الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى اكتشاف مسامير يسوع
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى اكتشاف مسامير يسوع حيث يقال إنه في مثل هذا اليوم وجدت في أوراشليم مسامير الصلب مع خشبة الصليب الطاهر على يد الملكة هيلانة.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: إنّ أعمالَ المحبّة هي دائمًا أعمالَ سلامٍ. فكلّما تبادلتم المحبّة مع الآخرين، ستلاحظون أن السلام حلّ عليكم وعليهم أيضًا. حيث يحلّ السلام، يكون الله موجودًا. من خلال سكب السلام والفرح في قلوبنا، يلمس الله حياتنا ويعبّر لنا عن محبّته.
ها هو ملكوت الحياة قد أتى وأُسقِط سلطان الموت. لقد برزت ولادة أخرى بالإضافة إلى حياة أخرى وطريقة وجود أخرى، لا بل تحوَلٌ في طبيعتنا نفسها. وهذه الولادة ليست "مِن دَمٍ ولا مِن رَغبَةِ لَحْمٍ ولا مِن رَغبَةِ رَجُل، بل مِنَ اللهِ" .
"هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه" . هو يوم مختلفٌ كليًّا عن أيّام البَدْءِ، ففي هذا اليوم، خلَق الله "سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةٍ وَأَرضًا جَدِيدَةً"، كما قال النبي إشعيا. ما هي هذه السَّماوات؟ هي أثير الإيمان بالرَبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ. مَا هِيَ هَذِهِ الأَرضُ؟ هي القلبُ الطيّب الصالح، كما قال الربّ، هي الأرض الطيّبة التي ترتوي من الأمطار التي تسقط عليها، وتنبت محاصيلَ وفيرة. وفي هذه الخليقة ليست الشمسُ سوى الحياة النقيّة، والنجومُ سوى الفضائل، وما الهواءُ سوى السلوك الشفاف، والبحرُ هو عمق الحكمة والمعرفة اللامتناهي؛ أمّا العشب وأوراق الشجر، فهي الشريعة الجيّدة والتعاليم السماويّة التي يتغذّى منها القطيع، أي شعبُ الله. والأشجار المحمّلة بالفاكهة، فهي التقيّد بالوصايا. ففي هذا اليوم يُخلق الإنسان الحقّ، على "صُورَةِ اللهِ كَمِثَالِهِ".
أليس هذا عالمًا جديدًا تكون بدايته في "اليَومِ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ"؟... أعظم شرف ليوم النعمة هذا هو أنّه دمّر الموت وأفسح المجال أمام ولادةِ البكر من بين الأموات... يا لها من بشرى جميلة وسارّة! إنّ ذاك الذي، من أجلنا، أصبح واحدًا منّا ليجعلنا إخوةً له، يرفع إنسانيّته نفسها إلى الآب فيرفع معه أيضًا جميع إخوته في الإنسانيّة.