الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى تريفيليوس أسقف لفكوسيا في قبرص
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى تريفيليوس أسقف لفكوسيا في قبرص، وهو من كبار علماء القانون والخطباء في زمانه. وهو تلميذ معهد الحقوق في بيروت فينيقية. ثم أصبح أسقف لفكوسيا في جزيرة قبرص. وحضر المجمع الإقليمي المنعقد في سرديكا سنة 343.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الروح القدس سوف يمنحُ السلام الكامل للأبرار في الأبديّة. لكنّه يُعطيهم منذ الآن سلامًا كبيرًا جدًّا حين يشعِلُ في قلوبِهم نار المحبّة السماويّة. فقد قال بولس الرسول: "ورَجاؤنا لا يخيبُ، لأنّ الله سكَبَ محبَّتَهُ في قلوبِنا بالروحِ القُدُس الذي وَهَبَهُ لنا".
إنّ السلام الحقيقي- لا بل السلام الوحيد- للنفوس في هذا العالم يرتكز على الإمتلاء بالحبّ الإلهي والإنتعاش بالرجاء السماوي، ممّا يجعلُنا نعتبر أنّ نجاحات هذا العالم أو هزائمه هي مجرّد أمور زائلة، ويُحرِّرُنا كليًّا من أهواءِ هذا العالم وشهواتِه، ويُفرِحُنا بالإهانات والاضطهادات التي نتعرَّض لها باسم يسوع المسيح، فنقول مع بولس الرسول: "نحنُ نَفْتَخِرُ على رَجاءِ المُشاركةِ في مَجْدِ الله، بل نَفْتَخِرُ بها في الشّدائد".
يُخطئ مَن يتخيَّل أنّه سيجدُ السلامَ في ملذّات هذا العالم وثرواته. إنّ المشاكل المتعدِّدة في هذا العالم وحتّى نهايتِه، إنّما يجب أن تُقنع الإنسان بأنّه بنى سلامه على الرّمل. على العكس من ذلك، فإن كلُّ الذينَ نَفَخَ فيهم الروح القدس تحمَّلوا صليب محبّة الربّ، وتعلَّموا أن يكونوا مِثلَه وُدَعاء ومتواضعي القلب، فتمتّعوا منذ الآن بسلامٍ على صورة الراحة الأبديّة.
وبفضل الرجاء الذي يمنحنا إيّاه الربّ الأمين في وعوده، لا يغادرنا الشعور بالفرح إلى أن يكتمل فينا الفرح العظيم يومَ "نُصبِحُ عِندَ ظُهورِه أَشباهَه لأَنَّنا سَنَراه كما هو"، عندها "ما مِن أَحَدٍ يسلُبُنا هذا الفَرَح"... قال ربُّنا: "إِنَّ المرأَةَ تَحزَنُ عِندما تَلِد لأَنَّ ساعتَها حانَت. فإِذا وَضَعتِ الطَّفْلَ لا تَذكُرُ شِدَّتَها بَعدَ ذلك لِفَرَحِها بِأَن قد وُلِدَ إِنسانٌ في العالَم". هذا هو الفرح الذي لن يسلبنا إيّاه أحد والذي سيملأ قلوبنا عندما ننتقل من مفهومنا الحالي للإيمان إلى النور الأبديّ. فلنلجأ الآن إذًا إلى الصوم والصلاة لأننا نعيش في فترة المخاض.