رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"واشنطن بوست": ليس أمام سكان غزة أي مخرج بعد إغلاق معبر رفح من قبل إسرائيل

الاوضاع فى غزة -
الاوضاع فى غزة - صورة تعبيرية

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم السبت أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية وإغلاق المعبر الرئيسي هناك، قد بدد أي أمل للمدنيين الفلسطينيين المرضى والجرحى في الهروب، فليس أمام سكان غزة أي مخرج الآن.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته بهذا الشأن أنه لم يكن أمام الفلسطينيين في غزة سوى فرصة ضئيلة للهروب من الحرب ثم جاءت سيطرة إسرائيل على معبر رفح الحدودي الشهر الماضي، مما أدى إلى إغلاق المخرج الأخير المتبقي.

وأضافت أن الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل يجرون محادثات لإعادة فتح المعبر – وهو أمر حيوي أيضًا لإيصال المساعدات إلى القطاع – ومع ذلك ليس هناك أي تقدم يذكر بشأن هذه المسألة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية، بدد أي أمل في الهروب لبقية المدنيين المرضى والجرحى في غزة، مع انهيار النظام الصحي وتحذير الأمم المتحدة من أن أكثر من مليون شخص قد يواجهون المجاعة بحلول منتصف الشهر المقبل.

حكم بالإعدام


وتابعت الصحيفة أنه بالنسبة للبعض، كان إغلاق الحدود بالفعل بمثابة حكم بالإعدام حيث تم تشخيص إصابة فداء غانم، 44 عامًا، بسرطان الغدد الليمفاوية في أواخر فبراير الماضي، وكانت هي وزوجها ماهر، 46 عامًا، قد أرجعا في البداية فقدان وزنهما إلى ضغوط الحرب ونقص الغذاء.

وقال ماهر إن العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي الذي تحتاجه فداء لم يكن متوفرًا في غزة، لذا أحالها الأطباء لتلقي العلاج الطبي في الخارج. وبحلول منتصف مارس الماضي، حصل على دعم مالي من وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله لتلقي العلاج في مصر، وفقًا لوثيقة شاركتها العائلة مع الصحيفة.

وكان اسم فداء مدرجا على قائمة المغادرة المعتمدة ليوم 7 مايو الماضي، بعد يوم من دخول الدبابات الإسرائيلية إلى رفح واستيلائها على المعبر حيث قال ماهر: "حرمت زوجتي من السفر وتلقي العلاج اللازم، لتتوفى في 4 يونيو الجاري وتترك خمسة أطفال."

وقدرت منظمة الصحة العالمية في 7 يونيو الجاري أن 14 ألف شخص في غزة بحاجة إلى الإجلاء لتلقي العلاج الطبي. ولم تستجب وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوكالة الإسرائيلية التي تتحكم في الحركة داخل وخارج القطاع، على الفور لطلب التعليق على قضية فداء، أو على ما إذا كانت تخطط لتوفير طريق خروج بديل للمرضى والجرحى الفلسطينيين الآخرين.

وقُتل أكثر من 37 ألف شخص وجُرح ما يقرب من 85 ألفًا خلال ثمانية أشهر من الحرب، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين ولكنها تقول إن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.

وحتى عندما كان معبر رفح مفتوحا، كان من الصعب الحصول على تصاريح العبور حيث تلقت إسرائيل حتى 14 مايوالماضي 12،760 طلبًا لفلسطينيين للمغادرة لتلقي العلاج الطبي، ووافقت على 5،857 طلبًا، أو 46 بالمئة.

ووفقًا لأرقام منظمة الصحة العالمية، فإن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و60 عامًا هم الأكثر احتمالًا لرفض طلباتهم. وكان عبد الله أبو صبيح، 40 عامًا، من بين الذين لم يتمكنوا من المغادرة حيث قال للصحيفة عبر الهاتف إنه أصيب بالشلل في مارس الماضي، عندما أصابت رصاصة قناص عموده الفقري بينما كان ينتشل جثث أقاربه القتلى من تحت أنقاض غارة جوية في جنوب غزة. 

وأضاف إنه حصل على إحالة طبية من مستشفى الهيئة الطبية الدولية في خان يونس، وكان يأمل في السفر في منتصف أبريل الماضي، لكن اسمه لم يظهر قط في قائمة الأشخاص الذين تمت الموافقة على عبورهم عبر رفح.

ولم يرد مكتب تنسيق الأنشطة الحكومية في المناطق على الأسئلة المتعلقة بقضية أبو صبيح، ومنذ ذلك الحين، ظل الأب لثلاثة أطفال محتجزًا في مستشفى ميداني في الجنوب.

ولفتت الصحيفة إلى أن معبر رفح كان بمثابة مخرج للمدنيين اليائسين، حتى أولئك الذين لا يعانون من حالات طبية خطيرة حيث غادر حتى إبريل الماضي حوالي 100 ألف فلسطيني غزة إلى مصر، بحسب دياب اللوح، سفير السلطة الفلسطينية في القاهرة.