رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صعيدية تعمل في «المقاولات»: تركت الميرى.. والرجال لم يتقبلوا أكون «ريسة عليهم»

السيدة الأسوانية
السيدة الأسوانية بدرية بسطاوى

اختيار مهنة يغلب عليها الطابع الذكورى لم يكن سهلًا على السيدة الأسوانية بدرية بسطاوى، لكن وفاة والدها وزوجها حولت حياتها بشكل جذرى، فبعد أن كانت سيدة مرفهة تتوافر لديها جميع احتياجاتها هى وأبناؤها، انقلب مسار الحياة، وتحملت مزيدًا من المسئوليات، وبدأت الكفاح لتربية ٣ أبناء، وتنشئتهم بشكل صحيح، رغم كل الظروف الصعبة التى تواجهها.

وبعد أن كانت تعتمد على الوظيفة الحكومية للحصول على الراتب الشهرى، أدركت بمرور الوقت أن الراتب لا يكفى للعيش فى نفس المستوى الاجتماعى، الذى كان متوافرًا فى الماضى، لذا قررت الاستقالة من العمل الحكومى، والتحقت بالتدريب الخاص بالمقاولين الشباب، ونجحت فى جميع الاختبارات، وأصبحت «مقاولًا» مثل أبيها وزوجها الراحلين.

عن قصة كفاحها، قالت بدرية بسطاوى خليل: «كنت سيدة مدللة، أعيش فى مستوى اجتماعى جيد جدًا، لأن والدى كان يعمل فى مهنة المقاولات، وعندما تزوجت كنت أعيش فى نفس المستوى، لأن زوجى كان يعمل أيضًا فى نفس المهنة، لكن بعد وفاتهما تزلزلت الدنيا من تحتى، واكتشفت أن الوظيفة لا تكفى، فاخترت العمل فى المقاولات مثلهما، رغم كل الصعوبات، لأستطيع أن أنفق على نفسى وأبنائى». 

وأضافت: «فى البداية كنت ربة منزل، لكن بعد سنوات على زواجى مرض زوجى، ولجأت إلى العمل فى وظيفة حكومية لأساعده فى تحمل مصاريف المنزل، وبعد وفاته تحولت حياتى، خاصة أن ذلك حدث بعد وفاة والدى أيضًا بعامين، وساعتها لم يكن أمامى إلا تحمل المسئولية».

وواصلت: «راتبى الشهرى من الوظيفة لم يكن كافيًا لتوفير احتياجات أبنائى الثلاثة الصغار، حتى سمعت أن الصندوق الاجتماعى يوفر تدريبًا لشباب المقاولين من الجنسين، فقررت الالتحاق به؛ لأستطيع أن أكتسب المهارات اللازمة للعمل فى المقاولات، لأستكمل مسيرة زوجى ووالدى».

وتابعت: «مدة تدريب منحة شباب المقاولين، التى وفرها الصندوق الاجتماعى، كانت جيدة للغاية، وساهمت فى زيادة معرفتى بما تحتاجه المهنة من أساسيات، وزادت من مهارات العمل لدى، وبعد التدريب والامتحانات كنت ضمن الناجحين من الصعيد».

وأشارت إلى أن «الصندوق ساعدنى على استخراج البطاقات الخاصة بالمقاولات، ضمن منحة شباب المقاولين، ومن خلاله استطعت نزول السوق، لأنه كان يشرط نزول المقاولين الشباب مع المقاولين الكبار، ما ساهم فى اكتسابى مزيدًا من الخبرات».

وحول الصعوبات التى واجهتها فى بداية عملها، قالت «بدرية»: «بداية العمل فى المقاولات لم تكن سهلة أبدًا، واجهت كثيرًا من الصعوبات، لكن كان لدى إصرار على هدفى، رغم أن الموضوع كان صعبًا، ولم يكن الرجال يتقبلون أن تكون هناك مقاول ست، وتدير العمل، وتكون الريسة عليهم».