رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة حديثة: الاستجابة المناعية لكوفيد تشير إلى سبب هروب البعض من العدوى

كوفيد 19
كوفيد 19

أظهر الأشخاص الذين أبقوا الفيروس بعيدًا استجابة سريعة في الخلايا المناعية الأنفية ونشاطًا أكبر في جينات التنبيه المبكر. 

واكتشف العلماء اختلافات في الاستجابة المناعية التي يمكن أن تفسر سبب نجاة بعض الأشخاص بشكل موثوق من الإصابة بفيروس كورونا.

جرعة صغيرة من فيروس كوفيد عن عمد 

أشارت الدراسة، التي أُعطي فيها بالغون أصحاء جرعة صغيرة من فيروس كوفيد عن عمد، إلى أن الخلايا المناعية المتخصصة في الأنف يمكن أن تقضي على الفيروس في مرحلة مبكرة قبل أن تترسخ العدوى الكاملة. أولئك الذين لم يستسلموا للعدوى لديهم أيضًا مستويات عالية من النشاط في الجين الذي يُعتقد أنه يساعد في الإبلاغ عن وجود فيروسات لجهاز المناعة.

وقال الدكتور ماركو نيكوليتش، كبير مؤلفي الدراسة في جامعة كوليدج لندن والمستشار الفخري في طب الجهاز التنفسي: "تلقي هذه النتائج ضوءًا جديدًا على الأحداث المبكرة الحاسمة التي إما تسمح للفيروس بالسيطرة أو القضاء عليه بسرعة قبل ظهور الأعراض،  لدينا الآن فهم أكبر بكثير للمجموعة الكاملة من الاستجابات المناعية، والتي يمكن أن توفر أساسًا لتطوير علاجات ولقاحات محتملة تحاكي هذه الاستجابات الوقائية الطبيعية".

وكجزء من دراسة التحدي البشري لكوفيد-19 في المملكة المتحدة، تم إعطاء 36 متطوعًا بالغًا يتمتع بصحة جيدة دون تاريخ سابق للإصابة بكوفيد ولم يتم تطعيمهم، جرعة منخفضة من الفيروس عن طريق الأنف، وتم إجراء الدراسة في عام 2021 في ذروة الوباء.

وفي 16 متطوعًا، راقب الباحثون النشاط في الخلايا المناعية في الدم وبطانة الأنف لتوفير الجدول الزمني الأكثر تفصيلًا للنشاط المناعي قبل وأثناء وبعد الإصابة. 

ووُجد أن هؤلاء المشاركين ينقسمون إلى ثلاث مجموعات متميزة: ستة أشخاص أصيبوا بعدوى مستمرة ومرضوا؛ ثلاثة أشخاص أصيبوا بالفيروس بشكل عابر، ولكن دون أن يصابوا بالعدوى الكاملة؛ وسبعة تعرضوا لـعدوى فاشلة، ولم تكن هذه المجموعة الفرعية إيجابية أبدًا، لكن الاختبارات أظهرت أنها قامت بتكوين استجابة مناعية.

في المجموعات الفاشلة والعابرة، أظهرت العينات المأخوذة قبل التعرض لكوفيد-19 أن هؤلاء المتطوعين لديهم مستويات خلفية عالية من النشاط في جين يسمى HLA-DQA2. وقد شوهد هذا في الخلايا التي تقدم المستضد، والتي تشير إلى الخطر على الجهاز المناعي. وقالت الدكتورة كايلي ورلوك من كلية لندن الجامعية، المؤلف الأول للدراسة: "ستأخذ هذه الخلايا القليل من الفيروس وتعرضه على الخلايا المناعية"، وتقول: هذا غريب: "عليك أن تذهب وتفرزه".

وتشير النتائج، التي نشرت في مجلة Nature، إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من النشاط في هذا الجين قد تكون لديهم استجابة مناعية أكثر كفاءة لكوفيد، ما يعني أن العدوى لا تتجاوز أبدًا خط الدفاع الأول للجسم، ومع ذلك لم يكونوا محصنين تمامًا، إذ تمت متابعة المتطوعين بعد الدراسة وأصيب بعضهم لاحقًا بكوفيد في المجتمع.

وفي الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم لفترة وجيزة، سجل العلماء أيضًا استجابة مناعية سريعة في خلايا الأنف، خلال يوم من التعرض، واستجابة مناعية أبطأ في خلايا الدم، وعلى النقيض من ذلك، فإن أولئك الذين أصيبوا بالعدوى الكاملة كانت لديهم استجابة أنفية أبطأ بكثير، بدءًا من خمسة أيام في المتوسط ​​بعد التعرض، ما سمح للفيروس بترسيخ نفسه.

وقال الفريق إن النتائج يمكن أن توفر أساسًا لتطوير علاجات ولقاحات أكثر فعالية تحاكي الاستجابات الوقائية المثلى.