"القومى لحقوق الإنسان" يمنح جائزة إنجاز العمر للمخرجة إنعام محمد على
أعلنت لجنة تحكيم الدراما الرمضانية التابعة للجنة الحقوق الثقافية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، عن منح جائزة إنجاز العمر للمخرجة إنعام محمد على.
وأوضحت اللجنة أنه عندما تكرّم المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي، فإنه إنما يكرّم واحدة من أبرز أعضائه في الفترة من أبريل 2011 إلى يناير 2012، ورئيسة لجنة تحكيم الدراما الرمضانية به في الفترة من 2013 إلى 2021، وهذا يعني أنها من أهل البيت كما يقولون..لكن التكريم ينبع أيضًا من أن ارتباط إنعام محمد علي بقضايا حقوق الإنسان وبقيم حقوق الإنسان هو ارتباط مؤسسي بالإضافة إلى كونه ارتباطًا فنيّا.
وأضافت اللجنة، أنه اقترن اسم إنعام محمد علي بعدد من الأعمال التي صارت علامات مضيئة في تاريخ الدراما التليفزيونية..في حكايات الغريب عالجَت حالة التيه الذي عاشها الشعب المصري في الفترة الفاصلة ما بين هزيمة يونيو ونصر أكتوبر، فكان هذا الغريب هو السراب الذي يبحث عنه الجميع ولا يعثر عليه الجميع. لكن هذه الفترة من تاريخ مصر المعاصر كان لها وجهها الآخر، وهذا الوجه هو الاستعداد لتحرير أرض سيناء من الاحتلال الإسرائيلي..ومن هنا أخرجَت إنعام محمد علي فيلمها الرائع الطريق إلى إيلات الذي يجسّد جانبًا من بسالة الجيش المصري أثناء حرب الاستنزاف، وهي حرب قلّما يشار إليها باعتبارها التي مهّدت لنصر أكتوبر، فنصر أكتوبر ما كان له أن يأتي من فراغ.
وأشارت اللجنة، إلى أنه من القضايا الوطنية إلى القضايا الاجتماعية، انحازت إنعام محمد علي لقيم المساواة والحرية والعدالة والعقلانية، ومن هنا كان من الطبيعي أن تأتي المرأة في صميم اهتمام مخرجتنا القديرة وعلى رأس أولوياتها..ففي مسلسل "هي والمستحيل" دافعَت عن حق المرأة في التعليم، وفي مسلسل "آسفة أرفض الطلاق" تناولَت بعض أوجه الخلل في قوانين الأحوال الشخصية، وفي مسلسل "قاسم أمين" نبهّت إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه المفكّر المستنير في مجال تحرير المرأة. ولأنها تؤمن بدور المرأة في التغيير، تحمّست لإخراج اثنين من المسلسلات التي لعبت فيها المرأة دورًا تغييرًا وإن يكن هذا الدور في اتجاهين مختلفين، فإذا كان مسلسل "ضمير أبلة حكمت" هو البوصلة الأخلاقية لبناء مجتمع سليم، فإن مسلسل "أم كلثوم" كان هو البوصلة الفنيّة الموجهة صوب الارتقاء بالذوق العام والتوحّد بين الفنان وقضايا الوطن.
وأضافت اللجنة، أنه على مدار تاريخها الطويل ظلّت إنعام محمد علي تشتبك مع قضايا وطنها ومجتمعها اشتباكًا فيه من العمق والذكاء بقدر ما فيه حساسية مفرطة. تلفت الانتباه للسلبيات فترصد أثر التفاوت الطبقي على العلاقات الإنسانية في مسلسل "الحب وأشياء أخرى"، وتعظّم من النماذج الإيجابية فتقدّم شخصية تنويرية بامتياز للعالِم الدكتور مصطفى مشرّفة.