كيف يستطيع تفكيرك أن يشفي جسدك؟ لـ ديفيد هاميلتون
هناك علاقة وثيقة بين عقل الإنسان وجسمه وكلما كان تفكير الشخص إيجابيًا - متفائًلا كلما قل احتمال تعرضه للأمراض وحتى إن مرض فإن نسبة شفائه تكون أعلى بكثير من الشخص المتشائم لذلك استخدم الناس تفكيرهم كي يشفوا أنفسهم منذ آلاف السنين، من خلال تعاليم "الفيدا" التي تستخدم التأمل كأسلوب للتفكير من أجل الشفاء.
وفي السطور التالية نوضح تأثير التفكير الإيجابي وقوة المعتقدات والتصور والحب في الشفاء من الأمراض وعلى الجانب الآخر الآثار السلبية للإجهاد والتوتر على صحة الإنسان من خلال كتاب كيف يستطيع تفكيرك أن يشفي جسدك لدكتور ديفيد هاميلتون الخبير البريطاني في علم تصنيع الدواء.
أولًا:قوة التفكير الإيجابي
- كشفت إحدى الدراسات أن التفكير والجسم مترابطان وأن الأشخاص المتفائلون لديهم مشاكل صحية وعاطفية أقل ويمتلكون طاقة اكبر ويشعرون أنهم أكثر سلًاما وسعادة وأهدأ من المتشائمين وقد كشفت دراسة أخرى أن التفاؤل يحميك من المرض
- اكتشف العلماء في جامعة "دوك" أثناء فحص 866 مريض قلب أن المرضى الذين كانت لديهم مشعر إيجابية كان لديهم حوالي 20% من الفرص الأكبر للبقاء على قيد الحياة مقارنة بالمرضى الذين لديهم مشاعر سلبية
- في دراسة أجريت عام 2000 وجد العلماء أن الرجال الذين كانوا أكثر استياء من الحياة كانوا عرضة للموت بالمرض أكثر بثلاث مرات من أولئك الذين كانوا أكثر رضا عن حياتهم
الدماغ وقوة الاعتقاد
يقول "جيمس آلن" ستبقى الظروف الخارجية للإنسان موجودة دائمًا كي تعكس معتقداته الداخلية، ولذا تكمن القوة الأكبر في الشفاء داخلنا وفي قدرتنا على اختيار الكيفية التي ننظر بها إلى الأشياء والمعنى الذي نعطيه لها
- تتأثر معتقداتنا بثقافتنا والمكان الذي نعيش فيه فمثًلا يرتبط اللون الأزرق في إيطاليا بالسلام لدى النساء لأنه لون عباءة السيدة العذراء بينما يمثل بالنسبة للرجال لون الملابس الرياضية لذا فهو محفز لهم ويعني النجاح
- ينمو الدماغ أثناء القراءة ويسمي العلماء هذه الظاهرة بالليونة العصبية. كل شئ تراه، تسمعه، تلمسه، تتذوقه، تشمه يغير دماغك وهذا يعني أن الأفكار تترك آثارًا مادية في الدماغ بالطريقة نفسها التي نترك بها آثار أقدام على الرمل
- عندما تفكر فإن ملايين من خلايا الدماغ العصبية تتواصل وتتصل مع بعضها البعض وهذه الاتصالات تسمى روابط
- التكرار يعني أننا نخلق روابط عصبية في دماغنا كلما ازداد تكرارنا لها ازدادت الروابط التي نصنعها وأصبحت أقوى
- لاحظ العلماء أن التأمل يغير الدماغ ويزيد كثافة الجزء المسئول عن التركيز والإرادة والرحمة
- الدماغ مثل العضلة كلما زاد استخدامك لدماغك أصبح أقوى وإذا توقفت عن استخدامه فإنه يصغر ويضمر
- تكوين الخلايا العصبية يستمر حتى خلال سن الشيخوخة وإلى لحظاتنا الأخيرة
- الجسم الإنساني معجزة مستمرة تمتلك قوة مذهلة في العلاج وإعادة التجديد هذا الأمر يتأثر بأفكارنا ولذا فإن الأفكار والمشاعر يمكن أن تكون سببًا في تكوين الخلايا العصبية
- أظهرت الدراسات أن تعلم أشياء جديدة بالنسبة لكبار السن يمكن أن يزيد من حجم خرائط الدماغ ولذا فإن تعلم لغة جديدة هو طريقة فعالة للحماية من مرض الزهايمر لأنه يشجعنا على استخدام مناطق متعددة من الدماغ كما أن تعلم العزف على آله موسيقية أيضًا يغير الدماغ وكذلك حل الكلمات المتقاطعة أو اخذ دورة تدريبية في الجامعة له تأثير ايجابي على دماغ الكبير في السن مهما كان عمره
- لا يهم مهما كان عمرنا إذا استعدنا فضولنا تجاه الأشياء الجديدة ودربنا أجسامنا وتفكيرنا بإمكاننا أن نصبح عقليًا أكثر شبابًا
العلاقة بين شفاء الجروح وحالتنا النفسية
- إن شفاء الجروح أمر حساس تجاه حالتنا الفكرية والعاطفية، ومن المعروف أن التوتر والعدوانية تبطئ منه، وفي دراسة أجريت عام 2005 وجد أن الإجهاد والضغط والتوتر الفكري والعاطفي يقلل مستويات نمو الهرمونات في مواقع الجروح وهذه الهرمونات عبارة عن بروتينات وظيفتها المساعدة على الشفاء لذا تأخذ الجروح وقتا أطول في الشفاء عندما نكون مجهدين أو تحت ضغط
العلاقة بين قوة التصور وشفاء الأمراض
إذا تصورت جزءًا من جسدك فإن هذا الجزء يشعر بذلك، عندما يتوقع شخص أن يتخلص من الألم في أي منطقه من جسمه فان الخلايا العصبية في الدماغ تنفعل من أجل ذلك الجزء وتحرر المواد الافيونية الذاتية هناك
- كل جزء من جسدك متصل مع الدماغ، فالأعصاب تصل الدماغ مع الجلد والعضلات والعظام والأوتار والأعضاء الداخلية، وهذا هو سبب أنه عندما يلمس شخص جزءًا من جسدك بإمكانك أن تشعر به وإذا كان هناك عضو متضرر بإمكانك أن تشعر بالألم
- الدماغ حساس على نحو مذهل لما نعيه وندركه، هذا سبب يجعلنا عندما نرى شخصًا جرح نفسه نشعر بالوخز وإذا كنا متعاطفين مع شخص يتألم فإننا نحصل على آلام وهمية وأعراض مرضية عندما يعاني شخص نحبه من خطب ما
- إن مفتاح استخدام التصور من أجل الشفاء هو أن تتخيل عملية الشفاء تنتشر داخل الجسم
- اكتشف العلماء أن عددًا هائلا من الأمراض تقع جذورها في تفكيرنا ولذلك يستطيع التفكير أن يعالجها
- لا يبدو أن الدماغ يعرف الفارق بين الحقيقي والخيالي وهذا أمر عظيم إذا كنا نريد أن نتخيل أنفسنا نتعافى من المرض
- تتأثر العضلات بالتصور، وقد فهم الرياضيون هذا منذ زمن طويل فإذا تخيلت القفز بعيدًا أو الركض بسرعة فإن عضلاتك ستتحفز كي تتطور بحيث تستطيع فعل ذلك لأن الدماغ يتحفز بالتصور ثم يحفز العضلات
- يعمل التصور على عدة مستويات وهو أكثر من مجرد الحصول على تأثيرات جسدية مباشرة بالإضافة إلى إعطاء جسمك التعليمات لما تريده أن يفعل
- اسأل جسدك عما يحتاجه.ادخل في حالة استرخاء أولًا وتحدث مع عقلك اللاواعي تمامًا كما يفعل التنويم الإيحائي وهكذا سوف تكون قادرًا على تلقي المزيد من المعلومات عن أنواع التغييرات التي يمكنك أن تفعلها لتحسين حياتك
- عندما نتصور الشفاء نغير سلوكنا من غير أن ندرك بطريقة تساعد على شفائنا مثلًا إضافة بعض الأطعمة التي نحتاجها للشفاء أو عمل تغييرات ايجابية في نمط حياتنا وعاداتنا بما يساعد على الشفاء
- لا اقترح أبدًا أن يتوقف الأشخاص عن تناول أدويتهم تناول أدويتك بالإضافة إلى التصور وفي الوقت نفسه حاول تحسين نظامك الغذائي وتحسين سلوكك وتبني نمط أكثر صحة
- لا تقلق إذا لم تشف في يوم أو يومين قد يحتاج الأمر أحيانًا إلى أيام أسابيع أو أشهر بعض الأمراض تحتاج إلى سنة أو أكثر كي تشفي اعتمادًا على مدى إعادة البناء التي تحتاجها وعلى مدى إيمانك حقيقة بإمكانية الأمر
التأثير السلبي للإجهاد والتوتر على الجسم
أظهرت كثير من الدراسات أن خفض عوامل التوتر والإجهاد في حياتنا يجعلنا نتمكن من الاستمتاع بحياة أكثر صحة وأننا إذا خفضنا من التوتر والضغط فإننا سوف نتعافى على نحو أسرع من المرض والمعاناة
- التوتر يوثر على مدى فعالية الأدوية التي نتناولها خاصة عند علاج الفيروسات وكلما زاد مستوى التوتر قلت فعالية العلاج وانتشرت الفيروسات
- كبت المشاعر السلبية وتخزين همومنا وآلامنا العاطفية يؤدي إلى صعوبة التعافي من الأمراض الخطيرة مثل السرطانات والالتهاب الكبدي الفيروسي
- حضور جلسات الدعم العاطفي المخصصة لتقليل التوتر حسن من الصحة العامة لدى المصابات بمرض سرطان الثدي
- علاج التوتر والإجهاد هو التأمل المنتظم الذي يساعد الإنسان على مواجهة تحديات الحياة وعلينا أن نميز أيضًا أنه ليست أحداث حياتنا هي التي تسبب الضغط على نحو كبير بل مواقفنا حيالها
قوة الحب الشافية
- قالوا "عندما يكون هناك حب عظيم،هناك دائما معجزات" فالحب يغير من نظرتنا للأمور وعندما يتغلل الحب دواخلنا ويحرك أرواحنا ثم يشرق نوره على حياتنا تبدو لنا الحياة مختلفة
- أكد الأطباء أن الألم العاطفي هو أساس كثير من الأمراض بيد أن الحب قادر على شفائها
- لسنا في حاجة إلى انتظار الدخول في علاقة رومانسية كي نجرب الحب. إنه يوجد كل مكان حولنا. في الحقيقة إنه بداخلنا
- يمكنك ان تعيش الحب بطرق كثيرة. يمكنك أن تكون لطيفًا تجاه شخص غريب يمكن أن تبتسم لشخص في الشارع يمكنك السماح لشخص ما بتجاوزك أثناء قيادتك سيارتك، يمكنك إظهار التعاطف والامتنان
- يقول "دنيس ويتلي" ليس من الممكن شد الرحال إلى السعادة ولا امتلاكها ولا الحصول عليها ولااستهلاكها، السعادة تجربة روحية تعيش كل دقيقة فيها مع الحب ونعمة الامتنان
- الحب يشفي جميع الناس الذين يمنحون الحب واولئك الذين يحصلون عليه على حد سواء
- السلام يبدأ في داخل كل واحد منا. عندما يكون لدينا سلام داخلي يمكننا ان نكون في سلام مع من حولنا
- عندما نتقبل أنفسنا كما نحن.هذا هو الحب لأنفسنا هنا ينبع السلام الداخلي
- عندما نحقق السلام مع ما نحن عليه نبدأ في حب أنفسنا وينبثق ضفاؤنا من هذا المنطلق الذي يرتكز على عدم التهرب من أنفسنا
- في نهاية الأمر يشكل حبنا تجاه أنفسنا أو الآخرين أي كان شكل هذا الحب دواء فعالًا من الأمراض
إن ما يحصل لنا في الحياة ليس بالأمر الكبير الذي يحدد صحتنا وسعادتنا بل إن تفاعلنا مع ما يحدث هو الأكثر أهمية.إذا كنت تعيش في منزل جميل ولكنك ترى شخصًا يمتلك منزلًا أجمل هل تشعر بعدم الرضا من كون منزلك ليس جيدًا كفاية أم تعطي تفكيرًا أكبر نحو ما تحبه في منزلك والأشخاص الذين يشاركونه معك، وعندما تقدم الدعم إلى شخص آخر فهذا أفضل بكثير بالنسبة للصحة من الغضب والمرارة وتوجيه النقد له على نحو مستمر.
