اللجنة العلمية للبحر المتوسط تتبع تحركات أسماك القرش عبر الأقمار الصناعية
كشف الدكتور عمرو حمودة- ممثل مصر باللجنة العلمية للبحر المتوسط (CIESM) ورئيس مركز المخاطر البحرية - أن المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في مصر بالتعاون مع اللجنة العلمية للبحر المتوسط CIESM قام بتنظيم ورشة العمل الدولية لمراقبة تحركات أسماك القرش عبر الأقمار الصناعية، التي أثبتت أنها ذات مردود قوى لفهمنا طبيعة حياة تلك المخلوقات الرائعة والحفاظ عليها.
وأشار “حمودة” إلى أن ورشة العمل التي امتدت لعدة أيام، اجتمع خلالها 12 من الخبراء من دول حوض البحر المتوسط لتبادل المعرفة ومشاركة الخبرات واستكشاف أحدث التطورات في تكنولوجيا المراقبة عبر الأقمار الصناعية لتتبع تحركات أسماك القرش.
وأوضح أنه كان من بين المشاركين علماء وباحثين ودعاة حماية البيئة وصانعي السياسات الذين يكرسون جهودهم للحفاظ على أنظمتنا البيئية البحرية، وكانت إحدى النتائج الرئيسية لورشة العمل هي إظهار فعالية أجهزة المستشعرات وربطها بالأقمار الصناعية في دراسة سلوك أسماك القرش وأنماط هجرتها، من خلال هذه الأدوات المتقدمة، حيث يمكننا الآن جمع بيانات في الوقت الفعلي عن الحركة، وتفضيلات الموائل، حتى الظروف البيئية التي تعيشها هذه الحيوانات المفترسة.
وأضاف حمودة أن ورشة العمل سهلت جلسات التدريب العملي، حيث تعلم المشاركون كيفية استخدام أجهزة الاستشعار، بالإضافة إلى تحليل البيانات المجمعة، وقد مكنت التدريبات العملية المشاركين من اكتساب فهم شامل للتقنيات المستخدمة في مراقبة تحركات أسماك القرش عبر الأقمار الصناعية.
ولفت رئيس القومي لعلوم البحار إلى أن ورشة عمل التعاون عززت تبادل المعرفة بين المشاركين، وقد سمح تبادل الأفكار والمنهجيات بفهم أعمق للتحديات والفرص المرتبطة بتتبع تحركات أسماك القرش، ولا شك أن هذا التعاون سيعزز جهودنا الجماعية في الحفاظ على أسماك القرش ويسهم في تطوير استراتيجيات الإدارة الفعالة.
وذكر أنه من المتوقع أن يكون لنتائج ورشة العمل التدريبية هذه آثار بعيدة المدى على جهود الحفاظ على أسماك القرش في المنطقة وخارجها.
وسلطت الورشة الضوء على أهمية التعاون الدولي في الحفاظ على أنواع أسماك القرش المهاجرة، واعترف المشاركون بالحاجة إلى مبادرات بحثية تعاونية، وتنسيق جهود الحفظ عبر المناطق المختلفة، حيث كانت ورشة العمل بمثابة منصة لتعزيز الشراكات التي ستكون مفيدة في تعزيز الحفاظ على أنواع أسماك القرش المهاجرة على نطاق عالمي.
جدير بالذكر أن اللجنة العلمية للبحر المتوسط أنشأت في أوائل القرن الماضي (1919) ومقرها موناكو ورئيسها الشرفي هو أمير موناكو، وتعمل اللجنة على تعزيز البحوث الدولية في البحر المتوسط والبحر الأسود، حيث يمثل CIESM منتدى لتبادل الأفكار في خدمة العلم، تنظم اللجنة مؤتمرات وورش عمل بحثية دولية، وتجميع أحدث المعارف العلمية في شكل دراسات موثوقة وتقارير السياسة البحرية، وبهذه الطريقة تكون قادرة على تقديم مشورة مستقلة ومحايدة بشأن عدد كبير من القضايا الناشئة وفي خدمة المجتمع، تقوم اللجنة بمراقبة علمية لمؤشرات التغيير الرئيسية، مثل اتجاهات ارتفاع درجات الحرارة في المياه العميقة، أو غزو الأنواع الاستوائية، أو اختفاء أسماك القرش والطيور البحرية.