عبدالعزيز السيد: نشر منافذ ثابتة ومتحركة لبيع السلع الغذائية بسعر الجملة
أكد عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرف التجارية، أن ارتفاع أسعار الدواجن خلال الفترة الحالية غير مبرر، وسببه تعمد بعض المربين وضع هامش ربح كبير يصل إلى ٢٠٪، متوقعًا أن تنخفض الأسعار بشكل تدريجى حتى نهاية عيد الأضحى، نتيجة زيادة الطلب على اللحوم الحمراء.
وأوضح «السيد»، فى حواره مع «الدستور»، أن تراجع أسعار الأعلاف واستقرار سعر الصرف من الأمور التى أدت إلى انخفاض أسعار الدجاج، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الكتاكيت سببه أن مجموعة من كبار التجار يحتكرون سوق الأمهات، مطالبًا بتشديد الرقابة على السوق.
ولفت إلى أن إنتاج مصر من الدواجن يصل إلى ٨٥٠ مليون دجاجة، و٨.٥ مليار بيضة فى العام، مطالبًا بإطلاق مبادرة تهدف إلى إنشاء منافذ بيع ثابتة ومتحركة على مستوى الجمهورية، لتقديم السلع الغذائية الأساسية، مثل اللحوم والدواجن والبيض والخضروات والفواكه، للمواطنين بأسعار الجملة.
■ بداية.. هل هناك أسباب منطقية لارتفاع أسعار الدواجن رغم توافر الأعلاف واستقرار سعر الدولار؟
- هناك عدة عوامل يمكن أن تؤدى لارتفاع الأسعار قليلًا، رغم توافر الأعلاف واستقرار سعر الدولار، منها تكاليف أخرى لعملية التربية، مثل أسعار الكهرباء والعمالة والأدوية البيطرية، لكن هذه التكاليف تمثل جزءًا بسيطًا من التكلفة الكلية، ولا يمكن أن تكون السبب فى ارتفاع الأسعار بهذا الشكل المبالغ فيه.
■ كيف ترى تعمد بعض المربين وضع هامش ربح مبالغ فيه بحجة ارتفاع التكاليف؟
- من المهم هنا أن نفهم أن هامش الربح ليس ثابتًا، ويختلف من مربٍّ لآخر بناءً على التكاليف والإنتاجية، ولكنّ هناك عددًا من التجار يضعون هامش ربح يصل إلى ٢٠٪، وهذا غير منطقى، بحجة ارتفاع الكهرباء وارتفاع أسعار العمالة والأدوية البيطرية، ولكن الطبيعى أن يكون هامش الربح ٥٪، وهو مناسب للمنتج والمستهلك.
■ هل يمكن أن تسهم بورصة الدواجن فى ضبط الأسعار وتقديم حلول للمستهلكين؟
- بورصة الدواجن تعتبر أداة مهمة لضبط الأسعار، ونحن نعمل حاليًا على تفعيل دور البورصة بشكل أكبر، وضمان وجود خبراء فنيين قادرين على وضع آليات تسعير عادلة تأخذ بعين الاعتبار التكاليف الحقيقية، وهامش الربح المناسب.
هذا سيساعد فى تقديم أسعار عادلة للمستهلكين، وفى الوقت ذاته يضمن للمربين الحصول على أرباح مناسبة.
■ ما رسالتك للمستهلكين والمربين؟
- أود أن أؤكد للمستهلكين أننا نبذل قصارى جهدنا لضمان توفير الدواجن بأسعار معقولة، وأود أيضًا أن أشجع المربين على التعاون والمشاركة فى الحلول المقترحة لتقليل التكاليف وتحسين الكفاءة، فمن خلال العمل معًا يمكننا تحقيق توازن يعود بالنفع على الجميع.
■ كيف تصف الوضع الحالى لصناعة الدواجن فى مصر؟
- وضع قطاع صناعة الدواجن فى مصر تحسن بشكل ملحوظ بعد توفير الأعلاف بأسعار أقل، مع استقرار أسعار الدولار خلال الفترة الحالية، وهذا التحسن جاء نتيجة تعاون جميع الجهات المعنية لتوفير الأعلاف بكميات كافية وبأسعار مناسبة، ما أدى إلى استقرار نسبى فى تكلفة الإنتاج.
■ كيف أثرت هذه التغييرات على الأسعار؟
- تراجع أسعار الأعلاف كان له تأثير مباشر وإيجابى على أسعار الدواجن؛ فعندما تنخفض تكلفة الإنتاج ينعكس ذلك على سعر البيع للمستهلك.وخلال الفترة الماضية لاحظنا انخفاضًا فى أسعار الدواجن نتيجة لانخفاض أسعار الأعلاف وتحسن إدارة الموارد.
■ مع اقتراب عيد الأضحى.. هل تتوقع انخفاض أسعار الدواجن؟
- من المتوقع أن تتراجع أسعار الدواجن إلى أدنى مستوياتها خلال الأيام القليلة المقبلة، لتراجع الطلب على الدواجن خلال هذه الفترة. فمعظم المواطنين يفضلون تناول اللحوم الحمراء خلال العيد، ما يقلل من الطلب على الدواجن.
إضافة إلى ذلك هناك وفرة فى المعروض نتيجة للإنتاج المستقر وانخفاض تكلفة الأعلاف.
■ ما التوقعات على المدى البعيد لأسعار الدواجن بعد العيد؟
- على المدى البعيد، من المتوقع أن تستقر أسعار الدواجن بعد العيد، وسيعتمد ذلك على عوامل متعددة، منها استمرارية توفير الأعلاف بأسعار مناسبة، ومراقبة الجودة، والتحكم فى العرض والطلب، إذ نعمل باستمرار مع جميع الأطراف المعنية لضمان استدامة هذه التحسينات.
■ هل هناك أى خطط أو إجراءات جديدة تهدف إلى دعم صناعة الدواجن بشكل أكبر فى المستقبل؟
- هناك العديد من الخطط التى نعمل عليها لتعزيز صناعة الدواجن، من بينها تحسين سبل النقل والتخزين، وتطوير تقنيات الإنتاج، وتعزيز التعاون بين المنتجين والمستهلك، إضافة إلى توفير الأعلاف بأسعار مخفضة، وإعفاء أصحاب المزارع الصغيرة من الضريبة العقارية على المزرعة، ما يشجع على زيادة الإنتاج.
■ ما حجم إنتاج مصر من الدواجن والبيض؟
- إنتاج مصر من الدواجن يصل إلى ٨٥٠ مليون دجاجة سنويًا، إضافة إلى إنتاج ٨.٥ مليار بيضة فى العام. وهذا الإنتاج يحقق الاكتفاء الذاتى فى قطاع الدواجن. ورغم أن إنتاج مصر قبل الأزمة فى ٢٠٢٢ كان أكثر من ذلك، ولكن الآن أصبح لدينا تراجع فى القوة الشرائية للمواطن، فأصبح هناك توازن ما بين الإنتاج والاستهلاك.
■ رغم هذا الإنتاج الضخم لا تزال مشكلة ارتفاع أسعار الكتاكيت مستمرة.. ما السبب؟
- بدأت أزمة ارتفاع أسعار الدواجن منذ أزمة الدواجن خلال ٢٠٢٢، نتيجة نقص الأعلاف، الأمر الذى تسبب فى خروج عدد من المربين من المنظومة، ما أثر على أسعار الكتاكيت حتى الآن.
وهناك عدة عوامل أخرى تؤدى إلى ارتفاع أسعار الكتاكيت، ولكن السبب الرئيسى هو سيطرة مجموعة من التجار على جزء كبير من الإنتاج، وهؤلاء التجار لديهم مصلحة فى تقليل الإنتاج لزيادة الأسعار، إذ إن قلة العرض مع زيادة الطلب تؤدى حتمًا إلى ارتفاع الأسعار.
■ هل يمكن أن توضح لنا كيف يسيطر هؤلاء التجار على السوق؟
- هؤلاء التجار يستغلون قدرات التخزين لديهم والسيطرة على المزارع الكبيرة، ما يسمح لهم بتحديد كميات الإنتاج المطروحة فى السوق من الكتاكيت؛ وعندما يقللون الإنتاج المتاح يحدث نقص فى السوق، وهو ما يدفع الأسعار للارتفاع بشكل كبير، وهذا ما يحدث فى السوق الفترة الحالية.
■ ما الإجراءات التى يمكن اتخاذها لحل هذه المشكلة؟
- يمكن للحكومة التدخل بطرق عدة للحد من هذه الممارسات الاحتكارية، وأحد الحلول هو تشجيع صغار المربين وتقديم الدعم لهم لضمان استمرارية الإنتاج بكمية كافية تلبى الطلب، وكذلك يمكن تنفيذ رقابة صارمة على السوق لمنع أى ممارسات احتكارية وضمان وجود منافسة عادلة.
ومع توفير الأعلاف واستقرار أسعارها سوف يكون هناك تشجيع لصغار المربين على الدخول مرة أخرى إلى القطاع، خاصة قطاع الأمهات.
■ هل هناك خطوات جارية حاليًا لحل هذه المشكلة؟
- نعم، هناك بعض الخطوات التى تتخذها الحكومة حاليًا، مثل تشجيع الاستثمار فى قطاع الدواجن، وتقديم تسهيلات للمربين الجدد. إضافة إلى ذلك، يجرى العمل على تحسين آليات الرقابة والتفتيش لضمان الشفافية والنزاهة فى السوق.
■ ما توقعكم لمستقبل سوق الدواجن فى مصر؟
- أتوقع أن يستمر النمو فى هذا القطاع مع زيادة الاستثمار والدعم الحكومى، وإذا تمكنا من السيطرة على ممارسات الاحتكار وتعزيز المنافسة، فإن ذلك سيؤدى إلى استقرار الأسعار وتحقيق الاكتفاء الذاتى الكامل فى المستقبل القريب، خاصة مع زيادة واستمرار الإفراجات الجمركية للأعلاف.
■ الغرفة التجارية تطالب بمبادرة جديدة لبيع السلع الغذائية بأسعار الجملة.. هل يمكنك أن توضح لنا المزيد عن هذه المبادرة؟
- نحن فى الغرفة التجارية نطالب بإطلاق مبادرة تهدف إلى إنشاء منافذ بيع ثابتة ومتحركة على مستوى الجمهورية، والهدف من هذه المنافذ هو تقديم السلع الغذائية الأساسية، مثل اللحوم والدواجن والبيض والخضروات والفواكه، للمواطنين بأسعار الجملة.
■ ما الذى دفعكم إلى اقتراح هذه المبادرة؟
- السبب الرئيسى هو حماية المستهلك من الزيادات غير المبررة فى الأسعار من قِبل التجار، والتى تنتج غالبًا عن وجود وسطاء بين المنتج والمستهلك، ومن خلال هذه المبادرة نهدف إلى تقليل عدد الوسطاء وبالتالى تخفيض الأسعار، حتى تصل السلع إلى المواطن بسعرها الحقيقى.
■ كيف ستطبق هذه المبادرة على أرض الواقع؟
- نحن نطالب الحكومة بالموافقة على إنشاء هذه المنافذ وتوفير الدعم اللازم لإنجاحها، ويمكن أن تكون هذه المنافذ ثابتة فى الأسواق الكبيرة أو المتحركة، مثل عربات البيع فى المناطق المختلفة. ويجب أن تكون هذه المنافذ موزعة بشكل استراتيجى لضمان وصولها إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين.
■ هل تتوقعون أن تواجهكم أى تحديات فى تنفيذ هذه المبادرة؟
- بالطبع، لا تخلو أى مبادرة من التحديات، ومن أبرز التحديات التى قد نواجهها هى البيروقراطية والإجراءات الروتينية للحصول على الموافقات اللازمة، إضافة إلى توفير التمويل اللازم لتجهيز هذه المنافذ. ومع ذلك، نحن متفائلون بأننا سنتمكن من تجاوز هذه العقبات بالتعاون مع الحكومة والجهات المعنية.
■ ما الفوائد التى تتوقعون أن تحققها هذه المبادرة للمواطنين؟
- الفوائد متعددة. أولًا، ستسهم فى تخفيض أسعار السلع الأساسية، ما سيساعد فى تحسين القدرة الشرائية للمواطنين. ثانيًا، ستساعد فى تنظيم السوق والحد من الممارسات الاحتكارية، وستعزز من الثقة بين المستهلكين والمنتجين من خلال توفير سلع ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، إضافة إلى تقليل الحلقات الوسيطة، من خلال الذبح فى المجاز ومنع تداول اللحوم الحية.
■ ما وضع أسعار الأعلاف الآن؟
- أسعار الأعلاف مستقرة خلال الفترة الحالية؛ إذ بلغت أسعار «العلف بادى» ٢١.٥ ألف جنيه للطن، بينما سجلت أسعار الصويا ٢٥.٥ ألف جنيه للطن، كما سجلت أسعار الذرة الصفراء ١١ ألف جنيه، وتلك الأسعار مناسبة خلال الفترة الحالية، وتتماشى مع الوضع الراهن.