رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة بالشأن الإيرانى تكشف لـ"الدستور" أهم بنود السياسة الإيرانية عقب الانتخابات

سمية عسلة
سمية عسلة

سلطت الباحثة في الشأن الإيراني سمية عسلة، الضوء على السياسة الإيرانية، مشيرة إلى أن السياسة الإيرانية من يضعها هو رأس السلطة الدينية متمثلة في المرشد الإيراني علي خامنئي وتوجهاته هي القرار السيادي. 

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، لعل إقصاء المرشحين الإصلاحيين من الانتخابات الرئاسية الإيرانية حاليا بقرار من مجلس صيانة الدستور الذي يتبع في النهاية لعلي خامنئي هو دليل على أن السياسة الإيرانية اتجاه الملف النووي وملف الأذرع التابعة وكذلك السياسة الخارجية والداخلية لإيران ستبقى على نفس الوضع دون تغيير واضح.

التغيير البسيط في السياسة الإيرانية على مستوى خارجي 

 


وحتى إن حدث نوع من التغيير البسيط في السياسة الإيرانية على مستوى خارجي فلن تعدوا كونها محاولة لتخفيف الضغط الدولي على إيران فيما يخص برنامجها النووي ومحاولة لتخفيف ضغط العقوبات الاقتصادية الدولية الأمريكية والأوروبية على طهران، والتي جعلت معدلات التضخم تصل فعليا إلى أكثر من 70% في إيران مع هبوط في سعر العملة وحالة من الفقر يعيشها المواطن الإيراني.

البرنامج النووي الإيراني 

 

أما عن البرنامج النووي الإيراني، قالت عسلة إنه ماضٍ في خروقاته وتحدي المجتمع الدولي بشكل سافر فحتى اللحظة يرفض خامنئي الإفصاح بمعلومات حول حقيقة برنامجه النووي ونسب تخصيب اليورانيوم بل إن النظام الإيراني رفض الرد على اتهامات وجهتها إليه وكالة الطاقة الذرية بعد عثورها على آثار نووية في ثلاث مواقع إيرانية وقام بإتلاف كاميرات المراقبة داخل المعامل النووية قبل مقتل الرئيس الإيراني بشهور قليلة وقد تجاوزت نسب التخصيب الـ90% في تلك العينات التي حصلوا عليها، خصوصا وأن المعضلة الكبرى أمام بعثات التفتيش هي تلك المعامل النووية السرية المخفية تحت الأرض في مناطق جبلية في طهران استهدفت إسرائيل بعض المواقع بالقرب منها خلال الهجمات الأخيرة ومنها مواقع بالقرب من نطنز والاستهداف بالقرب من قاعدة هاشتن شيغاري والتي تأوي معمل نووي سري ضخم لا يقل عن معمل فوردو النووي الإيراني في خطورته وأهميته.

كما أن هناك مؤشرات أخرى تثبت أن إيران ماضية في خروقاتها النووية بنفس السياسة حتى مع تعيين رئيس جديد وهي إقصاء نظام الوالي الفقيه للمرشحين الذين أبدوا مرونة في الوصول إلى تفاهمات دولية فيما يخص البرنامج النووي الإيراني بل والتمسك ببعض الرموز من مرشحي رئاسة وهم الذين وجهت لهم اتهامات سابقة بإفشال اجتماعات فيينا لأكثر من دورة.

وأوضحت أنه مع وجود رئيس إيراني جديد فلا أعتقد أنه سيكون هناك تغير واضح في السياسة الإيرانية اتجاه كل من أمريكا وإسرائيل فسيظل النظام الإيراني يصدر للداخل ولأتباعه في الخارج بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر لكسب مزيد من التأييد والتعاطف الدولي، وسيبقى النظام الإيراني محتفظا بعداوته المعلنة للجانب الإسرائيلي كنوع من كسب التعاطف الدولي والعربي بل والإسلامي الغاضب من جرائم إسرائيل في غزة حتى وإن كان الجميع شهد عبر شاشات التلفزيون حاخامات اليهود الذين توافدوا بأعداد ضخمة لتعزية خامنئي في مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مؤخرا.

في كل الأحوال فإن الرئيس القادم لإيران سينتهج نفس سياسة إبراهيم رئيسي وهي في النهاية هي سياسة المرشد القائمة على استغلال تضارب الموقف الدولي اتجاه إيران ما بين بعض الدول الأوروبية التي اجتمعت لإنشاء مشروع قرار يوجه اللوم لإيران على الخروقات النووية ودول أوروبية أخرى تخشى من فكرة لوم إيران. 

وسيبقى النظام الإيراني يستغل تضارب الموقف الأمريكي اتجاه إيران ما بين حكومة جمهوريين يرأسهم ترامب وقعوا عقوبات شديدة على إيران وحكومة الديمقراطيين بقيادة بايدن التي كانت تسعى للوصول إلى تفاهمات مع إيران وفشلت وأصبحت إيران في ولايه بايدن تعلن وبكل وضوح وصراحة بأنها خلف الهجمات التي تحدث عبر الحوثي في البحر الأحمر والتي تستهدف إسرائيل وخلف الهجمات التي تأتي على تل أبيب من جنوب لبنان.

واختتمت، في النهاية لا يمكن غض النظر عن أن الوضع السياسي الداخلي في إيران والولايات المتحدة يشهد توترات مرتبطة بفترة الإعداد للانتخابات الرئاسية في ظل أزمات داخلية ليست فقط في إيران بل داخل الولايات المتحدة التي انتفضت فيها 55 جامعة أمريكية لتمدد بجرائم إسرائيل في غزة وحالة غضب لدى أعضاء الكونجرس من الدعم غير المدروس لإسرائيل وجرائمها في غزة والفواتير الإسرائيلية التي يحاسب عليها دافعو الضرائب في أمريكا.