رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

28 يونيو.. ندوة لمناقشة رواية “نساء المحمودية” يستضيفها صالون مي مختار الثقافي

رواية نساء المحمودية
رواية نساء المحمودية

يحل الكاتب منير عتيبة في ضيافة صالون الشاعرة الكاتبة مي مختار الثقافي، في لقاء جديد من لقاءات الصالون، ومناقشة لروايته نساء المحمودية … التاريخ السري لخورشيد في 200 عام.

نساء المحمودية في صالون مي مختار

ففي الواحدة من بعد ظهر يوم الجمعة الموافق 28 يونيو الجاري، يعقد صالون مي مختار الثقافي، لقاءً لمناقشة رواية الكاتب الناقد منير عتيبة، والصادرة العام الماضي 2023، عن دار بيت الحكمة للثقافة، تحت عنوان "نساء المحمودية.

ويتناول الرواية بالنقد والنقاش والتحليل كلا من: الناقد دكتور هيثم الحاج علي، أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب السابق ــ  الكاتبة دكتورة انتصار محمد، أستاذ التاريخ الحديث ــ الكاتبة الروائية الكبيرة سلوي بكر ــ الكاتبة مني ماهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب. ويدير اللقاء الكاتب دكتور زين عبد الهادي، أستاذ علم المعلومات وتاريخ المعرفة.

وتتناول رواية “نساء المحمودية”، التاريخ المجهول والذي يتأرجح بين الخيال والحقيقة، لمنطقة ريفية منعزلة في ضواحي مدينة الإسكندرية خلال 200 عام من سنة 1820 وحتي سنة 2020. تحديدا منذ حفر ترعة المحمودية حتى افتتاح محور المحمودية الجديد. من خلال حكايات أربع نساء هن “رضوى، سنية، عائدة، صباح”.

تعيش كل منهن في عصر مختلف، وتمر بحكايات يختلط فيها الواقعي بالغرائبي، والتاريخي الاجتماعي بالنفسي، ويلتقين على حائط الزمن من خلال تجاور العوالم المتوازية التي تستطيع رضوى أن تخترقها فترى حكاياتهن جميعًا، وكيف تتشابه وتتداخل وتؤثر في بعضها البعض برغم اختلاف الأزمنة، إلا أن المكان الذي يتغير ببطء أحيانًا، وبسرعة رهيبة في أحيان أخرى، هو الذي يحمل كل هذه الأزمنة والحكايات على عاتقه. 

في رواية “نساء المحمودية”، يصبح المتخيل هو التاريخ، والتاريخ خيال يحتاج إلى إعادة مساءلة، وإعادة اكتشاف مساراته المرعبة التي وأدت الأحلام الكبيرة، وأودت بالآمال الصغيرة للشخصيات. في هذه الرواية؛ تصبح سنية أكثر حضورًا من محمد علي باشا، وصباح أكثر فعالية من جمال عبد الناصر، وأغنية أم كلثوم عن السلام أكثر وجعًا عندما تستمع إليها في إطار الفقد.


ومن أجواء رواية “نساء المحمودية” نقرأ:

"أمطرت السماء رؤوس دواجن. فوجئ من يقفون أمام الورشة بها تتساقط فوقهم، شعروا بالفزع، وأخذوا يجرون على غير هدى، فيصطدمون ببعضهم البعض، رؤوس دجاج لا تزال تصدر نقنقات عالية، رؤوس بط تلمع عيونها بالفزع، رؤوس أوز تبدو وكأنها ستعض من تسقط عليه، سقط بعضها على رأس صاحب عربة كارو فقفز إلى أعلى، وأبعدها بيده، وأخذ يجري كالمجنون حتى ألقى بنفسه في ترعة المحمودية، سقطت بعض الرؤوس في نار الكير فتصاعدت رائحة احتراقها تزكم الجو، سقطت بعض قطرات دم على رأس عادل فأخذ يفرك رأسه بعنف وخوف، خرج رجل كان في مبولة الورشة، ذيل جلبابه في فمه، ولم ينتبه لرفع بنطاله، وأخذ يجري وقطرات البول تتساقط من عضوه، من حاول أن يرفع رأسه لأعلى ليفهم ما يحدث سقطت في عينيه قطرات دم، وعلى وجهه رؤوس دواجن، فصرخ وقد ظن أنه أصيب بالعمى، لم يتوقف مطر الرؤوس حتى تبعه مطر من الريش، ملأ الجو كأنه يتراقص رقصات وحشية، ثم يسقط فوق الجميع من التعب، لم يفكر أحد في رفع رأسه مرة أخرى، إذ تلت الريش موجة من أجساد الدواجن، من تسقط فوقه يسقط على الأرض من هول المفاجأة، أو قوة الضربة، أو الفزع، ثم ماء ثقيل من قيء وقذارة له طعم الملح شديد المرارة والعفونة إذا ما لامست شفة أو لسان قطرةً منه.