رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى مثوذيوس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى  مثوذيوس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة، وهو من مواليد سيراكوزا في جزيرة صقلّية في أواخر القرن الثامن. ترّهب وناضل عن الايمان القويم ضدَّ محاربي الإيقونات المقدسة. تألَّم كثيراً في سبيل هذا الإيمان. أصبح بطريركاً للقسطنطينية سنة 843. انتقل إلى الله في مثل هذا اليوم من سنة 847، مخّلفاً مؤلفات لاهوتية كثيرة.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد نزل الله، كما كُتِب، على جبل سيناء وسط النار، ناشرًا الخوف وسط الشعب الذي كان يقبع بعيدًا، وكتب الشريعة بإصبعه على الحجر ولا في القلب. على العكس، عندما نزل الروح القدس على الأرض، كان الرسل "مُجتَمِعينَ كُلُّهم في مَكانٍ واحِد"  وبدل إخافتهم من أعلى الجبل، دخل "البَيت الَّذي كانوا فيه". "انْطَلَقَ مِنَ السَّماءِ بَغتَةً دَوِيٌّ كَريحٍ عاصِفَة"  تقترب، غير أنّ هذا الدوي لم يخف أحدًا.

سمعتم الدوي، فانظروا كذلك إلى النار؛ إذ على الجبل، كانت كذلك هاتين الظاهرتين: الدوي والنار. على جبل سيناء، كانت النار محاطة بالدخان؛ هنا، على العكس، هي بصفاء لمّاع. قال الكتاب: "وظَهَرَت لَهم أَلسِنَةٌ كأَنَّها مِن نارٍ قدِ انقَسَمت فوقَفَ على كُلٍّ مِنهُم لِسان". هل كانت تلك نارًا تزرع الخوف عن بعد؟ أبدًا: إذ قد "وقَفَ على كُلٍّ مِنهُم لِسان، فامتَلأُوا جَميعًا مِنَ الرُّوحِ القُدس، وأَخذوا يتكلَّمونَ بِلُغاتٍ غَيرِ لُغَتِهِم، على ما وَهَبَ لهُمُ الرُّوحُ القُدُسُ أن يَتَكَلَّموا". اسمعوا هذا اللسان الذي يتكلّم، وافهموا أنّ الروح هو الذي يكتب، لا على الحجر، بل في القلب. هكذا إذًا شريعة روح الحياة، المكتوبة في القلب لا على الحجر، شريعة روح الحياة التي هي في يسوع المسيح، والذي به تمّ الفصح الحقيقي، خلّصتكم من شريعة الخطيئة والموت.