رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أعلى درجة حرارة فى مصر.. ماذا يحدث فى أسوان؟

الحرّ في أسوان
الحرّ في أسوان

يعيش أبانوب خيري أحد مواطني محافظة أسوان في منطقة "كوم أمبو"، حيث وصلت درجة الحرارة حاليًا إلى 49.6 درجة مئوية في المحافظة، أي فيما عبر عنه البعض مجازًا "يوضع البيضة على الأرض تتسلق" من شدة السخونة.

تشهد محافظة أسوان حاليًا واحدة من أسوأ حالاتها المناخية حيث سجلت بها درجات الحرارة 49.6 درجة مئوية، وهو الأمر الذي لم يسجل منذ عام 2007 وتحديدًا في 31 يوليو، حيث سجلت محطة الخارجة حينها (49.6 درجة)، وهذا وفقا للبيانات المناخية الصادرة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية، لتصبح بذلك محافظة أسوان حاليًا هي أعلى محافظات مصر تسجيلًا في معدلات الحرارة.

أبانوب الأب لطفل مريض يبلغ من العمر 9 أشهر فقط يعمل في مجال البقالة، حيث يمر بتوكتوك في شوارع كوم أمبو لعرض بضاعته.

أبانوب وغيره من أهل محافظة أسوان جنوب مصر والبالغ عددهم 1.6 مليون نسمة حسب إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء لعام 2024 يعانون حاليًا من الارتفاع الكبير في درجات حرارة المحافظة.

"والله عندنا الجو حاجة صعبة جدًا جدًا" يقول أبانوب في حديثه لـ"الدستور"، موضحًا أن وضع الطقس في محافظة أسوان حاليًا لا يوصف، وما ترتب عليه ذلك أيضًا.

بعد أن اعتاد أبانوب العمل من الساعة التاسعة صباحًا حتى أوقات متأخرة من الليل في محاولة لزيادة دخله لكي يمكنه الإنفاق على أسرته وطفله المريض، توقف أبانوب بسبب الارتفاع الكبير الذي تشهده محافظة أسوان في درجات الحرارة عن نصف مدة عمله بسبب عدم قدرته على الخروج للعمل في ظل هذه الأجواء من السخونة غير المسبوقة.

أبانوب: “لما بشوف شكل ابني الرضيع وهو مش قادر يتحمل الحرّ ومرضه بحزن”

"أخرج دلوقتي من الساعة الخامسة بعد العصر وبحاول أرجع بدري" يقولها أبانوب موضحًا محاولاته اليائسة تجنب حرارة الشمس إلا أنه على الرغم من ذلك لا يمكنه كذلك أن يتأخر بالليل، حيث إن درجات الحرارة ساخنة أيضًا، وهو ما أثر على دخله الحالي، حيث كان يبيع سابقًا في ساعات أكثر مستغلًا أوقات النهار، وبالتالي كان يبيع أكثر فيربح كذلك على عكس الوضع الحالي.

وتابع أبانوب أن شدة الحرارة أثرت أيضًا على بضاعته، حيث أفسدت العديد منها "الكانز بترب" أي تنفجر من السخونة، و"الجبنة بتفسد وبرميها".

فوق ذلك تأثر "توكتوك" أبانوب "أداته الوحيدة للبحث عن مصدر الرزق يوميًا" بالحرارة الشديدة "غيّرت الموتور له بسبب الحر" وهو الأمر الذي كلفه آلاف الجنيهات التي استدانها- حسب قوله.

كل ذلك يعد حسب الرجل الأسواني في كفّة وصحة طفله الرضيع في كفة أخرى، حيث إن طفله جورج يعاني منذ فترة من إصابته بفيروس "الروتا"، الذي يؤثر على معدته ويسبب له الجفاف، ويزيده الارتفاع في درجات الحرارة جفافًا "لما بشوف شكله وهو مش قادر يتحمل الحر ومرضه بحزن".

يدعم أبانوب الدولة وجميع اتجاهاتها حسب قوله قلبًا وقالبًا دائمًا ولكنه ناشد في حديثه "للدستور" المسئولين محاولة إعفاء أسوان من تخفيف أحمال الكهرباء هذه الفترة تحديدًا حتى يمكنهم تشغيل المراوح والتكييفات في محاولة للتخفيف عنهم مما يعانونه من ارتفاع شديد في درجات الحرارة حتى تمر تلك الفترة بسلام، مشيدًا بقرارات الدولة وداعمًا لها.  

هبة: عدم وجود أجهزة تكييف عند الكثير ضاعف الأزمة 

عدم وجود جهاز تكييف ضاعف معاناة هبة محمد وأسرتها المكونة من 4 أشخاص وهي إحدى السيدات العاملات في في منطقة كوم أمبو بمحافظة أسوان، إذ تعتمد في التهوية في منزلها فقط على المراوح، والتي تصفها بأنها تخرج هواءً لا يقل سخونة عن نظيره في الشارع، وذلك لأنها لا تمتلك القدرة المادية على شراء جهاز تكييف في ظل ارتفاع أسعاره.

"الشوارع بقت فاضية والحيوانات في الشارع كلها نايمة وفيه منها بيموت" تقولها هبة موضحة أنها كثيرًا ما تتغيب عن عملها بسبب عدم قدرتها على الذهاب له في ظل هذه الأجواء، وهو ما ينتج عنها أن يخصم لها من راتبها الكثير من النقود، وهو ما أثر على ميزانية بيتها إذ أنها تساعد زوجها في مصاريفه".

كما أوضحت هبة أنها تسعى إلى سقاية الحيوانات الكثيرة مثل الكلاب والقطط التي تشاهدها في حالة إعياء دائم في الشارع بسبب شدة الحرارة، إلا أنها وجدت الكثير منها يموت بسبب ذلك، كما أوضحت أنها حاليًا داخل منزلها تعتمد في التهوية على المراوح بعد أن انفجر جهاز التكييف بسبب شدة الحرّ.

زوج منى أحمد ربة المنزل الذي لا يتعدى عمره الثلاثين عامًا مريض بالضغط العالي يعمل نجارًا ويخرج مضطرًا يوميًا للبحث عن لقمة العيش، ولا يمكنه رغم الأجواء الساخنة التي تشهدها محافظة أسوان في الوقت الحالي أن يتغيب عن عمله حتى لا يؤثر على نفقات بيته.

منى: عندنا دخان من لهيب الشمس ومحتاجين زراعة شجر

"الشمس عندنا صعبة قوي قوي، وزوجي يعاني من ارتفاع ضغط دمه عن الأول بكتير" تقولها منى موضحة أنها تحزن لكونها لا يمكنها تخفيف العبء عليه فهي ربة منزل، وتحاول تلبية طلبات أفراد أسرتها المكونة من خمسة أفراد داخل المنزل.

تقول منى إنه نتيجة الارتفاع غير الطبيعي في درجة الحرارة بالمحافظة يكاد من ينزل إلى الشارع يرى في سمائها دُخانًا من شدة لهيب الشمس وحرارتها، وكأنها تغلي غليانًا.

تتابع منى أن محافظة أسوان تعاني في الوقت نفسه من عدم وجود أشجار كثيرة في شوارعها والتي كان من شأنها أن تحميبعض الشئ من أشعة الشمس وتخفف منها، مناشدة الجميع بضرورة زراعة الأشجار في المحافظة في محاولة للتخفيف من درجات الحرارة التي أصبحت تشهدها المحافظة في السنوات الأخيرة".

الدعوات لأهل غزة والسودان حاضرة: "إحنا الحمد لله..المهم أهلنا في السودان وغزة"

وعلى الرغم من ذلك كانت جملة "الحمد لله" هي الجملة التي ختمت بها منى حديثها، بل وكان أهل فلسطين حاضرين أيضًا وكذا أهل السودان، "إحنا أحسن الحمد لله..ربنا يعين أهلنا في غزة وأهلنا في السودان والله".