تجارة الأذى فى "عظمة الكتف".. كيف يتعامل الجزارون مع "مطلب السحرة"؟

"فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ"، جزء من سورة يونس بالقرآن الكريم، تتحدث عن السحر وما يلجأ له بعض ضعاف النفوس لأذية الناس، وهو ما نهت عنه جميع الأديان السماوية.

"لوحة الكتف" وهي العظمة التي توجد داخل البقر أو الجاموس، أصبحت حديث الساعة خلال الآونة الأخيرة بسبب الاستخدام السيئ لها في بعض أعمال السحر حسب ما يروج له، ويبيعها بعض الجزارون بأسعار مبالغ فيها بهذه النية ولا يتخلصون منها بالطريقة المعتادة وهي كسرها من الجانبين.

عظمة لوح الكتف

تحدثنا مع عدد من القصابين حول سبب هذه الأزمة، خاصة مع زيادة على طلب هذه العظمة وقت عيد الأضحى المبارك، مع ارتفاع عدد الذبائح وبالتالي توفرها، وكانت البداية مع عمر كرم، جزار بمنطقة مدينة نصر، ويقول: "تابعت مثل غيري من الجزارين صورة العظمة الشهيرة علي السوشيال ميديا، وتحذير عدد كبير منها، بسبب استخدامها استخدامات سيئة، وأول شيء لا بد من توضيحه للجميع أن هذا الجزء يوجد داخل البهيمة في منطقة الزند، ويطلق عليها قشرة اللوحة، ويوجد حولها لحم طري جدًا مثل قطعية صباع القشرة والموزة، وهي من أفضل وأغلي قطعيات اللحوم".

يضيف كرم: عقب عملية التشفية لا بد على كل جزار أن يكسر هذه العظمة حتى لا تستخدم في أعمال مؤذية، وهو ما يعرفونه كجزارين منذ قديم الزمن، ولم ينف وجود جزارين "معدومي الضمير" يبيعونها بمبالغ طائلة تصل في بعض الأوقات إلى 50 ألف جنيه، فيما يبدأ سعرها من  5 آلاف جنيه حسب نوع وحجم اللوحة، موضحًا أنه وغيره يعملون على ثقب العظمة لإفساد استخدامها في أي أمور أخرى.

وفي منطقة المطرية، يقول الحاج عربي، جزار: "مشكلة عظمة اللوحة الموجودة في البقرة أو الجاموسة موجودة منذ زمن بعيد، لكن في الأيام الأخيرة زاد الكلام عليها بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، والجزار اللي عنده ضمير بيرفض يبيعها وبيكسر العظمة بعد التشفية، وهناك مبالغ كبيرة تعرض للحصول على العظمة دي لكن ضمير المهنة بيحتم علينا رفضها، وييزيد الطلب عليها في البهائم ذات الحجم الكبير عكس الخراف والماعز بسبب صغر حجمها".

وفي منطقة الوراق التابعة لمحافظة الجيزة، يقول محمد الشريف، أحد أصحاب محال الجزارة، إن عظمة لوح الكتف اشتهرت مؤخرًا لدى المواطنين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن العديد من الجزارين لم يكونوا على علم بخطورة تلك العظمة ويكسرونها.