ما الرابط بين المصريين القدماء ونهر النيل فى عيد الملاك ميخائيل؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بذكرى عيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي إنه فى مثل هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار رئيس جند السماء الملاك الجليل ميخائيل الشفيع في جنس البشر الذي ظهر ليشوع بن نون وقال له "أنا رئيس جند الله" . وعضده وحطم العمالقة وأسقط مدينة أريحا في يده وأوقف له الشمس. شفاعته تكون معنا .. آمين.
كان الوثنيون بالإسكندرية يعبدون الصنم زحل صاحب التمثال الذي بنته كليوباترا في اليوم الثاني عشر من شهر بؤونة، وفي أيام الملك قسطنطين أخذ البابا ألكسندروس في وعظ الجميع مظهرًا لهم خطأ عبادة الأوثان التي لا تعقل ولا تتحرك وخطأ تقديم الذبائح لها . ثم حول هيكل هذا الصنم إلى كنيسة باسم الملاك ميخائيل بعد أن حطم التمثال، وطلب منهم أن يذبحوا الذبائح لله الحي ويوزعوها على الفقراء الذين دعاهم إخوته حتى يكسبوا بذلك شفاعة الملاك ميخائيل. وكانت هذه الكنيسة تسمي وقتئذ بكنيسة القيسارية.
وقد قيل إن هذا العيد أيضًا أخذ عن المصريين القدماء الذين كانوا يعتقدون أن زيادة النيل تبتدئ في الليلة الثانية عشرة من شهر بؤونة (نزول النقطة) أي دمعة إيزيس آلهة الخصب والنماء وهي الدمعة التي أراقتها حزنًا على زوجها أوزوريس إله الخير الذي قتله "تيفون" إله الشر.
وقد استبدل هذا العيد في المسيحية بعيد رئيس الملائكة ميخائيل.
كما يحيي الأقباط ذكرى القديسة أوفيمية وكانت زوجة لرجل يتقي الله ويعمل صدقات كثيرة. وكان يهتم بثلاثة أعياد كل شهر وهي تذكار الملاك ميخائيل في الثاني عشر، وتذكار والدة الإله في الحادي والعشرين، وتذكار الميلاد المجيد في التاسع والعشرين. ولما دنت ساعة وفاته أوصى زوجته بحفظ هذه العادة وألا تقطع عمل الصدقات خصوصا في الأعياد الثلاثة فأحضرت صورة الملاك ميخائيل، وبعد وفاة زوجها ثابرت على تنفيذ وصيته، فحسدها الشيطان وأتاها في شكل راهب، وجعل يحدثها ويؤكد لها أنه مشفق عليها ثم أشار عليها أن تتزوج لترزق أولادًا وأن تكف عن عمل الصدقات لئلا ينفد مالها، وقال لها إن زوجك قد نال الملكوت فلا يحتاج إلى صدقة فأجابته قائلة إنني قطعت مع نفسي عهدًا بألا التصق برجل بعد زوجي وزادت بقولها إذا كانت الطيور كاليمام والغربان لا تعرف ذكرًا آخر بعد الأول، فأولي بالبشر الذين خلقوا في صورة الله ومثاله أن يكونوا هكذا، فتركها الشيطان غاضبًا.
ولما أتي يوم عيد الملاك وقد جهزت كل ما يلزم كعادتها ظهر لها الشيطان في زي ملاك وأعطاها السلام قائلًا إن الملاك ميخائيل أرسله إليها يأمرها أن تترك الصدقات وتتزوج برجل مؤمن، ثم قال لها إن امرأة بدون رجل كسفينة بغير رئيس وصار يورد لها من الكتاب المقدس أدلة عن إبراهيم وإسحق ويعقوب وداود وغيرهم ممن تزوجوا وأرضوا الله فأجابته قائلة إن كنت ملاك الله فأين الصليب علامة جنديتك لأن جندي الملك لا يخرج إلى مكان إلا ومعه هذه العلامة؟. فلما سمع منها هذا الكلام عاد إلى شكله الأول ووثب عليها يريد خنقها، فاستغاثت بالملاك ميخائيل صاحب العيد فخلصها في الحال ثم قال لها هيا رتبي أمورك لأنك في هذا اليوم تنتقلين من هذا العالم وقد أعد لك الرب ما لم تره عين ولا سمعت به أذن ولم يخطر على قلب بشر وأعطاها السلام وصعد إلى السماء.
أما القديسة فإنها بعد انتهاء العيد استدعت إليها الأب الأسقف والكهنة وسلمت لهم أموالها لتوزيعها على المحتاجين ثم تنيحت بسلام.