رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد على إبراهيم يستعيد ذكريات عيد الأضحى مع "الدندى" والأفلام الهندى

محمد على إبراهيم
محمد على إبراهيم

يستعيد الكاتب الروائي محمد علي إبراهيم ذكريات الطفولة المتعلقة بالأعياد خاصة عيد الأضحى.

وتحدث "إبراهيم"، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، عن المقولة الشهيرة للآباء والأمهات في هذا العيد، حين يمتنعون عن منح العيدية والملابس الجديدة بحجة أن عيد الأضحي هو "عيد لحمة".

أمى "بثينة" كانت تخشى ذبح الطير

وأشار: "كل مرحلة عمرية ولها ذكرياتها التي تخصها، تظل بثينة- أمي- حاضرة في كل الحياة حتى في غيابها، وأنا في مرحلة الطفولة، تبدأ طقوس عيد الأضحى قبل بدايته بعدة أيام، كنت أذهب أنا وبثينة معًا، ثم كنت أفعلها وحدي بعد خبرة تجاوزت عامين، أذهب إلى عم فهمي الجزار وأشتري كيلو كبد بقري طازج، ثم أذهب إلى الحاج علي الفرارجي في السوق الفوقاني في مدينة قنا، أشتري الديك الرومي".

وتابع: وكان طقسًا سنويًا قبل العيد مباشرة، أشعر بالزهو وأنا أحمل الديك الرومي بعد أن قام الحاج علي بـ"تكتيفه" جيدًا، آخذ الحنطور حتى المنزل، بثينة كانت تؤدي كل أعمال المنزل ما عدا ثلاثة أشياء: فتح علب الصلصة وصنع القهوة وذبح الطير، هنا يأتي دور جارتنا الطيبة "أم أيمن"، تقوم بذبح الدندي، وكنت أساعدها في الإمساك برقبته.

 

ويلفت “إبراهيم” إلي أن : ليلة العيد مخصصة للنقاش السنوي:

  • ده عيد لحمة
  • برضه لازم عيدية

أبي وأنا بعد صلاة العيد نذهب مباشرة إلى منزل عمو محمد متولي وطنط عزة، نجلس بعض الوقت، نرجع إلى المنزل لتستقبلنا رائحة الكبد والبطاطس المحمرة، نأكل الساندويتشات، لم يكن لدينا سوى القناتين الأولى والثانية، أبدأ أنا وهالة ومنار في حصد العيديات، بينما تبدأ بثينة في تجهيز الفتة بالخل والثوم، حزين كل من لم يأكل الفتة التي تصنعها بثينة، وداخل حلة ألومنيوم ضخمة تتم تسوية المرحوم الديك الرومي أفندي.

واستطرد صاحب “ليلى وفرانز” في حديث ذكريات عيد الأضحي: اليوم عيد؛ لذا يكافئنا التليفزيون باليوم المفتوح والأغاني، وهناك مسرحيات ننتظر عرضها سنويًا: المتزوجون وهالو شلبي وموسيقى في الحي الشرقي، قبل موعد الغذاء يصل عمو صلاح الإسكندراني، يأكل معنا الديك الرومي والفتة وهو يقول لأمي "مفيش حاجة خمرانة؟"، يقصد بها الكعك والبسبوسة، أركب معه الموتوسيكل السوزوكي الأحمر، أذهب إلى نادي البريد للعب تنس الطاولة، ولا بد من مشاهدة الفيلم الهندي في سينما ومسرح قنا.

وواصل: بعد العيد كنت أذهب مع منار إلى دار المعارف، نشتري بما تبقى من نقود العيدية قصص المغامرون الخمسة والمكتبة الخضراء، هالة تحب صرف نقودها على "التوك" والإكسسوارات البناتي.

واختتم: ربما كانت أيام بلا متع كبيرة ولا ميديا صاخبة، لكنها الأيام التي كونتنا، وارتبطنا بكل تفاصيلها، فرصة لنستدرج أسماء الراحلين، حتى يعرف “مروان” من الذي صنع أباه.