رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زين عبدالهادي: العيد في الستينيات ببلدة نائية كان السحر بأكمله

زين عبد الهادي
زين عبد الهادي

حول ذكرياته في عيد الأضحى، تحدث الدكتور زين عبد الهادي، أستاذ علم المعلومات وتاريخ المعرفة والروائي، عن “حارة العيد” وكيف كان يتجمع الأهل والمعارف والأصحاب في بورسعيد، وهي محافظته، خلال الأعياد.

العيد في الستينيات وفي بلدة نائية عن القاهرة المركز كان سحرا بأكمله

واستهل “عبد الهادي”، في تصريحات خاصة لــ“الدستور” حديثه عن ذكريات عيد الأضحى بالقول: "ربما تمثل صورتي الذهنية عن العيد احتفالا كرنفاليا، شاملا، كانت بورسعيد تخرج إلى حارة العيد عن بكرة أبيها، أمهاتنا وآبائنا وجداتنا وجدودنا، في هذه الحارة التي كانت عبارة عن منطقة شبه صحراوية تمتد أمام بحيرة نطلق عليها “الكنال الداخلي”.

وهي بحيرة تم تجفيفها في السبعينات والثمانينيات وتم البناء عليها وضاع تنوع حيواني بحري وآلاف من أنواع الطيور التي كانت تهاجر إليها- وهي عادة مازالنا نقوم بها للآن دون أدنى فكرة لدى الناس عن التخريب الذي يتم في البيئة الطبيعية- المهم أن حارة العيد كانت مفهوما مختلفا عن أي حارة عيد أخرى في قرى مصر لأنها كانت مفهوما صنع خصيصا لبلدة تتمتع بالكوزموبوليتانية، أي مدينة كبيرة ذات طابع معماري غربي وشرقي معا، يقطنها كثير من الأوروبيين.

العيدية كانت تفتح أبواب المسارح والتياتروهات

يضيف “عبد الهادي” مستعيدا ذكريات عيد الأضحى: “كان هناك الرجل الإيطالي الذي يركض بدراجة نارية داخل قفص من الخشب لكنه يشبه الكرة، بينما نراه داخل القفص ونحن داخل مسرح مغلق يمتلئ بنا ونحن نصرخ فرحا مع كل حركة إعجازية يأتي بها إلى أن ينتهي العرض وهو تقريبا يسير بالدراجة في سقف القفص الدائري وهو مقلوب رأسا على عقب، كان ذلك يبدو سحرا مابعده سحر”.

تابع: “كانت السينما واجبا يوميا في العيد في كل سينمات بورسعيد وكان البورسعيدية يعشقون السينما ويعتبرونها ضرورة من ضرورات الحباة، وكان جارنا اليوناني يفتح لنا بيته لنتفرج على أفلام تعرض على الحائط بآلة عرض 8 مللي”.

يضيف صاحب “الحرب في الشرق” عن ذكريات عيد الأضحي:  “كانت العيدية على صغرها تفتح لنا أبواب المسارح والتياتروهات وأماكن عروض السحرة والمراجيح الضخمة التي كانت بحجم مراكب خشبية صغيرة، وأماكن إطلاق بنادق الرش، ومقلدي المطربين الكبار والراقصات النور ــ الغجر ــ  كانت بورسعيد لاتنام تقريبا، كانت الطفولة أقرب لألف ليلة وليلة منها إلى الحياة المعاصرة، كانت بعض التياتروهات مصممة على الطراز الشرقي بقباب ومآذن ملونة أقرب لحكايا علاء الدين والمصباح السحري وفي كل ركن فيها كنا نجد علاء الدين ومصباحه وما زالت للآن تتردد صيحات الدهشة في أذني”.