بشائر البريكس.. كيف تستفيد مصر من التعاون الاقتصادي مع روسيا؟
بدأت تستقبل مصر بشائر انضماها إلى مجموعة بريكس إذ شاركت مصر خلال الأيام الماضية في فعاليات منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي السابع والعشرون، ويعد هذا المنتدى حدثًا فريدًا في عالم الاقتصاد والأعمال.
وخلال المنتدى الذي يمثل مشاركة مصر فيه خطوة هامة على المستوى الاقتصادي، تشارك وفود جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في سبل التعاون الاقتصادي.
وفي يناير 2024 قد جرى توسيع مجموعة بريكس لتضم 3 دول عربية، وهي جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فلقد لقيت الحوارات المرتبطة بأداء مجموعة بريكس والتعاون بين بعض مناطق الاتحاد الروسي والدول العربية اهتمامًا مميزًا.
وعليه تم توقيع اتفاقية لتطوير التعاون في قطاع النقل بين مصر وجمهورية إنغوشيا بشمال منطقة القوقاز الروسية، وذلك ضمن نتائج هذه المفاوضات المثمرة للمنتدى الاقتصادي بسانت بطرسبرج.
التعاون الاقتصادي في كل مجالات بين مصر ودول البريكس
وفي هذا الصدد يقول الدكتور آصف ملحم، مدير مركز “جي إس إم” للأبحاث والدراسات-موسكو، أن العلاقات المصرية-الروسية تتسم بالعمق والتعاون المثمر دومًا منذ الحقبة السوفيتية؛ فمصر بثقلها العربي والأفريقي يمكنها أن تكون بوابة روسيا إلى إفريقيا والعالم العربي.
ويوضح ملحم خلال حديثه مع "الدستور" أن السلطات الروسية كانت حريصة دائمًا على مشاركة مصر في منتديات روسيا- إفريقيا في عامي 2019 و2023، وكذا في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في دوراته المختلفة، فضلًا عن ذلك، هناك الكثير من المشاريع المشتركة بين الجانبين، كمحطة الضبعة النووية والمدينة الصناعية في السويس، التي ستتحول إلى حاضنة تكنولوجية حقيقية تؤدي إلى إمداد الدول الإفريقية والعربية بالتكنولوجيات المتقدمة، وتقديم الخدمات الهندسية المختلفة.
ويضيف ملحم أنه بالإضافة إلى كل هذا التعاون والتشارك الناجح بين الدولتين فإن الحركة السياحية بين البلدين نشيطة للغاية، فمصر إحدى الجهات المفضلة للسياح الروس، لذلك فإننا نعتقد أن حرص السلطات المصرية على المشاركة في هذا المنتدى، وغيره من النشاطات، سيكون له أثرًا إيجابيًا بالغًا للدفع بمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مصر وروسيا على حد سواء.
ونوه مدير مركز الأبحاث والدراسات بموسكو أنه أبدت الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا كبيرًا بتطوير التعاون مع إنغوشيا وهي تقع شمال منطقة القوقاز الروسي، في مجال البنية التحتية والطاقة، هذا إضافة إلى تحسين نوعية حياة المسلمين والنمو الاقتصادي المستدام في منطقة القوقاز، لاسيما وأنه تاريخيًا، كانت منطقة القوقاز صلة الوصل بين العالم العربي والعالم الروسي، لذلك فإن دخول رأس المال العربي إلى هذه المنطقة سيساهم مساهمة كبيرة في تطويرها من جهة، وتعزيز أواصر الصداقة بين روسيا والدول العربية من جهة أخرى؛ خاصة أن العلاقات العربية-الروسية بدأت تتطور بشكل مطرد في السنوات الأخيرة.
وأشار مدير مركز الأبحاث والدراسات بموسكو إلى أن جمهورية إنغوشيا أبدت اهتمامًا كبيرًا بالقضايا العربية عمومًا، والقضية الفلسطينية خصوصًا؛ فلقد أرسلت في الأشهر الماضية عدة طائرات محملة بالمواد الإغاثية والطبية والغذائية إلى مصر، كمعونات للمحتاجين في قطاع غزة في ظروف الحرب الدائرة هناك، مشيدًا بدور الشعوب الروسية عمومًا، والشعب الإنغوشي خصوصًا في دعمه للقضايا العربية والتطلع إلى التعاون في المشاريع المشتركة بين الدول العربية وجميع المناطق الروسية.
ما هو منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي؟
يعقد منتدى سانت بطرسبرغ منذ عام 1997، ومنذ عام 2006 يقام تحت رعاية ومشاركة الرئيس الروسي، على مدى السنوات الماضية، أصبح المنتدى منصة رائدة للتواصل بين رؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء ومدراء كبرى الشركات والمفكرين وقادة الرأي في روسيا وخارجها؛ حيث تُدرس وتُناقش أهم التحديات الراهنة.
تمحورت الحلقات النقاشية عن سبل التعاون الاقتصادي في مجالات؛ الاسثمارات، النظام المصرفي والاستقرار المالي، قطاع النفط والغاز، اللوجستيات وتطوير شبكات المواصلات البرية والمائية والجوية، تطوير المدن والتخطيط الحضري واستثمار الأرض، تكنولوجيا الطائرات، التكنولوجيا الزراعية والحيوية، الأمن الحيوي، الذكاء الصنعي والرقمنة والتحول الرقمي، التكنولوجيا المتقدمة، السيادة التكنولوجية، الدبلوماسية العلمية، حماية البيئة، الصناعات الدوائية والصحة، التعليم، الفن، الثقافة، الرياضة والسياحة.