورة تحركت مسيرة ضخمة للمثقفين من أمام ووجهوا نداء عاجلا إلى جيش مصر والشرطة المصرية لإنقاذ الوطن، معتبرًا أن المثقفين كانوا في طليعة القوى التي واجهت الاخوان وتصدت لمخطط أخونة الثقافة والابداع قبيل انطلاق ثورة 30 يونيو والتي كانوا هم في مقدمتها جنبا إلى جنب مع بقية الفئات الأخرى من الشعب المصري.
من جانبها، قالت أستاذة النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون الدكتورة أماني فؤاد إن ثورة يونيو أنقذت مصر من مصير مظلم لو قدر لحكم جماعة الإخوان الاستمرار حيث لم يكن لدى الجماعة مشروع حقيقي على كل المستويات سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
وأضافت أنه اتضح للشعب المصري أن جماعة الإخوان غير منظمة وأن أعضاءها لا يعرفون شيئا عن مصر ولا ثقافتها ودورها الريادي إبداعيا وفنيا وثقافيا، معتبرة أن أداء الدولة في ظل حكم الجماعة كان طفوليا.
(هبة شعب فى مواجهة ميليشيات تنظيم إرهابى)
ويلتقط أطراف الحديث منها الكاتب والمفكر إيهاب القسطاوي قائلا: "أيام قليلة تفصلنا عن الحدث الأبرز في تاريخ مصر المعاصرة، ألا وهى الذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو، تلك الثورة التي سطرت أعظم المآثر وجسدت أروع صور الملاحم والنبل والوفاء بين أفراد الشعب المصري العظيم وجيشه الوطني الباسل".
وأضاف أنه في هذا اليوم، كانت هبة الشعب المصري العظيم لمواجهة ميليشيات تنظيم إرهابي دموي، بصدورهم العارية، لاسترداد الوطن المختطف من قبضته المستحكمة بعد أن روعوا المواطنين الآمنين، وحرضوا علي إحراق الوطن بأكمله من أجل تنظيمهم الإرهابي.
وأوضح أن جهل الجماعة وغرورها وصلافتها صورت لها أن بإمكان أعضائها مواجهة شعب بقدر حجم شعب مصر، وذلك دون أدنى عبرة أو اتعاظ من دروس التاريخ، معتبرا أن ثورة 30 يونيو لم تكن سوى البداية لرحلة طويلة لتبدأ مصر معركة مقدسة للبناء والتنمية.
ولفت إلى أن الثقافة كانت إحدى الأدوات الرئيسية للقوى الناعمة في إعادة تشكيل الوعي وبناء شخصية الإنسان ومواجهة التطرف الفكري، مشيرا إلى أن التحول في المشهد الثقافي المصري الذي أحدثته ثورة 30 يونيو يمثل إحدى سمات التغيير اللافتة على الصعيد المحلي والإقليمي بـل الـدولي، وكان واضحـا انعكاسـه بـرؤاه وسـماته التحديثيـة على المجتمع المصري.
وذكر أن توجه ثورة 30 يونيو كان واضحا منذ البداية بدءا من صياغة ديباجة دستور الجمهورية بأنامل الشاعر العظيم سيد حجاب معبرًا عن أصالة وعراقة مصر، راسخة الجذور، مؤكدا الحق لكل مواطن في الثقافة، ضامنًا وكافلا لحرية الإبداع.