رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجريمة الكبرى.. مدير هيئة إنقاذ الطفولة بمصر: أطفال غزة يموتون من الجوع والمرض بأعلى وتيرة (حوار)

ماتيو كابروتى
ماتيو كابروتى

أكد ماتيو كابروتى، مدير هيئة إنقاذ الطفولة بمصر «save the Children»، أن أطفال غزة، ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع فى ٧ أكتوبر الماضى، يموتون من الجوع والمرض بأعلى وتيرة شهدها العالم على الإطلاق، مشيرًا إلى أن أكثر من ١٤ ألف طفل قد قتلوا و١٠ آلاف تيتموا و١٧ ألفًا انفصلوا عن ذويهم، فيما لا يمكن تقدير أعداد المختفين والمفقودين.

وأوضح «كابروتى»، خلال حديثه لـ«الدستور»، أن أطفال القطاع يعانون من أذى عقلى لا يمكن تصوره من جراء العنف والإصابات وفقدان عائلاتهم، خاصة بعدما تعرض نظام الرعاية الصحية فى غزة للتدمير، حتى إن ٩ مستشفيات فقط من أصل ٣٦ مستشفى بغزة ما زالت تعمل جزئيًا، وجميعها يواجه نقصًا حادًا فى كل شىء، بعدما شنت إسرائيل ٨٩٠ هجومًا على المرافق الصحية منذ ٧ أكتوبر: ٤٤٣ فى القطاع و٤٤٧ فى الضفة.

■ كيف تصف الوضع الصحى والإنسانى فى غزة حاليًا؟

- يتعرض نظام الرعاية الصحية فى غزة للتدمير، وتكافح المستشفيات من أجل العمل فى ظل الأعمال العدائية المستمرة، وهناك عدد كبير من المرضى يحتاج إلى الدعم، فى ظل نقص الإمدادات الطبية الأساسية والوقود. ونقص الوقود وصعوبة الوصول إلى المناطق يجعلان من الصعب تدوير النفايات بشكل صحيح، هذا بالإضافة إلى أن الحرارة تزيد من خطر حدوث مشاكل صحية وأمراض معدية.

■ ما تأثير ما يحدث على أطفال القطاع؟

- يموت كثير من الأطفال حديثى الولادة بسبب نقص الرعاية الصحية وسط القتال المستمر والتفجيرات والنزوح والولادات المبكرة الناجمة عن الإجهاد، وندرة الإمدادات والأدوية والكهرباء تعنى أن العديد من الأطفال حديثى الولادة المبتسرين يضطرون إلى مشاركة حاضنة واحدة. وإلى جانب ذلك، فإن الصحة العقلية للأطفال فى غزة يتم دفعها إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحصار والقصف المتواصل، فقد عانوا من أذى عقلى لا يمكن تصوره من جراء العنف والإصابات الجسدية الخطيرة، بما فى ذلك فقدان أجزاء من الجسم، فضلًا عن فقدان عائلاتهم ومنازلهم ومدارسهم. وتشهد غزة حاليًا أسوأ مستوى من سوء التغذية لدى الأطفال فى جميع أنحاء العالم، ويموت الأطفال بسبب الجوع والمرض بأعلى وتيرة شهدها العالم على الإطلاق منذ أن بدأت السجلات، وسوف تستمر الأمور على نفس المسار ما لم تدخل المساعدات الإنسانية. وحاليًا، لا تحصل النساء الحوامل على التغذية والرعاية الصحية التى يحتجن إليها، ما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، ويزيد من مخاطر الوفاة أثناء الولادة. والمجاعة الآن وشيكة فى غزة، ويتعرض جميع الأطفال فى القطاع، والبالغ عددهم ١.١ مليون طفل، لخطر المجاعة، مع تدمير الحرب إنتاج الغذاء وسبل العيش، واستمرار منع شاحنات المساعدات الغذائية من الدخول.

وفى شهر يونيو الجارى، تجاوزنا الآن التوقعات الحاسمة التى وضعها المركز الدولى للطفولة، والتى حذرت من أن الأطفال والأسر فى شمال غزة معرضون لخطر المجاعة بحلول نهاية شهر مايو.

■ هل يعنى ذلك أن الأوضاع ستزداد سوءًا مع إعلان المجاعة؟

- سواء تم إعلان المجاعة أم لا فقد فات الأوان بالنسبة للأطفال الذين ماتوا بالفعل، أو أولئك الذين سيموتون قريبًا من الجوع والمرض، أو أولئك الذين سيواجهون آثارًا مدى الحياة بسبب سوء التغذية المطول، ولا ينبغى لنا أن ننتظر إعلانًا لكى نتحرك، لأن أى استخدام للتجويع كوسيلة من وسائل الحرب محظور تمامًا بموجب القانون الدولى، وستكون له عواقب مميتة على الأطفال.

بالإضافة إلى أن توفير المزيد من المواد الغذائية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لا يكفى لكى يتعافوا، فهم يحتاجون إلى تدخل طبى عاجل ومتخصص لإنقاذ حياتهم، ويجب على الحكومة الإسرائيلية أن تسمح للمعدات الطبية والإمدادات والفرق والأدوية المنقذة للحياة بالدخول إلى قطاع غزة، لمنع مقتل المزيد من الأطفال بسبب سوء التغذية والمرض.

ويشهد أطباء الأطفال لدينا حاليًا حالات التهابات الجهاز التنفسى الحادة، والتهاب المعدة والأمعاء الحاد، وحالات سوء التغذية، والجرب، والتهاب الكبد الوبائى أ، وتمثل مشاكل الأطفال المزمنة تحديًا كبيرًا، فكل شىء متوقف مؤقتًا، بما فى ذلك العمليات العادية، لأن المساعدة التى يحتاجها الأطفال بشكل أساسى لا تصل إليهم. وتؤدى الحرارة الشديدة إلى تفاقم الأزمة، خاصة بالنسبة للنازحين البالغ عددهم ١.٧ مليون شخص، والذين يعيشون فى ملاجئ مؤقتة، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة لما بين ٥٠ و٦٠ درجة مئوية.

■ ما حجم الخسائر والوفيات بين أطفال القطاع بسبب الحرب؟

- منذ هجمات ٧ أكتوبر على إسرائيل والحرب التى أعقبتها على غزة، قُتل أطفال، ودمرت حياتهم وطفولتهم، وتحطمت أسرهم.

وتشير أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة فى غزة إلى أن أكثر من ١٤٫١٠٠ طفل من أصل ١.١ مليون طفل فى غزة، أو أكثر من ١٪ من إجمالى عدد الأطفال، قد قُتلوا، وقد تيتم أكثر من ١٠ آلاف طفل، وتُرك ما لا يقل عن ١٧ ألفًا دون مرافق، أو تركوا منفصلين عن ذويهم.

وخلال الحرب، يُقتل الأطفال بمعدل مدمر، ويتم القضاء على عائلات بأكملها، ويُترك عدد متزايد من الأشخاص، بمن فى ذلك الأطفال، دون أفراد من أسرهم على قيد الحياة، ويعانى الأطفال أيضًا من إصابات جسدية، مع عدم توافر خيار كبير للحصول على الرعاية الطبية أو العلاج.

وآلاف الأطفال مفقودون فى غزة، وهؤلاء الأطفال اختفوا لأنهم إما محتجزون وتم نقلهم قسرًا إلى إسرائيل، أو لعدم إمكانية الوصول إلى جثثهم تحت الأنقاض، أو لتعرضهم لأضرار جعلت من غير الممكن التعرف عليهم بسبب الأسلحة المتفجرة، أو لأنهم فى مقابر مجهولة أو جماعية، أو لأنه تم فقدهم فى فوضى الحرب، ما يعنى أنه لا توجد طريقة لمعرفة العدد الحقيقى للأطفال المفقودين.

وكان لاستخدام القوات الإسرائيلية الأسلحة المتفجرة الملقاة جوًا، إلى جانب كثافة ووتيرة استخدامها فى المناطق المكتظة بالسكان فى غزة، عواقب وخيمة على الفلسطينيين، خاصة الأطفال، ذوى القامة الأصغر والبنية الجسدية الأضعف، فهم أكثر عرضة للوفاة بسبب الانفجارات بنحو سبع مرات مقارنة بالبالغين.

وهذا الأمر شائع جدًا، لدرجة أنه حتى أبريل الماضى كانت ٧٥٪ من حالات الأطفال التى عالجتها منظمة إنقاذ الطفولة فى مستشفى ميدانى مرتبطة بإصابات الانفجار. وفى غزة المدمرة، يكافح الآلاف من الأطفال مبتورى الأطراف والأطفال المصابين من أجل التعافى دون مسكنات الألم الكافية والأجهزة مثل الكراسى المتحركة.

■ ما الجهود التى تبذلها المنظمة لإنقاذ ومساعدة الأطفال المتضررين فى القطاع؟

- وسط ظروف صعبة للغاية، يعمل فريقنا فى الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها غزة، على مدار الساعة، لإيجاد طرق لتوصيل المساعدات للأطفال، وبينما نبذل كل ما فى وسعنا لدعمهم- بما فى ذلك توفير المأوى والمساعدات والإمدادات الأساسية- فإن ما نحتاج إليه حقًا لضمان سلامتهم هو وقف إطلاق النار النهائى الآن، وهو ما كنا نطالب به منذ أشهر.

وتقدم منظمة إنقاذ الطفولة خدماتها للأطفال الفلسطينيين منذ عام ١٩٥٣، ولدينا تواجد دائم فى الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام ١٩٧٣، مع ١٢٤ موظفًا، من بينهم ٧٧ موظفًا حاليًا فى غزة، ونحن نعمل مع ٣٣ منظمة شريكة.

ويواصل المكتب القطرى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة توسيع نطاق استجابته بشكل هادف، لكن الظروف الحالية لا تسهل الاستجابة الإنسانية الضرورية.

واعتبارًا من ٥ يونيو الجارى، وصلت منظمة إنقاذ الطفولة إلى أكثر من ٧٩٩ ألفًا و١٠ أشخاص، بمن فيهم أكثر من ٣٩٦ ألفًا و١٨١ طفلًا فى المجموع، منهم ١٩٤ ألفًا و٨٤ فتاة، و٢٠٢ ألف و٩٧ فتى، ويشمل ذلك أكثر من ٧٧٩ ألف شخص فى قطاع غزة، منهم ٣٨٥ ألفًا و٤١٥ طفلًا، و١٩ ألفًا و٦٣٤ شخصًا فى الضفة الغربية، منهم ١٠ آلاف و٧٦٦ طفلًا.

وقد قمنا بتوزيع أكثر من ٢٧٤.٧٦٧ زجاجة مياه، و١١٢.٠٧٠ مجموعة أدوات نظافة شخصية، و٧٢٧٦ مجموعة كرامة، و٣.٩٤٨ مجموعة مأوى شتوى، و١٠٤.٥٦٧ سلة غذائية، و٤.٤٠٠ مجموعة أدوات تعليمية، و١٤.٥٤٨ مجموعة ترفيهية، و١.٨١١ مجموعة أطفال، و٢.٢٨٠ بطانية، و١١.٢٦٩ مادة غير غذائية، و٢.٨٥٨ قسيمة، و٤٠ ألف مجموعة أدوات نظافة عائلية، و٣٩ مجموعة أدوات المياه والصرف الصحى، كما وصلنا إلى أكثر من ١٥.٨ ألف أسرة بالمساعدة النقدية.

وتعمل فرقنا على مدار الساعة لإيصال الإمدادات الحيوية للعائلات فى غزة، مثل مياه الشرب، والغذاء، ومنتجات النظافة، وفرش الأسنان، والبطانيات، وأدوات التعليم، ومستلزمات المأوى، والألعاب.

ويواصل شركاؤنا المحليون داخل غزة توزيع هذه الإمدادات عبر الملاجئ وعلى الأسر، بينما نقوم باستكشاف الخيارات للوصول إلى المزيد من الأطفال والأسر من خلال التسليم المباشر. ونحن نقدم الدعم فى مجال الصحة العقلية والدعم النفسى والاجتماعى للأطفال وأسرهم، ونقدم الأموال النقدية للعائلات لمساعدتهم على شراء الضروريات. وفى الأشهر الأولى من الحرب كان التركيز على المواد غير الغذائية ثم آلية توزيع المواد الغذائية، مع دعم الشركاء لشراء المواد من الأسواق المحلية فى غزة، بالتوازى مع إنشاء مركز لسلسلة التوريد فى القاهرة، لتسهيل شراء مواد الإغاثة الأساسية من مصر لتسافر إلى غزة عبر رفح.

■ ما أهم الأهداف التى تعملون على تحقيقها حاليًا فى ظل استمرار الحرب؟

- وحدة الطوارئ الصحية التابعة لنا فى غزة تعمل على دعم الرعاية الصحية للأطفال، وإنشاء وتقديم خدمات صحة الأم فى المستشفى الميدانى البريطانى- المتوسطى، فى منطقة المواصى، مع إنشاء وتشغيل عيادة الرعاية الصحية الأولية فى دير البلح. ويقوم طاقم طب الأطفال بمعالجة الأطفال الذين يعانون من إصابات طفيفة والأطفال المصابين بأمراض خطيرة وحديثى الولادة، كما يقوم أيضًا بالتوعية فى العيادات المتنقلة فى المناطق التى لا تستطيع الوصول إلى الخدمات بسهولة، بما فى ذلك وادى غزة.

ويقدم الفريق أيضًا التوجيه والتدريس غير الرسمى للأطباء والممرضات حسب الحاجة، ويشمل ذلك التدريب على إدارة السوائل للأطفال الذين يعانون من الجفاف، والتدريب على الفرز، واستخلاص المعلومات عن المرضى لتحسين الرعاية.

وتعمل وحدة الطوارئ الصحية أيضًا مع طاقم القابلات من إحدى المنظمات الشريكة لإنشاء جناح الولادة وما بعد الولادة، بما فى ذلك شراء المعدات اللازمة، وتوظيف القابلات والأطباء بوحدة الأمومة، وتوفير الرعاية السابقة للولادة وبعدها للأمهات فى العيادات. وقد وصلت المنظمة إلى ٣.٢٣٧ شخص، من بينهم ١.٧٧٨ طفل. وفى عيادة الرعاية الصحية الأولية فى دير البلح تلقى ١.٢٦٠ طفل وبالغ خدمات الرعاية الصحية الأولية، وفى وحدة الولادة فى المواصى قمنا بتوليد ٢٨ امرأة وعالجنا ٩٣٥ طفلًا وبالغًا. 

■ كيف يتم التنسيق بين المنظمة والحكومة المصرية لمساعدة الأطفال فى غزة؟

- نعمل، بالتنسيق الوثيق مع الهلال الأحمر المصرى، على شراء وإرسال مواد الإغاثة إلى غزة، وحتى الآن مرّت المواد التى تم شراؤها فى مصر بشكل متقطع عبر معبر رفح واستلمتها «أونروا».

وقامت منظمة إنقاذ الطفولة بشراء وإرسال الإمدادات الطبية، بما فى ذلك المعدات الشخصية ومواد التعقيم، ونحو ٦٨٤.٥٠٤ لتر من المياه، و٦.٠٠٠ مجموعة كرامة، و٣.٤٣٤ مجموعة أدوات للأطفال، و٦٠٠٠ مجموعة أدوات نظافة عائلية، و١٩.٠٥٧ طرد غذائى، و٣.٠٥٠ مجموعة مفروشات، و١.٤١٦ مجموعة مأوى، و٨٤٠٠ ملابس أطفال. ورغم أن كل قطعة من المساعدات التى تصل إلى العائلات فى غزة مهمة، إلا أن معدل التسليم ليس قريبًا من الكفاية، فمن أجل استجابة إنسانية تلبى الاحتياجات نحتاج إلى وقود كافٍ ووقف نهائى لإطلاق النار الآن.

■ مَن هم أبرز المتبرعين للمنظمة؟

- تجمع منظمة إنقاذ الطفولة الأموال من مختلف الحكومات والمؤسسات والجهات المانحة الخاصة فى جميع أنحاء العالم، وقد جمعت المنظمة ما يقل قليلًا عن ٤٠ مليون دولار للاستجابة فى الأرض الفلسطينية المحتلة ومصر ولبنان، من أصل ٩٠ مليون دولار من المستهدف.

ويشمل ذلك أكثر من ٣٤ مليون دولار للاستجابة فى غزة والضفة الغربية، و٢.٢ مليون دولار للعمل فى مصر، و٢.٦ مليون دولار للاستجابة فى لبنان.

وحتى الآن قدم صندوق الطوارئ للأطفال ما يزيد على ١٦ مليون دولار للفرق فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأكثر من ٨٥٠ ألف دولار للفرق فى مصر، و١.٨ مليون دولار للفرق فى لبنان.

■ ما مدى تضرر المرافق الصحية فى القطاع؟

- يتعرض نظام الرعاية الصحية فى غزة للتدمير، وتكافح المستشفيات من أجل العمل فى ظل الأعمال العدائية المستمرة، والعدد الكبير من المرضى الذين يحتاجون إلى الدعم، مع نقص الإمدادات الطبية الأساسية والوقود. ويسبب نقص الوقود مشاكل للخدمات الصحية، وكذلك يؤدى لصعوبة الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحى والنظافة، وقد تعطلت بشدة عملية تسليم الإمدادات الطبية الحيوية إلى المستشفيات الواقعة داخل ما يسمى «المنطقة الإنسانية»، وتواجه المرافق التى تحافظ على بعض مستويات الأداء الوظيفى نقصًا متزايدًا فى الإمدادات الطبية الأساسية، حتى إنها اضطرت إلى تقنين استهلاك الوقود، كما أن القيود المفروضة على دخول الخيام ومعدات البناء إلى غزة تحد من القدرة على إنشاء مرافق صحية مؤقتة جديدة. ووفقًا لوزارة الصحة فإن ٩ فقط من مستشفيات غزة، البالغ عددها ٣٦ مستشفى، تعمل بشكل جزئى، وجميعها يواجه نقصًا حادًا فى كل شىء.