رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى رئيس الملائكة الجليل جبرائيل "غبريال"

الكنيسة الأرثوذكسية
الكنيسة الأرثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بذكرى رئيس الملائكة الجليل جبرائيل "غبريال"، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي إن في هذا اليوم جرت العادة بالديار المصرية أن تعيد للملاك الجليل جبرائيل الذي بشر دانيال برجوع بني إسرائيل وبمجيء السيد المسيح ووقت مجيئه. كما أعلمه بأنه يقتل وتخرب بعد ذلك مدينة أورشليم ولا يأتي بعده إلا المسيح الكذاب، وهذا الملاك هو الذي بشر زكريا بولادة يوحنا وبعد ستة أشهر أتي ببشارة الخلاص للعالم عندما بشر العذراء قائلا: "ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيمًا وابن العلي يدعي ويملك علي بيت يعقوب ولا يكون لملكه نهاية"، ولهذا رتبت كنيستنا هذا العيد تكريما لهذا الملاك الجليل .

كما يحيي الأقباط ذكرى نياحة القديس يوحنا أسقف أورشليم وكان قد ترهب في دير القديس إيلاريون مع الأب الكبير القديس أبيفانيوس أسقف قبرص وذاعت فضائله وعلمه فاختاروه لكرسي أورشليم في سنة 388 م بعد رسامة القديس أبيفانيوس أسقفا علي قبرص، فضربه العدو بمحبة المال، فجمع مالا كثيرا وصنع لمائدته أوانى من الفضة وأهمل الفقراء والمساكين. ولما بلغ خبره القديس أبيفانيوس شق عليه ذلك لما كان يعلمه عنه أولا من الزهد والنسك والعبادة والرحمة. ونظرًا لصداقتهما القديمة قام من قبرص وأتي إلى أورشليم متظاهرًا بأنه يقصد السجود بها وزيارة القديسين . 

وفي الباطن ليقابل الأب يوحنا. فلما وصل إلى هناك دعاه الأب يوحنا ووضع أمامه تلك الأواني الفضية على المائدة، فتوجع قلب القديس أبيفانيوس فدبر حيلة للاستيلاء عليها وذلك أنه قصد أحد الأديرة وحده وأرسل إليه يستعير منه تلك الأواني زاعما أن قوما من أكابر القبرصيين قد أتوه ويريد أن يقدم لهم الطعام فيها. ولما أرسلها إليه أخذها وباعها وتصدق بثمنها على الفقراء. 

وبعد أيام طالبه الأب يوحنا بالأواني فاستمهله. وكرر مرة ثانية وثالثة وإذ لم يردها له تقابل معه ذات يوم في كنيسة القيامة قائلا له: "لا أتركك حتى تعطيني الأواني" فصلي القديس أبيفانيوس إلى السيد المسيح من أجل صاحبه القديم. فعمي وبكي واستغاث بالقديس أبيفانيوس فصلي القديس لأجله. فبرئت إحدى عينيه فالتفت إليه وقال له إن السيد المسيح قد ترك هذه العين الأخرى بدون بصر تذكرة لك. 

ثم ذكره بسيرته الأولى الصالحة، وأعلمه أنه باع الأواني وتصدق بثمنها وأنه ما جاء إلى القدس إلا ليتحقق ما سمعه عن بخله ومحبته للعالم. فانتبه الأب يوحنا من غفلته وسلك في عمل الرحمة سلوكا يفوق الوصف، فتصدق بكل ما يملك من مال وثياب وأوان وزهد في كل أمور العالم حتى إنهم لم يجدوا عند نياحته درهمًا واحدًا، وقد وهبه الله موهبة شفاء المرضي وعمل الآيات وبعد أن أكمل في الرئاسة إحدى وثلاثين سنة تنيح بسلام.