رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليمين المتطرف يهدد مستقبل ماكرون السياسى.. والانتخابات المبكرة تحدد مصير فرنسا

ماكرون
ماكرون

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم، إن فرنسا تستعد لـ"أهم انتخابات منذ عقود" بعد صعود اليمين المتطرف، وحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعية الوطنية الفرنسية "مجلس النواب" أمس وإجراء انتخابات مبكرة.

وبحسب الجارديان تعد "الخطوة الجريئة" من جانب ماكرون محاولة للإيقاع بحزب التجمع الوطني اليميني بقيادة ماري لوبان واستعادة زمام المبادرة بعد الهزيمة الساحقة في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت، أمس، وحققت فيها لوبان فوزا مهما على حساب ماكرون والمتحالفين معه.

اليمين المتطرف يحرج ماكرون في انتخابات البرلمان الأوروبي

وفاز حزب التجمع الوطني بنحو 32% من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي، أمس الأحد، أي أكثر من ضعف نسبة 15%، التي حصل عليها حلفاء ماكرون، وفقًا لاستطلاعات الرأي، فيما جاء الاشتراكيون بنسبة 14%.

ويحتفظ الحزب الذي يتزعمه ماكرون حاليا بـ169 نائبا في الجمعية الوطنية، وبينما يتملك حزب التجمع الوطني 88 نائبًا.

وقالت الجارديان إن القرار غير المتوقع، وقد يهدد مستقبل ماكرون السياسي، فإذا فاز الحزب اليميني المتطرف بأغلبية مطلقة، فإن الرئيس ماكرون سيفقد السيطرة فعليًا على معظم السياسة الداخلية الفرنسية خلال ولايته المتبقي فيها ثلاث سنوات.

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير لإذاعة RTL: "ستكون هذه الانتخابات البرلمانية الأكثر أهمية لفرنسا وللفرنسيين في تاريخ الجمهورية الخامسة، ويجب أن نناضل من أجل فرنسا والفرنسيين، فنحن لدينا ثلاثة أسابيع للحملة وإقناع الفرنسيين".

وستجرى الانتخابات التشريعية المبكرة في 30 يونيو الجاري مع جولة ثانية في 7 يوليو المقبل، ومن المرجح أن تعتمد النتائج على مدى التزام الناخبين من اليسار ويمين الوسط بإبعاد أقصى اليمين عن السلطة.

هل يفوز اليمين المتطرف بانتخابات البرلمان الفرنسي المبكرة

واعتبر المحللون أن الأغلبية اليمينية المتطرفة غير مرجح أن تحقق نصرًا مهمًا ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الناخبين غالبًا ما يستخدمون الانتخابات الأوروبية كوسيلة منخفضة التكلفة لتوجيه ركلة للحكومة الحالية، وقد تتجه الأمور بشكل مختلف في الانتخابات البرلمانية.

وبحسب الصحيفة يُنظر إلى مقامرة ماكرون على أنها محاولة لتحقيق أقصى استفادة من موقفه الضعيف من خلال استعادة المبادرة وإجبار حزب التجمع الوطني على الدخول في وضع الانتخابات بشكل أسرع مما كان يرغب.

وأكدت الجارديان أن خطوة الرئيس ماكرون فاجأت بعض زعماء اليمين المتطرف، فقد قال نائب رئيس حزب التجمع الوطني، سيباستيان شينو، على إذاعة RTL: "لم نعتقد أنها ستكون مباشرة بعد الانتخابات الأوروبية، حتى لو أردنا ذلك، فالانتخابات نادرًا ما تكون هدية وفي هذا السياق، فهي ليست كذلك".

ودعا المشرعين اليمينيين من خارج حزب التجمع الوطني إلى تعزيز صفوفه في معركته لهزيمة ماكرون، وقال إن رئيس الحزب، البالغ من العمر 28 عامًا، جوردان بارديلا، سيكون مرشحه لمنصب رئيس الوزراء.

وقال مصدر مقرب من ماكرون إن الرئيس "يسعى إلى الفوز"، مضيفًا أن الفكرة كانت حشد الناخبين الذين ابتعدوا عنه في انتخابات البرلمان الأوروبي، مشيرًا إلى أن هناك جرأة ومجازفة في هذا القرار.